لمن تقرع الجزائر أجراس حربها الحدودية؟ إصرار مدروس ومقصود في إصدار بيانات للجهاز العسكري الجزائري، يحمل في كل مرة نبرة التهديد للدول الحدودية، دون تحديدها بالاسم، لكن ربطها بالقضايا التي تستعمل فزاعة في الجزائر تجعل العناوين واضحة، آخر البلاغات الغريبة التي خرجت بمناسبة ما أسمته صحافة النظام الجزائري كانت بمناسبة حضور نائب وزير الدفاع لمناورات عسكرية بالذخيرة الحية في منطقة ورقلة. صحيفة الشروق، أوردت أن الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، أعطى تعليمات إلى وحداته يحثهم فيها على مواصلة تكوين وتدريب وتحضير القوات حتى تكون جاهزة لصد أي تهديدات محتملة من شأنها أن تمس بأمن واستقرار البلاد. وأبدى قايد صالح خلال اليوم الرابع والأخير من زيارته للناحية العسكرية الرابعة بورقلة، حرصا شديدا لإسداء جملة من التوصيات والتعليمات، تصب في حتمية مواصلة هذا النهج العملي في تكوين وتدريب وتحضير القوات، وبذل جهود أكبر من أجل اكتساب المهارات الضرورية، وصولا إلى بلوغ أعلى درجات الجاهزية القتالية للأفراد والوحدات، حفاظا على أمن وسيادة واستقرار الجزائر. وفي تدخل له أمام الحضور، يضيف البيان ذكر قايد صالح بأهمية هذا اللقاء الذي يأتي مع نهاية سنة التحضير القتالي التي توجت بإجراء تمارين تكتيكية بالرمايات الحقيقية، والذي يتزامن وشهر رمضان الفضيل، المقرون بالعمل الجاد والمثمر، مثمنا جهود الوحدات ومكافحة الإرهاب وأتباعه من شبكات التهريب والجريمة المنظمة. تصريحات باتت تبدو للعديد من المتابعين مستفزة وغير منطقية بعدما أكد نائب وزير الدفاع في تصريحات سابقة، أن قوات الجيش وصلت إلى جاهزية لتدخل في معركة على الحدود، مؤكدا أن القوات المسلحة حققت نتائج تمكنها من مواجهة كافة التحديات الأمنية التي يمكن أن تفرضها مثل هذه المناطق الحدودية. وأكد الفريق صالح، أن بوتفليقة باعتباره رئيسا للجزائر فهو حريص على تأمين الحدود بصفة دائمة وبطريقة ناجعة من أجل الوصول بمستوى قدرات وجاهزية قوام المعركة لدينا إلى الدرجة التي تكفل أداء المهام الدستورية المخولة إلى الجيش. وسبق لنائب وزير الدفاع أن تدرج في تصريحاته العدائية اتجاه دول الحدود منذ انطلاق زيارته الميدانية لأربعة مناطق عسركرية، فتارة يتحدث على «ضرورة التحلي الدائم والمستمر باليقظة والحرص الشديدين، سعيا بذلك من أجل توفير جميع أسباب وعوامل نصرة الوطن، وتأمين موجبات عزته بين الأمم»، وتارة أخرى يتحدث عن «التحلي بواجب نصرة الجزائر أرضا وشعبا وحفظ أمنها واستقلالها واستقرارها وسلامتها الترابية»، قبل أن يخرج رأسا للحديث عن جاهزية الجيش لمواجهة تحديات الحدود. وسبق للجيش الجزائري، أن أقام معسكرات تدريب قتالي بمناطق قريبة من الرمال المغربية، وهي التدريبات التي أثارت استغراب عدد من المتابعين، متسائلين عن السبب الكامن وراء اختيار الجيش الجزائري منطقة تقرب المغرب في هذه التدريبات، كما تشن الصحف المقربة من النظام حملة شرسة على دول الجوار، معتبرة نفسها ضحية تارة للمخدرات، وتارة أخرى لتجارة السلاح، وتارة أخري لعبور الإرهابيين، فلمن يقرع النظام الجزائري أجراس حربه الحدودية؟. أم هي فقط مسكنات لأوجاع الداخل الآخذة في الارتفاع، والتي دفعت بالجيش مؤخرا للنزول إلى المدارس لتأمين عدم تكرار مهزلة تسريبات امتحانات شهادة الباكالوريا؟. عبد الكبير اخشيشن