لم يفلح أربعة شبان قادمين من المنطقة الشرقية في كتم رائحة التبغ، لكي لا يصل عبقه النفاذ إلى خياشم رجال الأمن. فرغم حرسهم الشديد، وتجربتهم المتكررة في جلب كميات كبيرة من السجائر المهربة من الجزائر، والعمل على توزيعها في الدارالبيضاء، وقعوا هذه المرة في كمين لشرطة البرنوصي، التي ترصدت له وهم ينقلون مئات «الكارطوشات» من ماركات أجنبية مختلفة على متن سيارتين إحداهما ذات لوحة ترقيم مزورة. الساعة كانت تقترب من الخامسة مساء من يوم أول أمس الإثنين. سيارتين من نوع «فورد» و«بوجو بارطنير»، تتحركان داخل إحدى أزقة حي القدس بالبرنوصي. عيون المخبرين اليقظة نقلت المشهد المتحرك عبر مكالمات هاتفية إلى مصالح الشرطة، حيث انتقلت على الفور دورية من الدائرة الأمنية 37، التي طوق عناصرها السيارتين المشبوهتين، ليتم توقيف أربعة شبان من أبناء مدينة وجدة، وحجز 900 «كارطوشة» من السجائر المهربة، أي حوالي 9 آلاف علبة «كارو» من صنف الصناعة الأمريكية. هذه الكمية الكبيرة من سجائر «الكوتربوند»، جعلت الشرطة القضائية لأمن البرنوصي زناتة تدخل على الخط، بعد تلكفها بالتحقيق مع المهربين الأربعة، الذين اعترفوا أنهم يجلبون هذه السجائر من الجزائر عبر نقطة حدودية بمنطقة «بوكانون» القريبة من مدينة وجدة، ثم ينقلون كميات منها إلى الدارالبيضاء لتوزيعها على زبناء لهم داخل مجموعة من الأحياء. المهربون الأربعة الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاثينات، كانوا يستعملون في عملياتهم سيارتين، إحداهما من نوع «فورد» ذات لون أسود، تحمل لوحة ترقيم مزورة خاصة بسيارة أخرى من نوع «بوجو»، حيث من المنتظر إحالتهم على النيابة العامة يومه الأربعاء بتهمة تهريب السجائر والتزوير. لتنتهي رحلتهم التي انطلقت من شرق البلاد في عتمة سجن يطل على الساحل الغربي، بعد فضحت رائحة التبغ تجارتهم المعاقب عليها قانونا.