أسدل الستار أخيرا على الفصل الأول من قضية محاولة اغتصاب قاصر مدينة الدارالبيضاء. فهل آن للضحية أن يستريح بعد أن وقف في مواجهة المتهم، أمام المحكمة مدافعا عن نفسه، شارحا تفاصيل الواقعة التي حاول فيها “بقال” الحي تحطيم نفسية شاب يافع، كان يعتبرا “الجاني” صديقا، يستأنس بالوقوف أمام دكانه، يجاذبه أطراف الحديث ولا يتوانى في مساعدته في قضاء بعض الأغراض. لكن نوايا البقال المرضية، كانت تستهدف النيل من جسد اليافع، ليجد مقاومة من ضحيته، ويلج أبواب السجن، بعد متابعته بمحاولة هتك عرض قاصر. أسدلت محكمة الاستئناف الستار عن الفصل الأول من ملف البقال، الذي أدانته بسنتين حبسا نافذا، هو الذي كان يمارس تجارة بيع المواد الغذائية بدكان يقع بحي ينتمي إلى المقاطعة الحضرية للحي الحسني بالبيضاء، يسمى «درب الوردة». حالته العائلية متزوج، وأب لمولود حديث الولادة. وتوبع بتهمة «محاولة هتك عرض قاصر»، حيث كان الضحية أحد أبناء الحي، الذي قضى به زمنا غير يسير يتاجر بدكان يقع تحت أحد المنازل. «لم يكن أحد يعتقد أنه يمكن أن يقترف ما أقدم عليه»، تعليق لاكته الألسن، بعد شيوع خبر الواقعة. ولم يكن الضحية طفلا صغيرا لا يدرك ما تعرض له، بل إنه حسب مصدر مطلع «يافع» يتابع دراسته بتفوق في إحدى الثانويات، كان يقف بين الفينة والأخرى أمام دكان المتهم، يتجاذب معه أطراف الحديث. لأن بقال الحي يغدو فردا قريبا لدى الكثير من سكان الأحياء التي يمارس فيها تجارته. وأن بقال «درب الوردة» ليس غريبا عن جميع قاطني المنطقة التي يوجد بها دكانه. لكن في مساء يوم الاعتداء طلب البقال من «اليافع» مرافقته على متن سيارته، وكان الدافع مساعدته على حمل أكياس من الدقيق. لم يتردد «اليافع»، ولم يشك في النوايا الحقيقية لطلب «البقال». ركب إلى جانبه على متن سيارته «c15». لم يبتعدا كثيرا فبجوار مؤسسة تعليمية تقع على مقربة من إدارة للضرائب، رَكَنَ «البقال» السيارة، وكشر عن أنيابه، محاولا قضاء نزواته من ضحية خَالَهُ «لقمة سائغة». لكن يقظة اليافع جعلته يدافع عن نفسه، وعن «حرمة جسده» من التدنيس. لم يستسلم، قاوم ودخل في عراك مع البقال، بل إنه صرخ حسب مصدر مطلع في وجه من حاول الاعتداء عليه. ولعل الصدفة ساهمت في تخليص «اليافع» من قبضة المعتدي، عندما مر بجوار السيارة شخص قام بإبلاغ رجال الشرطة. وما هي إلا دقائق حتى حلت النجدة. وكانت النيابة العامة أمرت باعتقال المتهم، وإيداعه سجن عكاشة، ونصحت «اليافع» بضرورة متابعة أطوار محاكمته، لكي يطمئن إلى أن العدالة أخذت مجراها. وهو ما تم بالفعل بعد أن واكب الضحية محاكمة الجاني وواجهه في أطوارها بما تعرض له، ودفاعه عن نفسه حماية لعرض وجسده من محاولة تدنيسه.