قد يساهم المستوى التعليمي في التلاؤم والتوافق بين الزوجين، فأحيانا يكون للمستوى التعليمي دور في الوعي ولكن هذا الأمر لا يلاحظ عامة فيمكن أن نجد بعض الأشخاص يتوفرون على نفس الدرجة من الوعي العلمي، ونجد أنهما يعانيان من صراعات زوجية فيما بينهما، وآثار نفسية قد تصل أحيانا إلى الطلاق. إذن لا يمكن القول إن المستوى التعليمي كاف لتلاؤم الشخصيتين أو ضمان السعادة في الحياة الزوجية. ومن الأكيد أن المستوى التعليمي قد يوثر على طريقة التفكير وعلى طبيعة الحياة الاجتماعية لأن الرجل إذا كان ذا مستوى تعليمي عال والمرأة ذات مستوى تعليمي ضعيف فإن طريقة التفكير قد تختلف، ويكون لذلك آثار حتى على الأطفال لأن تربية الأطفال وتعليمهم تحتاج إلى درجة من التعلم من طرف الأبوين خاصة الأم، التي يساعد مستواها التعليمي على تربية الأبناء بشكل جيد كما يساعد على تخطي بعض العقبات والمشاكل. لكن يجب التركيز على أن التعليم لا يعني بالضرورة الوعي لأن الملاحظ في المجتمع المغربي أن الكثير من الناس قد وصلوا مرحلة متقدمة من التعليم لكن الوعي يكاد يكون مفقودا، وهذا هو المشكل لأن التعليم يجب أن يكون عاملا لتحسين درجة الوعي. لذلك تبقى الأسس التربوية والشخصية ذات دور مهم في وعي الإنسان، إذن فنجاح الحياة الشخصية يتوقف على مجموعة من الأسس منها شخصية المرأة والرجل ثم تلاؤم الشخصيتين فيما بينهما، لأن الرجل يمكن أن يكون متعلما وواعيا لكن له علاقات خارجية مع امرأة أخرى وهذا يؤدي إلى اضطرابات في العلاقة الزوجية، لذلك يمكن القول إن المستوى العلمي قد يساعد أحيانا لكن تبقي الشخصية والتربية من بين الأسس المهمة في نجاح العلاقة بين الزوجين، هذه العلاقة التي يجب أن تنبني على التلاؤم بين الرجل والمرأة حتى تسير الحياة الزوجية إلى الأفضل. اختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية مجيدة أبوالخيرات