دعا وزير الصحة، الحسين الوردي، الطلبة الأطباء والأطباء المقيمين والداخليين إلى التحلي بحسن النية، والتزام المسؤولية في الدفاع عن مطالبهم، والنأي عن الدخول في عملية لي ذراع مجانية من خلال تنفيذهم للإضراب المفتوح، الذي بدؤوه فاتح أكتوبر الجاري بالمراكز الاستشفائية ومازالوا يواصلونه. وتساءل الوزير عما إذا «كانت السنة البيضاء هي الحل الأمثل أو الأوحد للمشكل». الحسين الوردي، الذي كان يتحدث في ندوة صحافية أمس الإثنين 5 أكتوبر 2015 بمقر وزارته، سعى إلى التأكيد على أن مسودة مشروع قانون الخدمة الصحية الوطنية، التي تنص على إجبارية التحاق الأطباء الجدد بالمناطق النائية لمدة عامين بتعيين من الوزارة، وهو ما يرفضه الأطباء من طلبة ومقيمين وداخليين ، هي «مجرد مسودة مفتوحة على النقاش وقابلة للتعديل في مجمل مضامينها»، لكنه شدد في الأن ذاته على أنها «مشروع الحكومة وليس مشروع وزارة الصحة وحدها». وكشف أن وزارته التزمت إزاء ممثلي الطلبة الأطباء والمقيمين والداخليين في لقاءات حوارية جمعتهما ب«أخذ الوقت الكافي لنقاش مسودة المشروع وعدم إخراجه قبل التوافق عليه. بل لقد أشركناهم في النقاش وفسحنا أمامهم إمكانية تعديل بنوده وفق ما يرونه صائبا». وبالمقابل، اعتبر وزير الصحة ممانعة الأطباء «غير مفهومة» بالنظر إلى أن وزارة الصحة «جلست إلى طاولة الحوار مع ممثلي الطلبة والأطباء المقيمين والداخليين للإنصات إلى مطالبهم»، التي وصفها بال«مشروعة والمعقولة في جلها»، وزاد موضحا أنها تتصل كلها بتحسين وضعهم المادي، ومن ثمة تفرض تدخل كل من وزارتي التعليم العالي والمالية. وفي السياق نفسه، كشف الحسين الوردي أن وزارته حصلت على مليار درهم من رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، لتغطية تكلفة تجهيز المراكز الصحية والمستوصفات بالمناطق النائية بالتجهيزات المكتب طبية. إذ أوضح قائلا بهذا الصدد :«يلزمنا تحديدا 985 مليون درهم لتجهيز المستوصفات والمراكز الصحية بالمناطق النائية، وهي الكلفة التي رصدتها الوزارة بهذا الشأن. وقد منحنا رئيس الحكومة مليار درهم لهذا الغرض. وبالتالي، فلن يبقى هناك مركز صحي أو مستوصف في منطقة نائية دون التجهيزات الضرورية، التي تيسر للأطباء القيام بواجبهم المهني في ظروف عمل مناسبة». علما أن من ضمن التبريرات، التي يتوسل بها الأطباء الطلبة والمقيمين والداخليين في رفضهم لمشروع الخدمة الإجبارية في المناطق النائية، عدم جاهزية المراكز الصحية والمستوصفات في المناطق النائية. وفي ما يتصل بمطالب الأطباء ذات الطابع المادي، فأكد الحسين الوردي أن وزارته ملتزمة بإيجاد حلول لتلك المرتبطة بها وتدخل ضمن اختصاصاتها مشيرا إلى أنه «مستعد لمساعدة الأطباء لأنهم "بحال وليداتي" وأنا أتعامل معهم من منطلق أبوي كي يتباحثوا حول مطالبهم المادية مع وزارتي التعليم العالي والمالية». فطومة نعيمي