تعد تجربة الشاعر الشاب بلال الدواس الفريدة من نوعها في عالم الكلمة الموزونة "شعرا"، فهو الذي اختار أن يبصم حضوره كصاحب أول فيديو كليب لقصيدة شعرية بالمغرب تنشر على شبكة التواصل الاجتماعي "اليوتوب"، و أيضا له ديوان "قواعد أصول الحب". في دردشة للدواس مع جريدة الأحداث المغربية، اعتبر هذا الأخير أن تجربته تنطلق من إدراك مرده أن الشعر عموما فن نخبوي، وجمهوره قليل أو كما يقولون معدود على رؤوس الأصابع، وإيمانا مني بكون المدرسة الرومانسية الغنائية أروع مدرسة شعرية عرفها الأدب العربي اتخذت هذا الاتجاه كونه فياضا من حيث الصورة الشعرية والتأثير العاطفي وسلاسة البنية الإيقاعية المعتمدة على العروض الخليلي -يقول الدواس-. وفي سؤالنا له عن التميز في حضرة نصوصه الشعرية، قال الدواس أن ما يميز نصوصه قدرتها على ملامسة أدق تفاصيل الشعور الإنساني بلغة بسيطة متماسكة سلسة يشعرها المتلقي ماءً رقراقا عذبا بالإضافة إلى تميزي بإلقائي شعري يمنح الجمل الشعرية حقها مع القدرة على تلبس معاني النص الشعري. وكوني أومن بضرورة "تشعير" المجتمع ارتأيت أن اتخذ هذا النهج (القصيدة بالفيديو كليب) في تسويق القصيدة للوصول إلى شريحة عظيمة حتى أكون لبنة في ربط المستمع والمشاهد بالنص الشعري.
تبقى الإشارة إلى أن الدواس يشتغل كأستاذ لللغة العربية، تعامل كشاعر مع تعامل مع أصوات غنائية مغربية وعربية عديدة، وشارك بمهرجانات شعرية مغربية وعربية، وتعد قصيدة "برقية إلى العندليب" جديد إبداعاته الشعرية، عبارة عن رسالة موجهة إلى روح الفنان عبد الحليم حافظ استحضر من خلالها شخصيته ومدى عطاءاته للفن العربي الجميل الأصيل، كما يشكو عبرها مدى التردي الذي تعيشه الأغنية العربية عموما مستحضرا أقوى أغانيه في النص. مراد بنعلي