كما كان منتظرا، لم يفوت الأمين العام للعدالة والتنمية فرصة ترؤسه المهرجان الخطابي الذي نظمه الحزب بالمركب الرياضي بفاس، بعد عصر أمس الإثنين دون أن يوجه انتقاداته المعهودة، في كلمته أمام حشد كبير من مناضلي و الحزب والمتعاطفين القادمين من مختلف مدن ومراكز جهة فاسمكناس لخصومه السياسيين. خصوم ابن كيران، والذين اجتهد في ابتكار أوصاف متعددة لهم خلال لقاءاته السابقة، المندرجة في الحملة الانتخابية لحزبه، أفرد لهم في لقاء أمس بمعقل الأمين العام لحزب الاستقلال الانتخابي، أوصافا أخرى، فحميد شباط النسبة لابن كيران شخص «خواف وكذاب» أما الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة مصطفى الباكوري فهو «نكرة» وبمقابل ذلك خص إلياس العماري ب«الحنش» و حزبة ب«العصابة». ابن كيران وقبل أن يوجه انتقاداته لخصومه السياسين، اختار أسلوب مغازلة لساكنة فاس، يحمل إشارات إلى عمدتها زعيم الاستقلاليين حميد شباط، حيث قال موجها كلامه إليهم «كم كنت فرحا وأنا أتنقل بين مختلف المدن المغربية خلال الحملة الانتخابية الحالية، ولكنني اليوم اسمحوا لي أن أقول لكم إنني حزين وأنا أحل بمدينة فاس»، وواصل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية انتقاداته الضمنية والعلنية للتدبير الاستقلالي لشؤون المدينة، «ما يقع لفاس التي كانت عبر التاريخ منارة للعلم والثقافة والفن والحضارة هو امتداد لمؤامرة الاستعمار» يقول ابن كيران، وذلك قبل أن يضيف «وها قد حان الوقت لوضع حد للتآمر على مدينة فاس». وضع الحد لما أسماه ابن كيران «مؤامرة الاستعمار»، لكن يكون «إلا بإرادتكم وما ستقررونه يوم 4 شتنبر» موجها خطابه ل«الفاسيين»، ليستطرد ابن كيران في استحضار المراحل التاريخية التي عاشها المغرب منذ الاستقلال إلى اليوم، ذكر بالعهد الذي تحكم فيه من أسماهم ب«المستبدين» في رقاب المواطنين بالقوة مرورا بالمرحلة التي انضم فيها «الانتهازيون» إلى صفوف الطغاة، ليواصل انتقاداته لشباط وذلك بالقول على أن هذا النوع هو الذي «تعاني منه مدينة فاس وغيره هو تركة تلك المرحلة». ولم يتوقف ابن كيران في «قصف» شباط عند هذا الحد، بل واصل تسديد مدفعيته انتقاداته نحو الأمين العام لحزب الاستقلال، حيث قال أن تعيشه فاس هو نتيجة «لاستباحة مدبري الشأن المحلي كل شيء في خدمة مصالحهم الشخصية الاغتناء اللامشروط والتحكم في رقاب المدينة وساكنتها»، والنتيجة يضيف ابن كيران «الحالة التي عليها المدينة في سائر المجالات»، فالمدينة في نظره أصبحت بها «الرشوة عملة رائجة وبها تم استقطاب ذوي السوابق العدلية والفيدورات للتحكم في كل شيء، كما تناسى شباط أن المسؤولية التزام أخلاقي تجاه من ائتمنوه على تدبير الشأن العام المحلي يقول ابن كيران وفي ختام كلمته التي كانت تقاطع بين الحين والآخر بشعار «أشباط سير فحالك أو فاس ماشي ديالك»، وغيرها دعا ساكنة فاس خصوصا للتصويت للتغيير واسترجاع الكرامة.