تحولت شراراة نار صباح يوم أمس بالدشيرة، إلى حريق مدمر انتقل من محل لبيع المفروشات بالدشيرة الجهادية إلى الطابقيين العلويين، فأودى بحياة سيدتين سبعينية وزوجة ابنها ذات الثامنة والثلاثين سنة، كما لفظت ابنتها الصغيرة أنفاسها وهي في عامها السابع، قضت نحبها اختناقا وبقيت أدواتها المدرسية مبعثرة وسط الأدخنة. كانت الساعة حوالي العاشرة والنصف صباحا، عندما شرع لحام في تركيب أبواب محل جديد لبيع المفروشات، فجأة تسللت شراراة نار شاردة من قطعة التلحيم إلى الأفرشة الإسفنجية «البونج»، واندلعت شرارة النار بشكل مرعب بسبب تواجد كمية مهمة من اللصاق الأحمر السريع الاشتعال، فلم يبق أي أن أمل لإطفائها، بعدما تصاعدت ألسنتها نحو الطابق الأول ومنه إلى الطابق الثاني، لتحاصر الضحايا وسط مطبخ بسطح المنزل حيث لفظ الثلاثة أنفاسهم اختناقا. دفعة واحدة فقد سائق طاكسي أمه السبعينية وزوجته وطفلته، في أول أيام التحاقه بعمله، كما أن بائع الإسفنج أدخل الأفرشة للمحل الذي اكتراه من هذه الأسرة وشرع في تثبيت الأبواب ليبدأ عمله، فكانت الأقدار تهيء غير ذلك. ولم تنج من هذه المأساة إلا شقيقتا مالك البيت، وهما معا من ذوي الاحتياجات الخاصة، مقعدتين، وبقيتا بالطابق الثالث فكتبت لهما النجاة، وأخرجتهما عناصر الوقاية المدنية في حالة مزرية فاقتدتين لوعيهما فتم إسعافهما، ونقلهما صوب غرفة الإنعاش بمستشفى الحسن الثاني بأكادير. شباب من الدشيرة الجهادية، وصلوا إلى موقع الحادث قبل وصول الوقاية المدنية، وتسللوا من أحد البيوت المجاورة عبر السطوح ليصلوا إلى البيت المستهدف فوجدوا السيدتين جثتين هامدتين، فيما الصغيرة تسترجع أنفاسها الأخيرة، وبدا جسمها المرهف وقد نالت منه شرارة النار. الساكنة اتهمت الوقاية المدنية بالتأخر في نجدة الأسرة، رغم أن الحادثة وقعت في قلب مدينة الدشيرة الجهادية، وأن الساكنة كانت سباقة إلى القيام بإجراءات الإغاثة، وكان عامل إقليم إنزكان أيت ملول قام بزيارة تفقدية إلى البيت حيث وقعت هذه المأساة لمتابعة سير عملية الإنقاذ، وقد نقلت سيارة الإسعاف المغمي عليهم بسبب أدخنة النار إلى جانب نساء أغمي عليهن تأثرا بهذا الحادث الأليم فنقلتهن سيارة الإسعاف إلى المستشفى وقد تحسنت وضعيتهن. الشرطة القضائية بالدشيرة، أخضعت اللحام الذي تسبب في هذا الحريق لتدابير الحراسة النظرية، كما فتحت تحقيقا في هذه القضية لمعرفة ملابسات الحادث.