تفاجأ جواد الطبيب الاختصاصي في أمراض العيون حديث التخرج من كلية طب إ«كس أنبروفانس» بمرسيليا من قبل مدير مستشفي مدينة استراسبورغ الفرنسية منذ بضعة أسابيع باستدعائه إلى مكتبه وفاجأه بالخبرالذي لم يكن ينتظره بالقول إنك موقوف عن العمل لكون حاكم االمنطقة رفض الترخيص لك بولوج سوق الشغل» . التعليل الذي ساقه المدير هو وجود أزيد من عشرة أطباء فرنسيين بالمنطقة نفسها لهم نفس الاختصاص وهم في حالة بطالة. حالة «جواد» ماهي إلا واحدة من عشرات الحالات التي لاقت نفس مصير المنع من مزوالة أي عمل أو وظيفة بعد التخرج وقلصت من تمنيات آخرين في الاستقرار في فرنسا بعد التخرج والسبب تفعيل مرسوم وزير الداخلية الفرنسي «كلود غيون» الموجه إلى حكام المدن الفرنسية بمنع الطلبة الأجانب بعد انهاء دراساتهم الجامعية من العمل في فرنسا أو اجراء تداريب وامكانية تعرضهم للطرد إلى بلدانهم في كل وقت. ويبقي السؤال، هل الأمر هو عودة إلى نهج سياسة الأفضلية الوطنية التي ظل اليمين الفرنسي يلوح لها منذ سنوات و بدأ في نهجها حاليا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية في مايو القادم وخاصة مع التراجع في شعبية الرئيس «نيكولا ساركوري» في العديد من استقراءات الرأي المنجزة في المدة الأخيرة؟ أم هو مغازلة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الحاكم للفرنسيين ذوي الميول اليمينية العنصرية؟ إلا أن الأكيد أن القرار الفرنسي يندرج في سياق قوانين الهجرة المتخذة حكوميا والتي تتوخى إعطاء الأولوية لخريجي الجامعات والمعاهد العليا من الفرنسيين، رغم الإقبال الذي يلاقيه الأجانب من خريجي المدارس العليا والجامعات من طرف أكبر المقاولات الفرنسية وفي الوقت الذي تحتاج فيه فرنسا للمزيد من الكفاءات الأجنبية خصوصا من المهندسين في الاعلاميات والهندسة المدنية و للأطباء تأبي السلطات الفرنسية إلا أن تعاكس ذلك وتخلق قلقا لدى العديد من الأسر المغربية التي يدرس أبناءها في العديد من الجامعات والمعاهد العليا الفرنسية إضافة إلى االتلاميذ الذين يدرسون في مدارس البعثة الفرنسية في العديد من المدن المغربية والمؤهلين لمتابعة دراساتهم العليا في فرنسا بالاضافة إلى الضجيج الدبلوماسي الذي فرض على الخارجية الفرنسية الدخول على الخط، لشرح مقتضيات القرار و طمأنة شركاء باريس في التعليم والتكوين على مستقبل هذه الشراكة التي تجمع فرنسا بباقي الأطراف. مصدر من رابطة أباء وأولياء التلاميذ المغاربة الدارسين في المؤسسات التعليمية الفرنسية فضل عدم ذكر هويته قال للجريدة أن رابطته فتحت قنوات اتصال مع السفارة الفرنسية بالرباط والخارجية الفرنسية بباريس لايجاد حل للمشكلة تضمن مستقبل أبنائهم الدارسين في فرنسا والآخرين الذين يتابعون دراستهم في البعثة الفرنسية ويراهنون على دعم الاعتراض الذي عبر عنه رؤساء المعاهد والجامعات والذين يتخوفون على مستقبل شراكاتهم مع حكومات أجنبية كل في مجال تخصصه، لما سيلحق من أضرار بجاذبية هذه المدارس والجامعات للطلبة الأجانب وخاصة بعد تراجع مرتبة فرنسا في استقبال الطلبة الأجانب في المدة الأخيرة لحساب الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا واستراليا وفي ذات الوقت طمأنة وزير التعليم الفرنسي «لورون ووكييي» العديد من الأوساط المعنية بهذا الملف متعهدا بتبني مقاربة تراعي مطالب رؤساء هذه المعاهد والجامعات، وفي الوقت نفسه لحاجة فرنسا إلى المزيد من الكفاءات خصوصا المهندسين.