قال المخرج السينمائي الإيطالي ماريو برينطا، الاثنين بتطوان، إن السينما تعني القدرة على إدهاش الذات، بمعنى أن الإنجاز السينمائي يكون ناجحا حين ينجح مخرجه في مفاجأة نفسه بعمل غير متوقع. وأضاف برينطا، في درس سينمائي (ماستر كلاس) في إطار الدورة 21 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط ، أن عمل السينمائي شبيه بعمل النحات من حيث اشتغالهما معا على كتلة معينة وتقليصها إلى الحد الأدنى من أجل إبراز الأهم. وأشار المخرج الإيطالي، الذي اشتغل أولا في التصميم الغرافيكي ثم في كتابة السيناريو والإعلانات التلفزية، إلى أن الخطاب السينمائي يستعمل أدوات مختلفة عن الخطاب العادي ولكنه يعكس الواقع بشكل رمزي أكثر دقة. وتم عرض فيلمين وثائقيين قصيرين عن الحياة اليومية لأسرة غجرية تتشكل من الأب والأم والطفلة، وعن مشهد داخل ملهى ليلي، فقدم برينطا شروحات حول الصورة المكبرة والمصغرة وتأثيرهما في الدلالة السينمائية، وكذا دلالات الطريق والأصوات والحركات والصمت والتقطيع والتركيب وغيرها. وأكد المخرج الإيطالي أن السينمائي يشتغل على إنجاز لقطات أفلامه بطريقة غير واعية أحيانا، "لكنه لاوعي واعي" ما دامت عين المخرج تحاول الانتباه لكل التفاصيل الهاربة في موضوع فيلمه، والتقاط ما لا يلاحظه الإنسان العادي ولو مر به مرارا في اليوم الواحد. وكان برينطا قد أخرج أول أفلامه الطويلة "1974" بإمكانيات بسيطة وبالرغم من ذلك اختير ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية، ونال جائزة لجنة التحكيم في المهرجان الدولي لمدينة بلد الوليد (إسبانيا). واشتغل السينمائي الايطالي في كتابة السيناريو والمساعدة في الإخراج وإخراج بعض الأفلام القصيرة والمشاركة في عدة برامج تلفزيونية، قبل أن تنصب جهوده الفنية أساسا على الأفلام الوثائقية الإبداعية للتلفزة، فأخرج "أثر ألمي" (1982)، و"روبنسون في البحيرة" (1985)، وأخرج بعدها أفلاما تخييلية ومنها "حكاية حضرية ليلية" (1988) ونال جائزة أفلام الشباب بمهرجان كان وجائزة جورج سادول. شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)