تعتقل السلطات السعودية منذ أزيد من سنة شابا مغربيا (يبلغ من العمر 28 سنة) في أحد سجون مكةالمكرمة وينحدر من دوار أكوينس نواحي تازناخت بإقليم ورزازات، حيث تم اعتقاله قبل حوالي سنة بعد متابعته قضائيا بتهمة سرقة محفظة نقود. وحكمت عليه السلطات بقطع يده فيما يسمى ب"إقامة الحدود الشرعية" فيما تؤكد والدته أن ابنها بريء من هذه التهمة ومحفظة النقود التي وجدها وتعود لمواطن بنغالي لم يكن يدري أين يضعها وكيف يتعامل معها حيث لم يتجاوز مستواه التعليمي المرحلة الابتدائية ولا يتقن اللغة العربية فضلا عن جهله كيف يتعامل المواطنون السعوديون مع الأشياء الضائعة التي يجدونها، ولم يكن يعلم بوجود مكاتب مخصصة لايداعها، وبينما ظل ممسكا بمحفظة النقود اقتادته الشرطة السعودية إلى "القاضي الشرعي" الذي أصدر حكما بقطع يده اليمنى دون أن يمنحه فرصة الدفاع عن نفسه وتوضيح براءته من تهمة السرقة، ليبقى معتقلا منذ سنة 2013. ورغم تواجد بعض أقاربه وأفراد من قبيلته في المملكة العربية السعودية، فإن هذا الحادث أصابهم بالذهول والاستغراب، ونظرا لكونهم عمالا بسطاء وأغلبهم دون مستوى تعليمي فيما بعضهم يتوفر على مستوى المرحلة الابتدائية فقط، لايدرون ماذا يصنعون لمساعدة صديقهم في محنته، فاستمر الأمر طي الكتمان لأزيد من ستة أشهر وانقطعت أخباره عن أسرته، إلى أن التحق أحد أقاربه بالديار السعودية قصد العمل ولما اكتشف الأمر أخبر أسرته التي صُدمت من هول المصير المحتمل لابنها ومعيلها الوحيد. «أحداث.أنفو» انتقلت إلى منزل الأسرة في دوار أكوينس في منطقة تازناخت، هناك تخيم حالة من الحزن واليأس على الأسرة، الدموع لا تفارق عيني الأم رقية، حاولنا استفسارها عما وقع، وبلغة أمازيغية لا تتكلم غيرها، عبرت عن عميق حزنها والبكاء لا يفارقها منذ حوالي ستة أشهر لما توصلت بنبأ المصاب الذي حل بفلذة كبدها ومعيلهم الوحيد ،تتغلب قليلا على دموعها وتخاطبنا: « من فضلكم أرجو الجميع وأرجوكم أن تبذلوا كل المجهودات لإرجاع ابني وإطلاق سراحه ، والله إنه بريء بريء أرجو الله أن ينظروا إلى حالنا ...» تغلبها الدموع وتتوقف عن الكلام ، ويتأثر أفراد الأسرة الحاضرين بالموقف وتسود لغة الصمت والبكاء في أرجاء البيت، حاولت الأم للارقية استجماع قوتها واستأنفت كلامها لبعض الوقت وناشدت الملك محمد السادس بالتدخل لفك أسر ابنها وترحمت على العاهل السعودي الراحل ودعت للملك الحالي أن يعينه الله ويوفقه وترجو أن ينظر ويتفهم وضعية الأسرة وبراءة ابنهم ليطلق سراحه ويعيد الفرحة والسعادة إليهم. وكانت الأسرة تتوصل من مكالمات هاتفية من ابنها من داخل سجنه في مكةالمكرمة يؤكد لهم فيها أنه مهدد بقطع يده ويناشد كل السلطات والجهات المسؤولة التحرك العاجل قصد إنقاذه في أقرب وقت. وفي اتصال هاتفي للجريدة بعبد الاله الخضري رئيس المركز المغربي لحقوق الانسان أكد أنهم راسلوا وزير العدل والحريات وكذلك السفارة المغربية في الرياض وقاموا بعدة اتصالات، واستشعروا تحركا للدبلوماسية المغربية وتمنى الخضري أن يثمر التنسيق مع السلطات السعودية بالعفو عن الشاب المغربي وإنقاذه ليعود إلى أحضان أسرته .