هم أزواج لم يستوعبوا قداسة الرابطة الزوجية التي تجمعهم بنسائهم و مسؤولياتهم اتجاه أبنائهم ليربطوا مصير أسرهم بنزواته فرغم ارتباطهم رسميا بزوجات بإرادتهم واختيارهم. لا يتحرج هؤلاء من الجمع بين الزوجة في البيت والخليلة خارجه .. بينما لا يكون امام الزوجات سوى الرضوخ للواقع المرير رغبة منهن في عدم هدم بيت الزوجية وتشريد الأبناء مسألة مستهجنة لكنها تسري على لسانها ببساطة « تلك خليلة زوجي ». عبارة تجسد الأمر الواقع الذي تعيشه سعيدة رفقة زوجها الذي فضلت أن تستمر في علاقتها معه رغم قصصه التي خرجت من حدود السرية و الوشوشات ، لتصبح من صميم يومياتها، تبرر تمسكها بالقرار على أنه تضحية من أجل خمسة أبناء. لم يغيره الزمن لم تكن قصص زوجها تخفى عليها قبل الزواج، لكنها اعتقدت أن الأمور ستتغير بعد تحمل الرجل للمسؤولية. أمنيات سعيدة كانت تصطدم بنصائح الأهل والأصدقاء الذين عارضوا فكرة زواجها منذ البداية. فالفوارق الموجودة بين الاثنين كانت تشير أن كفتها لن ترجح أمام أول اختبار، لكنها قررت أن تتحدى الجميع، لتتزوج من رجل يختلف عنها في كل شيء، كانت الأصوات تحاول أن توصل لها الرسالة بلباقة أكثر، ما الذي سيجعل شابا ذو سحنة أوروبية يتزوج امرأة يتزوج أقل جمالا منه وأكبر سنا.. إلا طمعه في الانتقال نحو الديار الايطالية. لم تكترث الزوجة لكلام المحيطين، ولا للقصص التي كانت تصلها في مرحلة الخطوبة لتتواصل بعد الزواج. فبالنسبة لها بقاؤها رفقة زوجها هو الإنجاز الأكبر الذي يستحق الصبر وغض الطرف بخصوص ما تعتبره تجاوزات. قناعة سعيدة بقرارها أفقد حتى العشيقات اللواتي يطمعن في أن تتطور العلاقة إلى الزواج صوابهن. مكالمات هاتفية كثيرة بصوت نسائي تسخر منها حينا، وتصف لها مكان تواجد زوجها الذي يتركها رفقة أبنائها بإيطاليا ليعود للمغرب بدعوى قضاء بعض المصالح ...مع ذلك تكتفي بإنهاء المكالمة والعودة إلى عالمها، لأن الهم عندها هو عودة زوجها لبيته و أبنائه في نهاية المطاف. «المهم مزوجة» لا يختلف حال سميرة كثيرا. فبالنسبة لها هدفها الأول كان هو أن تحمل لقب متزوجة، مهما كانت الظروف والملابسات. وبالنسبة لزوجها عزيز الأهم هو إرضاء رغبة والديه في رؤيته أبا. لم يكلف عزيز نفسه حتى رؤية عروسه واكتفى بالموافقة، ليعود إلى أكادير حيث مقر عمله وعشيقاته. عند تحديد موعد الزواج سيصل عزيز يوم الحفل ليجد أن إحدى النساء التي سبق و أن وعدها بالزواج تنتظره عند المدخل، أرادت المرأة افتعال فضيحة لكن الرجل لم يبالي. أدركت سميرة ما ينتظرها، وفي الوقت الذي كانت شقيقاتها ووالدتها ينتظرن قرارها بإنهاء القصة، اعتبرت هي أن الأمر بمثابة مكيدة نسائية لإفشال عرسها ، لتقرر الاستمرار مع رجل لم يخفي لا مبالاته. لم يعط عزيز لزوجته فرصة لالتقاط أنفاسها، لتتكشف لها بسرعة عوالم زوجها الخاصة. صور لنساء من شتى الأعمار، بعضهن ليس غريبا عن الحي، هي حصيلة ما تعثر عليه بعد حملة التفتيش اليومية. لم يكن الزوج مضطرا لاخفاء شيء، فزواجه مجرد رضوخ لرغبة والديه، هكذا كانت النية منذ البداية. حاولت سميرة أن تغير من طباع زوجها، لكن الفضائح كانت تلاحقه من كل مكان، لتصل المحصلة إلى ابنين غير شرعيين. مسألة لم ترق شقيقها الأكبر الذي حرضها على الطلاق حفظا لماء الوجه. على مضض قبلت بالطلاق لكن اكتشاف حملها جعلها تعيد حساباتها وتقبل العودة إلى منزلها تحت إلحاح والدة الزوج التي تنتظر الحفيد بشوق...أسابيع قليلة قبل الولادة وبعد أن اعتقدت سميرة أن زوجها تغير بعد أن أصبح على مشارف الأبوة، ستطرق بابها شابة ببنية قوية و قامة طويلة لتسأل عن الزوج عزيز، لم تتحرج الشابة من تقديم نفسها كعشيقة للزوج الذي عاد للبيضاء دون أن يودع أصدقاء أكادير. الزوجة آخر من يعلم كل ما تعرفه خديجة القادمة من جرسيف، هو جدران بيتها وملامح أبنائها. لا شأن للمرأة بما يقع خلف بابها. فكل الأمان في عالمها الروتيني الذي تختزله في الاهتمام بأبنائها الذكور الأربعة. نادرا ما يتواجد الزوج بالمنزل خصوصا في السنوات الخمس الأخيرة، حين قرر ترك عمله كمستخدم داخل شركة والعمل كموزع لمواد الصباغة في أنحاء المملكة، تردده المستمر على البيضاء انتهى بالتعرف على فتاة في عمر ابنه الأكبر، لتزيد الهوة بينه وبين أبنائه ويصبح شبه غائب عن المنزل بحجة أعماله التي لا تنتهي. سكينة بنزين