عرضت وكالة الفضاء الأمريكية "نازا"، لأول مرة أمام وسائل الإعلام، صورا لشلالات عملاقة من الموجات الكهرومغناطيسية وهي تندفع من قلب الشمس باتجاه سطحها، يزيد حجمها عن عشرات القنابل النووية الشبيهة بقنبلة "هيروشيما". وقال العلماء: "إن هذه الموجات الكهرومغناطيسية التي تتدفق من قلب الشمس إلى سطحها، لا تمثل إلا جزء بسيطا من غضب الشمس وثورتها الهائلة، مبرزين سرعتها تصل إلى أكثر من 50000 كيلو متر في الساعة، وهو ما جعل الصورة وكأنها حمم من النار يزيد حجمها على تلك التي يمكن أن تنجم عن تفجير عشرات القنابل النووية دفعة واحدة وفي مكان واحد. وفي التقرير لمجلة "Science"، فإن هذه الموجات الكهرومغناطيسية هي أكبر وأكثر بملايين المرات من تلك التي تنبعث من جهازي "Scanner X Ray" و "Emlscanner"، كما أنها تختلف عن غيرها من الموجات الناجمة عن التيارات البحرية مثل "تسونامي"، ومن مميزاتها أنها تسير عبر الفراغ بسرعات هائلة جدا، وهذا بدوره يؤدي إلى قيام ما يسمى ب "العواصف الشمسية". كما أوضحت التقرير ذاته، أن هذه الموجات تنجم عن انفجارات عملاقة تحدث في قلب الشمس، وهي انفجارات مستمرة منذ مليارات السنين، حيث ينتج عنها ألسنة من اللهب يتراوح طول الواحد منها ما بين 25 و 35 كيلومترا، وقد تسبب في أضرار في المركبات الفضائية والأقمار الاصطناعية التي تسبح في الفضاء. وفي حالة استمرا موجات العواصف الشمسية، فإن ألسنة اللهيب ستزيد بشكل كبير، وهذا يعني المزيد من التأثيرات السلبية على الأرض، ويظهر ذلك جليا في تقلبات الطقس، وزيادة نسبة حرارة الأرض، وهو ما يزيد من فرص إذابة الثلوج في أماكن مختلفة من الكرة الأرضية. لكن الخطر الأكبر، الذي أشارت إليه البروفيسورة "Helen Adams"، من وكالة الفضاء الأوروبية، هو أن تزايد العواصف الشمسية إلى درجة تصبح من خلالها قادرة على تهديد الأرض، وذلك بإسقاط عدد كبير من المركبات الفضائية التي أصبحت غير مستخدمة، والتي يزيد عددها على الآلاف، لأن هذه المركبات والأقمار الصناعية أصبحت خارج نطاق تحكم محطات الفضاء الأرضية في أوروبا وروسيا والولايات المتحدةالأمريكية، ومن ثم يمكن أن تصبح أهدافا سهلة لتضربها العواصف الشمسية، مما يؤدي إلى احتراقها وسقوط أجزاء كبيرة منها على الأرض، كما حدث في عام 2005 عندما سقط جزء كبير من أحد الأقمار الاصطناعية في صحراء "أستراليا". وقد أكدت البروفيسورة Helen" " أن خطر الموجات الكهرومغناطيسية والعواصف الشمسية المنبعثة من الشمس سيبقى قائما، لأن العلماء على الأرض لن يستطيعوا أن يقوموا بأي شيء لحماية الأرض، وذلك لأن الاقتراب من الشمس لدراستها ومعرفة ما يجري بداخلها هو من المستحيلات، لكون اقتراب أي مركبة من الشمس سيؤدي إلى إذابتها وقتل من فيها قبل أن تصل إلى هدفها، حيث يقدر العلماء الحرارة داخل كل لسان من الألسنة التي تطلقها الشمس بنحو 6000 درجة مئوية.