مازال مسلسل الضجر وعدم المسؤولية الذي يخرجه وزير الثقافة بنسالم حميش متواصلا في البث.. مسرح آخر حلقاته كانت في مدينة إفران، حيث جرت فعاليات الطبعة الخامسة من مهرجان تورتيت. دون سابق إنذار، يجد القيمون على المهرجان أنفسهم في ورطة حقيقية بعد انتهاء حفل الختام.. «الفراجة سالات وخاصهم يدبروا لمحاينهم، ويخلصوا الغروب وربي كبير».. بهذا المنطق تعاملت وزارة الثقافة مع مهرجان تورتيت الأخير، حين قررت التخلف عن أداء المستحقات المادية للفنانين المشاركين في السهرة الختامية دون توضيحات أو حتى مبررات،.. مع أنها تحملت ذلك في طبعتي المهرجان للسنتين الماضيتين، من خلال تخصيصها غلافا ماديا بلغ حينها 150.000 درهم.. وإذا كان من المفترض أن يحفل سجل وزارة الثقافة في شخص وزيرها بالعديد من المنجزات المضيئة في مختلف مشارب الفن والثقافة سواء الأغنية أوالمسرح أوالسينما أوالفن التشكيلي أوالكتاب، فإن سجل وزير ثقافتنا الحالي مليء بالشكايات والرسائل الاستعجالية التي تطالب فقط باللقاء به والجلوس معه إلى طاولة الحوار.. سجل حميش مليء بمطالبة مختلف الفعاليات الفنية والثقافية بضرورة رحيله عن الوزارة.. أمر وزير ثقافتنا الحالي مريب ومثير لكثير من الاستغراب، فكأنه يتسابق مع الزمن لإقبار كل الأنشطة الثقافية والفنية التي يحتضنها البلد والتي تشكل متنفسا بالنسبة إلى سكان المدن التي تحتضنها.. فبسبب رفضه الحوار مع مختلف الهيآت التي تمثل الفعاليات المسرحية المغربية، قاطع هؤلاء الدورة الأخيرة من المهرجان الوطني للمسرح بمكناس. وهو قرار قاس في حق مهرجان نجح في إهداء فرجة فنية لجمهور مدينة مكناس سنويا، إضافة إلى إتاحته إمكانية التباري بالنسبة لمختلف الفرق المسرحية وتقديم عروضها لجمهور فضاء الحبول الجميل.. ما شاهدناه وتابعنا تفاصيله عبر بيانات النقابة المغربية لمحترفي المسرح وجمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي، الصادرة، بهدف التواصل مع وزير الثقافة بنسالم حميش، والذي انتهى بمقاطعة المسرحيين لمهرجان مكناس الوطني للمسرح، يمكن اعتباره الحلقة الأولى من مسلسل يخرج حلقاته بنسالم حميش، الذي عرض من خلال مهرجان إفران حلقته الثانية، وبقية الحلقات، الله وحده يعلم مواضيعها وفضاءات أحداثها..، مسلسل لا يندرج في خانة مسلسلات التشويق أو الأكشن أو كوميديا «دي لارتي» الإيطالية.. مسلسل مغربي تبلغ حلقاته (.......)، من تأليف وإخراج مثقف يحمل في فمه ملعقة ذهبية جعلته يحظى بمنصب وزير الثقافة الذي يفترض أن يكون راعي الثقافة والفن، والحريص على تقديمها في أحسن الصور محليا ودوليا..تلك مهمة وزير الثقافة السوي زدي وليس المغربي حتما.. إكرام زايد