بعد أن شكلت فضاء لتنفيذ بعض السرقات، واعتراض سبيل المارة، خاصة النساء، ممن تضطرهن الظروف إلى سلكها في ساعات الصباح الأولى أو خلال غروب الشمس، نظرا لانتشار بعض الأشجار حولها، التي كانت تحجب رؤية ما يجري خلفها من جرائم. وبعد أن كانت مرتعا لتراكم الأزبال والنفايات، ومطرحا تناشر فيه أسراب شتى أنواع الحشرات، التي تقض مضاجع السكان المجاورين لها، فيضطرون إلى إغلاق نوافذ مساكنهم، فقد حولت سواعد الشبان والأطفال التواقين إلى إيجاد فضاء رياضي، يحتضن حركاتهم، هذه المساحة الأرضية إلى ملعب متواضع بعد أن دكوا حفرها وساهموا في جمع الأزبال المتراكمة فوقها، ليجعلوا بقعتها الأرضية منبسطة تأوي العشرات من أبناء أحياء الوفاق 2 و3، وأبناء قاطني إقامات رياض الألفة، الذين استغلوها من أجل إنجاز ملعب بسيط يحتضن مبارياتهم في كرة القدم، ويبعدهم عن كثير من الانحرافات وأعمال الشغب، التي غالبا ما تتحول إلى حتراف للجريمة. كان هذا الفضاء المقابل ل «حي الوفاق2» بعمالة الحي الحسني بالدارالبيضاء، نهاية الأسبوع المنصرم على موعد مع دوري لكرة القدم احتفالا بذكرى مولد الأمير مولاي الحسن. وقد كانت فرحة الشباب والأطفال فرحتين، فرحة بتخليد الذكرى، وفرحة بارتداء أقمصة رياضية مكتملة، والتباري في مقابلات كروية جمعت أبناء الحي الواحد من أجل منافسة شريفة، أظهر فيها الشبان ما يمتلكون من مهارات ومواهب في كرة القدم. فبمبادرة من «جمعية التشاور للأعمال الاجتماعية والتنمية والبيئة»، وجمعية «مرزاق» للأعمال الاجتماعية والتنمية بحي الوفاق والعديد من فعاليات هذا الحي، تم إعداد إحدى الساحات القريبة من إقامات رياض الألفة، من أجل إجراء مقابلات رياضية، تتم تتويجها بدوري كانت نهايته الأحد الماضي، حيث تم خلاله توزيع بعض الجوائز على الفرق المتوجة، في مبادرة لقيت الاستحسان والترحيب من طرف سكان الأحياء القريبة، وفرحة شباب وأطفال المنطقة الذين كانوا يتخذون من الشوارع مكانا لممارسة رياضتهم المفضلة، معرضين حياتهم للخطر، عندما كانوا ينافسون وسائل النقل من سيارات وشاحنات ودراجات مجال تحركها، في غياب ملاعب صالحة تجمعهم من أجل ممارستهم رياضتهم المفضلة، وتنتشلهم من السقوط في براثن الإدمان والانحراف، لشغل أوقات فراغهم بهويات تعود عليهم بالنفع.