يعجز عن تقديم الخدمات لمائة ألف نسمة عبر العديد من المواطنين زبناء بريد المغرب عن استيائهم للاكتظاظ، الذي يعرفه مكتب البريد الوحيد بمدينة سيدي يحيى الغرب، حيث يضطر الزبون إلى الانتظار ساعات عديدة، بعد أن أصبح من النادر أن يقضي غرضه الذي حل من أجله بمصلحة البريد في أقل من ساعة، وذلك بسبب الخصاص المهول في الموارد البشرية، مما يؤدي إلى عرقلة في الخدمات العمومية البريدية وتدهورها، وبالتالي تعريض مصالح المواطنين للتأخير والتعطيل . ورغم أن المكتب البريدي يتوفر على جميع التجهيزات وأدوات الاشتغال والمعدات الحديثة، فإن عدد الموظفين هو ثلاثة، في الوقت الذي تتجاوز ساكنة مدينة سيدي يحيى الغرب 30 ألف نسمة ناهيك عن ما يزيد عن 70 ألف نسمة مجموع ساكنة الدواوير المجاورة للمدينة والتابعة للجماعتين القرويتين (عامر السفلية وعامر الشمالية وبعض الدواوير بجماعة القصيبية)اللتين تنعدم بهمت مكاتب البريد، حيث يعاني ساكنتها بسبب تنقلهم من دواوير بعيدة، حيث يكلفهم الأمر العودة لثلاثة أيام متتالية خائبين بعد فشلهم في قضاء أغراضهم، التي حلوا من أجلها بمكتب البريد، إذ يستنتج أن نسبة موظف في بريد المغرب بمدينة سيدي يحيى الغرب تعتبر أعلى النسب بالمغرب (موظف واحد لما يزيد عن 33 ألف نسمة ). ويزداد الوضع تفاقما أيام التحويلات المالية مع اقتراب آخر كل شهر، حيث يصطف المواطنون في طوابير طويلة تمتد إلى خارج مكتب البريد، ينتظرون لساعات طويلة إلى حين وصول دورهم لاستلام حوالاتهم المالية، أو إرسال الحوالات إلى ذويهم، أو دفع وسحب الأموال عبر دفتر التوفير الوطني، أو الاشتراك في الشيك البريدي، بالإضافة إلى المهام العادية التي يلجأ إليها المواطنون إلى المكتب البريدي كشراء الطوابع البريدية لبعث الرسائل سواء كانت عادية أو بالبريد المضمون، حيث يضطر الموظفون الثلاثة بمكتب البريد التعامل مع مختلف العمليات وتنوع أغراض المواطنين. يقومون بعدة مهام في الوقت ذاته في ظروف صعبة للغاية كما عاينت «الأحداث المغربية» ذلك. ضغط ونداءات وصرخات الزبناء مع ما يتطلب ذلك من السرعة والتعامل مع مواطن غاضب بعد انتظار مدة طويلة. ورغم الاحتجاجات اليومية داخل مكتب البريد وشكايات المواطنين لم يتم تعويض الخصاص، الذي يعاني منه مكتب البريد بسيدي يحيى الغرب . كما أن معاناة المواطنين لا تنتهي داخل مكتب البريد بل تمتد إلى خارجه بسبب النقص المهول في سعاة البريد، الذين لا يتجاوز عددهم الثلاثة. يغطون بعض الأحياء السكنية فقط، ويشتغلون في ظروف صعبة وبشكل غير قانوني، حيث تضاف إليهم بعض الأحياء، وهو ما يسمونه «جولات إضافية» وغير خاضعة للجولة المسؤول عنها كل واحد من أجل وصول الرسائل والارساليات والبعثات البريدية إلى أصحابها في انتظار تعيين سعاة بريد جدد، مع ما يترتب عن ذلك من مصاريف إضافية من وقود لا يتم تعويضهم عنها ورغم تضحية سعاة البريد الثلاثة بتغطية بعض الأحياء غير التابعة لهم لسد الخصاص، فإن أحياء أخرى كحي الوحدة 2 والانبعاث والنهضة 3 والرحاونة والسكة تبقى بدون ساعي بريد، وهو ما يحرم ساكنة هذه الأحياء من التوصل بالرسائل والحوالات وفواتير الهاتف في وقتها، الشيء الذي يترتب عنه ذعائر التأخر في أداء الفواتير وحرمان الطلبة من اجتياز مجموعة من مباريات التوظيف بسبب عدم توصلهم بالاستدعاءات أو التوصل بها بعد فوات الأوان. ويطالب السكان الجهات المسؤولة عن بريد المغرب بتوفير الموارد البشرية الكافية بالمكتب البريدي، وإحداث مكاتب بريدية بالأحياء السكنية الأكثر كثافة سكانية بالمدينة للتخفيف من العبء والاكتظاظ، الذي يعرفه المكتب الوحيد ذو المساحة الضيقة، التي لا تتعدى 60 مترا مربعا، وإضافة سعاة بريد بالأحياء التي تنعدم فيها هذه الخدمة حتى يتمكن المواطنون من الحصول على خدمات بريدية في ظروف حسنة. سيدي يحيى الغرب : محمد لحليبة