أنا فتاة أبلغ من العمر ست عشرة سنة، أدرس بالمستوي الثانوي في الشعبة العلمية متفوقة في دراستي، وحسنة الخلق بشهادة الجميع لكن الأشياء التي تحزنني كثيرا هي التمييز الذي يمارسه علينا أبي وأمي حيث أنهم يفضلون أخي الذي يبلغ من العمر أربع عشرة سنة علي وعلى أختي الصغيرة التي لم تتجاوز بعد عامها العاشر ورغم أن أخي كسول في الدراسة وكثير الطلبات، ويثير المشاكل في كل مكان يذهب إليه، لكن أبي وأمي متسامحان معه بشكل كبير، وينفذان طلباته مهما كانت غريبة ومكلفة، وتقول لنا أمي إنه رجل البيت حينما يغيب أبي بسبب عمله سائقا، حيث يقضي أغلب الوقت خارج البيت، وعندما يعود يأخذه معه إلى المقاهي والمطاعم، ونظل أنا وأختي بالبيت. حنان ظاهرة التمييز بين الذكور والإناث ظاهرة موجودة في مجتمعنا وداخل بعض العائلات، وإن كانت تعرف تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة. بسبب نشوء الوعي لدى الآباء ، وكذلك التطور الذي حققته الفتاة في الحصول علي مستوي علمي ومهني مميز مثل الرجل، وقادرة علي تحمل المسؤولية، وامتلاك شخصية قوية وسط المجتمع. والواقع يثبت أن ليس هناك فرق في الأداء والقدرة بين الجنسين. وفي حالة التمييز بين الأولاد والبنات لاسيما عندما تتوفر الأسرة على ولد واحد، فإنه يتركز الاهتمام والعناية به، حيث يمثل لدى الآباء صورة خاصة، لكن هذا يؤثر سلبا على نفسية البنات، جراء هذا التعامل التمييزي، وأن هذا التصرف يشعر البنات بالدونية والألم والإحباط رغم تفوقهم في الدراسة، وهو ما يؤثر على علاقة البنت بالأبوين.وهذا التوتر يمكن أن يستمر حتى في الكبر. هذا التمييز ينبغي الانتباه إليه، والتواصل مع الأبناء على أساس الحب والتفهم والتعامل دون تمييز. ينبغي للزوجان التفكير قبل الإنجاب، في تقبل الأبناء كيفما كانت النتيجة، مادام يرغب في الأطفال. أتابع دراستي بالسنة الأولى جذع مشترك علمي، مشكلتي ترتبط بتراجع مستواي الدراسي، نتيجة إدماني على أحلام اليقظة، وذلك منذ سنوات، فعندما أكون وحدي فإني أجول في عالم الأحلام غير المتناهي، وعادة ما تكون شخصيتي في عالم الأحلام، أفضل بكثير من الواقع.واليوم، أصبحت أندمج كثيرا مع هذه الأحلام لدرجة أنني أحدث نفسي بصوت مرتفع، وأجدني في بعض الأحيان أضحك بصوت عال أيضا، وفي العديد من المرات أبدأ في محاسبة نفسي على أخطائها الواقعية، وأحثها على بذل مجهود مضاعف لتحقيق أحلامها. أنا جد مقتنعة أن ما أحلم به مجرد أوهام، وأنه علي التخلص من حالة الشرود التي تنتابني طوال الوقت، والاهتمام بدراستي، خاصة وأني لمست بعض التراجع فيها، لكني لم أستطع ذلك، فأنا أشعر بسعادة كبيرة لا تحققها لي إلا أحلام اليقظة. لكن ما يؤلمني في كل هذا، أني لا أعرف أسباب سيطرة هذه الأحلام علي، ولا كيفية التخلص منها، فرغم السعادة التي تحققها لي أريد أن أقلع على هذه العادة. فأرجوكم ساعدوني على التخلص منها، وعلي معرفة أسبابها، فأنا أخشى أن تتطور هذه الأحلام إلى مرض نفسي. الخميسات الحقيقة أن أحلام اليقظة هي ممارسة متكررة في الطفولة والمراهقة و تقل بعد ذلك تدريجيا، وهي في أصلها ممارسة مفيدة يستخدمها الفرد في مواجهة قسوة واقعه، وعبور صعوبات تواجهه، ولا يستطيع حيالها فعلا في الواقع، وفي الوقت نفسه يريد التعامل معها وتجاوزها فيفعل هذا في الخيال.وقد يكون في هذه الأحلام تعويض عن افتقاد الأمل أو الأمان أو الحب والتقدير، وفيها طموحات وتطلعات لا تجد لها مكاناً في الواقع فتنطلق في عالم الخيال، بمعنى أنها قد تكون بناء لعالم جديد ممتع ومفيد يؤنس الفرد في حالة الشعور بالوحدة، ويعالج قصور الواقع الحقيقي، ويمكن أن تكون مجرد هروب من قسوته، أو تعويض عن فقره. في كل الأحوال مفيدة بدرجات متفاوتة إلا إذا اختلطت بالواقع الفعلي، وتداخلت معه على نحو معوق أو ضار عندما تؤثر على علاقات الإنسان بالمحيطين به، وعندما تكون هي الوسيلة الوحيدة لملء أوقات الفراغ ثم تتمدد لتملأ أوقات العمل على حساب حقوق الذات والآخرين.والحقيقة أن محاولة قمع هذه الأحلام، والامتناع عنها بشكل كلي يكون تصرفا بدون معنى ويوازي في خطورته الاستسلام الشامل لها، فكما رأينا أنها ممتعة، بل ومفيدة طالما بقيت في إطار معقول كماً وكيفا، ومن الأفضل بالتالي ترشيدها وتوظيفها لتؤدي دورها على أحسن وجه. أنا سيدة أرملة توفي زوجي منذ بضع سنوات، لدي ثلاثة أبناء، منهم بنت متزوجة، واثنان آخران يعيشان معي..لامشكلة تكمن في أن الابن الأكبر الذي يبلغ من العمر خمس وعشرين سنة، مصاب بمرض نفسي غريب، لم نعرف كيف نتعامل معه.لقد كان في السابق شابا طبيعيا ويشتغل في حرفته بنشاط، لكن مؤخرا تغير سلوكه وصار يتجول بالليل ويذهب إلى المناطق الخالية. ودائم الاستحمام بالماء البارد حتي فى عز الشتاء والبرد. ويسب إخوته ويطيل النوم في البيت، تظهر عليه آثار القلق، ذهبنا عند عدة فقهاء دون جدوى. مازال سلوكه هو نفسه،أريد معرفة هذا المرض، وكيف نعالجه ونتعامل معه، لذلك رأيت أنه من الضروري أن أبعث بهذه المشكلة إلى الطبيب الاختصاصي بملحق فضاء الأمل، لكي ينظر في مشكلتي، ويشير علي بالحل المناسب. فريدة هذه ظاهرة نلاحظها بكثرة، وتختلف حسب الحالات، كما يمكن قوله، هو أنه ينبغي في البداية استخدام كل الوسائل المتاحة التي لاتضر بالمريض أو بأسرته. من ببين هذه الوسائل نجد اللجوء إلى تدخل العائلة أو شخص لديه علاقة مميزة، أو يستطيع إقناعه بضرورة زيارة الطبيب النفسي من أجل تشخيص حالته بشكل علمي، وبعيدا عن الخرافة والشعوذة.يجب أن نعرف أن هناك أمراضا واضطرابات تمنع المريض من الوعي بمرضه، أو قبول المساعدة من الآخرين، فالمريض في هذه الحالة، لايدرك أنه يخلق مشاكل للعائلة، وأنه من الأفضل له الخضوع للعلاج، كي تتحسن صحته ويعود إلى حياته الطبيعية. إذن لابد من الاعتماد ْعلى أشخاص ذوي ثقة وحظوة رمزية ومعنوية لدى المريض. أما في الحالات المستعصية، فلابد من أخذ رأي الطبيب الاختصاصي، وعرض حالته وأعراضه عليه، كي يتمكن من معرفة الحالة بدقة، وتحديد طريقة التعامل مع المريض دون مشاكل أنا شخص أعاني من مشكلة نفسية عويصة، تزوجت منذ سبع سنوات تقريبا من فتاة أحببتها، وكنت التقيت بها في إحدى المناسبات العائلية، جاءت برفقة قريبة لي. أعجبنا ببعضنا البعض، وتطورت العلاقة بيننا إلى زواج ناجح ومستقر، لكن المشكلة هي أننا لم نرزق إلى حد الساعة بالأبناء، والسبب هو زوجتي التي أثبتت التحاليل والكشوفات الطبية أنها عاقر. وقد أثر هذا الأمر عليها وجعلها دائمة الحزن والصمت والاكتئاب، كنت دائما أحاول إقناعها بأن الإنجاب بيد الله، وأن ذلك لن يؤثر على علاقتنا وزواجنا.إنها لا تصارحني بحقيقة ما تفكر به وما يؤلمها. وتعتقد أنني يمكن أن أتخلى عنها، وأتزوج بامرأة أخرى من أجل الأطفال، وهذا أمر لا أفكر به إطلاقا. كما أنها دائمة الوساوس من أخواتي و أمي، وتعتقد أنهم يحاولون إقناعي بالزواج.أريد حلا لمشكلة زوجتي.. يوسف هذه السيدة تعاني من مشكلة يمكن أن تؤدي بها إلى الاكتئاب، نتيجة العقم والعلاقة مع عائلة الزوج، فهي تريد منهم أن يتعاملوا معها بالمودة والحنان بناء على شخصيتها، وليس كونها تنجب أو لاتنجب. وهناك فعلا عائلات كثيرة تحترم المرأة التي يكتب لها الإنجاب. بل تقوم العائلة بتشجيعهم على تربية أطفال إخرين واحتضانهم وتعويض النقص العاطفي. في المقابل هناك عائلات أخرى لاتتقبل الزوجة الجديدة لابنهم، ويكون المعطى المتعلق بعدم الإنجاب بمثابة النقطة التي تفيض الكأس، حيث معالم التنافر والضغط النفسي، والتأثير على الزوج للتخلص منها. هذا الأمر عادة ما يخلق حالة اكتئاب صعبة. أما العلاج فهو يتضمن جوانب مادية ومعنوية، وتحسيسها أنها قادرة على العيش بشكل طبيعي وسليم، رغم هذا الوضع، ومعروف أن المدرسة الأمريكية تلجأ إلى توظيف الإيمان والروابط الروحية والإنسانية، ثم لابد من الجانب النفسي، ورؤية الجانب المشرق والإيجابي في حياتها، لكن بمساعدة الزوج. ويمكن أن تلجأ إلى تربية طفل أو طفلة مادام أنه مقبول دينيا وقانونيا، لأن الأم الحقيقية هي التي تحضن الطفل، وتقوم بتربيته، وتعاني من أجله، وتجد سعادة عظيمة في ذلك. أريد أن أحكي عن أخي المريض نفسيا، لكن الأمر الذي يثير الغرابة هو أنه يقرأ الكتب والجرائد، ويتتبع الأحداث والمباريات الرياضية بكل شغف ويعرف كل أسماء اللاعبين والممثلين والشخصيات السياسية. وليس له أي إنفصام مع الواقع. كما أنه يحب الحديث ،النكتة، ولديه معرفة وثقافة أكثر من بعض الأشخاص الذين يبدون طبيعين، المشكلة هي أنه عندما يغادر البيت يبدأ بجمع الأوراق و أعقاب السجائر من الشارع. كما أنه يكلم نفسه كثيرا بحديث عاد وليس فيه تناقض أو كلام قبيح، فيبدو أنه يتحدث إلى شخص آخر، كما أنه تعرض لصدمات في حياته، واضطر في السابق للعيش لوحده في غرفة بجانب غرفة أخرى تضم بعض المرضى والمشردين، وربما كان له تأثير عليه. فهل أخي مريض فعلا؟ أيمن هناك حسب المعطيات المتوفرة في المشكلة، نلاحظ وجود أعراض الانطواء وخلل في العلاقة التواصلية مع المجتمع. هناك نوعان من الشخصيات، الأول ذكي ومثقف ومطلع على المعلومات، ولكنه منطو في الشارع.هذا النوع لايعاني من الفصام، بل إضطراب في الشخصية كما يمكن أن تكون بداية فصام، أو منغمس فيه منذ وقت طويل، لابد من تشخيص الحالة لمعرفة هل يعاني من الهذيان الداخلي. من الضروري أن يبحث الطبيب معه عن الهلوسات وأنواعها وأعراضها المميزة. بالرغم من أنه يظهر أمام الآخرين ذكيا ومثقفا. لكن هذا لايكفي، خصوصا عندما يتعلق الأمر بجمع أعقاب السجائر والأوراق والجرائد من الشارع وحملها إلى البيت. فمن خلال الصدمات التي تعرض لها. يمكن أن نضيف أنه يعاني أيضا من حالة تخوف اجتماعي خارج البيت. لكن جمع الأوساخ والأوراق يمكن أن تعني له شيئا ما على المستوى الداخلي. وأهم شيء ينبغي الإشارة إليه هو ضرورة عرضه على الطبيب، والبحث عن حيلة للقيام بذلك، أو يقوم أحد أفراد العائلة، بالحديث إلى الاختصاصي النفساني عن كل الأعراض التي يعاني منها هذا المريض أنا رجل أبلغ من العمر خمس وأربعين سنة، لدي ثلاثة أطفال، لكن أحدهما، وهو الأوسط، و البالغ من العمر سبع سنوات يعاني من صعوبات كثيرة في تعامله مع الحروف والكلمات، فهو لاينطقها بشكل جيد ولايحسن إخراج الكلمات، كما يتميز ببطئ في هذا الأمر، وقد لاحظت أن هذا المشكل خلق لديه إحراجاكبيرا وسط زملائه في الفصل الدراسي. ووسط أقرانه في الحي والعائلة، وشكل إحراجا لنا جميعا، خصوصا أنا وزوجتي بتنا في موقف لانحسد عليه من جراء رؤية ابننا لا يساير إيقاع الدراسة مثل باقي الاطفال، وقد سبق لي أن اصطدمت مع أحد المدرسين الذي تعامل مع إبني بطريقة غير لائقة ولاتمت للمفاهيم التربوية بصلة، حيث كان يهينه طول الوقت وهذا بشهادة زملائه، وكاد الموقف يتطور إلى ما تحمد عقباه، لولا تدخل أحد المدرسين المعروف بكفاءته ودماثة خلقه، وحسن تعاملع مع الأطفال ومن بينهم إبني، وقد جرى نقاش فيما بعد بيننا، حيث نصحني هذا المدرس باللجوء إلى الطبيب المختص في النطق والكلام لمعرفة أسباب الحالة، والوصول إلى علاج مناسب.محسن لقد لاحظ عدد من العلماء في القرن التاسع عشر هذه الظواهر وحاولوا معالجتها على المستوى التربوي،عكس ما هو موجود عندنا ، حيث نلاحظ أن هناك جهلا كبيرا في فضاءاتنا التربوية والعائلية. أهم ما يميز هذا المشكل هو صعوبة في القراءة وإخراج الكلمات من الفم، يحدث هذا في السن الطبيعي للقراءة، هذا بدون وجود أي نوع من الإعاقة، كما أن نسبة الأطفال الذين يعانون تصل إلى 15 في المائة أو حتي 30 في المائة في بعض الحالات. وهناك شخصيات معروفة كانت تعاني من هذا المرض منهم جورج بوش، ألبرت إنشتاين، تشرشل، وغيرهم كثير، لكنهم وجدوا الظروف الملائمة التي ساعدتهم على الخروج من هذه الحالة، كما يتم تسجيل نسب مهمة لدي الذكور منه لدى الإناث بأربع مرات. كما أنها مشكلة تظل دائمة في غياب العلاج والتتبع.يتزامن وجود هذا المشكل لدى الطفل، مع بروز مشاكل أخرى مثل عدم التركيز والحركة المفرطة. وهذا يسبب له العقاب . ورغم ذلك فهو يتوفر على قدرات عقلية ومهارات جيدة، ومستوى عال من الذكاءويجب ألا ننسى أن هذا المرض ،فيه حالات فهناك الخفيفة، والمتوسطة، ثم الحادة.