أعادت صحف أوروبية بينها " ذي تلغراف" و"ذي إيكونوميست" البريطانيتان وصحيفة لوبوان الفرنسية ووكالة رويترز ما نشرته "العرب" في الثاني والعشرين من مايو على صدر صفحتها الأولى حول قرب تنازل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني عن السلطة إلى نجله ولي العهد الأمير تميم. ونقلت الصحيفة البريطانية في تقرير كتبه داميان مسيلروي مراسل الشؤون الخارجية عن قيام شخصيات قطرية رفيعة المستوى بإبلاغ نظرائها الأجانب بأن الوقت حان ليتسلّم ولي العهد الشيخ تميم بن حمد (33 عاما) قيادة البلاد. وأشارت إلى أن خطة تعاقب السلطة التي من المقرر أن تبدأ في نهاية الشهر الجاري، تنص على أن يتخلّى رئيس الحكومة الشيخ حمد بن جاسم عن السلطة وأن يعلن الديوان الأميري بعد أسابيع من ذلك تسليم الأمير حمد الذي يواجه منذ فترة مشاكل صحية، لابنه ولي العهد تميم المتخرج من جامعة ساندهيرست البريطانية. وقالت إن زائرا بريطانيا شهيرا لقطر أبلغ بالخطط في مطلع هذا العام، إضافة إلى دول رئيسية بينها الولاياتالمتحدة وإيران والسعودية وفرنسا. ونقلت عما وصفته بمصدر مطلّع قوله إن "الخطة تقضي بتسليم للسلطة على مراحل يسمح لولي العهد بتولّي القيادة"، معتبرا أن "ثمة مجازفة كبيرة هنا لأن قطر في واجهة الأحداث بمنطقة بالغة الحساسية". ولم تحصل الصحيفة البريطانية على أي تعليق من المسؤولين القطريين على النقاش الدائر حول مستقبل الحكم في البلاد. إلا أن وكالة رويترز نقلت عن دبلوماسي مقيم بالدوحة قوله إن أمير قطر "يفكر منذ فترة في هذه المسألة. الطريق مُهد بوضوح على مدى عام لنقل السلطة إلى تميم." واعتبرت تلغراف أن استبعاد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر عن السلطة ستكون له عواقب مؤثرة بالنسبة إلى بريطانيا على الرغم من بقائه في منصب الرئيس التنفيذي لهيئة قطر للاستثمار، وهو صندوق الثروة السيادية لموارد البلاد. وتساءلت عن الاتجاه المستقبلي للسياسات القطرية في ظل القيادة الجديدة، على الرغم من أن الشيخ تميم معروف جيدا للدبلوماسيين والمسؤولين الأجانب، نتيجة لدراسته العلوم العسكرية في بريطانيا. ويتوقع أن تحدث التعديلات عبر أحد مسارين إما أن يحل الشيخ تميم محل الشيخ حمد في منصب رئيس الوزراء إلى أن يتولى منصب أمير البلاد لدى تنحي والده في نهاية الامر أو أن يشغل أحمد المحمود النائب الحالي لرئيس الوزراء المنصب عندما يتنحى رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم. إلى ذلك، نقلت تلغراف عما وصفتهم بمراقبين للشأن القطري خشيتهم من العلاقة الوثيقة للشيخ تميم بالإخوان المسلمين على عكس ليبرالية والده الأمير حمد ورئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم، في معلومة غير صحيحة، لأن غالبية المقربين من الشيخ تميم يؤكدون أنه أكثر ليبرالية من والده، خصوصا في علاقته مع الإخوان.