غيرترود مع الجهاز وخلفها المهندس الذي اتصلت به الخبر ليس من أكاذيب أبريل البيضاء، بل حقيقة تكتب “العربية.نت” عنها لمناسبة مهمة، وهي مرور 40 عاما على اختراع جهاز يحمله أكثر من مليار و300 مليون إنسان في دورة حياتهم اليومية، وهو الهاتف الجوال الذي يؤكد فيديو مرفق بالخبر الآن أن فتاة أمريكية كانت تستخدمه في 1938 في ولاية ماساتشوستس، وما زلت حية إلى الآن. الفيديو موجود بعنوان Time Traveler in 1938 film منذ عام تماما في “يوتيوب” لمن يرغب بالاطلاع عليه، وهو ليس لقطة من فيلم سينمائي، بل حقيقي، وتحته تماما نقرأ لأحدهم له قناة في الموقع باسم planetcheck تعليقا كتبه منذ أسبوعين فقط، وفيه يقول إن الفتاة التي تظهر في الشريط هي غيرترود جونز، أم جدته، وكان عمرها 17 سنة ذلك العام. The video cannot be shown at the moment. Please try again later. يقول في التعليق إنه سألها عن الشريط فردت بأنها تتذكره، وبأن مصانع “دوبونت” حيث عملت كما يبدو في قسم خاص بالاتصالات، كانت تجري تجارب على هواتف لاسلكية، وأعطتها و5 نساء أخريات أجهزة نقالة كتجربة لمدة أسبوع. ولا يبدو صاحب التعليق مازحا فيما يقول، فهو من أقدم المشتركين في “يوتيوب” بحسب ما يبدو من تاريخ افتتاحه لقناته فيه، أي تقريبا بعد عام ونصف العام من تأسيس الموقع المحتوي أيضا على فيديو آخر عنوانه Charlie Chaplin's time traveler وهو لقطات من فيلم سينمائي للكوميدي الراحل، تشارلي تشابلن، وفيه ظهرت امرأة في الشارع تتحدث عبر ما يبدو شبيها بهواتف هذه الأيام الجوالة. المراهقة التي سبقتنا بعشرات السنين ولتتأكد “العربية.نت” مما نقله الحفيد عن والدة جدته، فقد راجعت تاريخ شركة “دوبونت” التي أسسها في 1802 الفرنسي الحاصل على الجنسية الأميركية، إلوتير رينيه دوبونت، كمطحنة للبارود لتصبح الآن ثاني أكبر شركة كيماويات في العالم بعد “باسف” الألمانية الشهيرة. للشركة فرع شهير باسم “دوبونت ألكترونيكس” الآن، وبدأ نشاطه في ثلاثينات القرن الماضي في مدينة “لومنستر” الصغيرة بولاية ماساتشوستس، وكان قسما من مصنع لإنتاج البلاستيك على أنواعه، ومنها كابلات كان ينتجها لاستخدامها في الاتصالات، ويبدو أنه قام بتجارب في 1938 على نوع جديد منها خاص بالاتصال القريب لاسلكيا، أي ما تطور وأصبح معروفا اليوم بأجهزة ” فيرتكس ستاندارد ” اللاسلكي وغيره. وقد يكون ما تحمله غيرترود في الفيديو هو راديو لاسلكي، كانت “دوبونت أليكترونيكس” تجري تجارب عليه، ويظهر في يدها شبيها بالهواتف النقالة الحديثة. كما نرى مهندسا في الشركة بالقميص الفاتح إلى يمينها من الخلف وهو ينهي المكالمة معها في الوقت الذي أنهت هي مكالمتها. ولم تعثر “العربية.نت” على أي معلومة عن تلك المراهقة التي أصبح عمرها الآن 92 سنة، لكنها تكلمت بلا أسلاك قبل عشرات السنين من أول “موبايل” تحدث منه مخترعه الشهير. وزنه 1130 غراماً وغيّر عادات المليارت ذلك “الموبايل” الأول يحتفل العالم الأربعاء المقبل بمرور 40 سنة على اختراعه، ويتذكر أن أولى التجارب عليه بدأت في 1947 بشركة “لوست تكنولوجيز” الأميركية، من دون أن تتمكن من اختراعه، بل ابتكره الأميركي مارتن كوبر، المعروف باسم مارتي، وكان مهندسا بشركة “موتورولا” للاتصالات في شيكاغو، وأول اتصال أجراه في 3 أبريل/نيسان 1973 كان تاريخيا ومذهلا، وخبره طوى العالم بدقائق، فتغيرت معه عادات واحتياجات المليارات من ساكنيه. يكتبون عن كوبر الذي أبصر النور في 1928 وما زال حيا للآن، أنه نزل إلى أحد الشوارع بعد مؤتمر صحافي عقده مدراء “موتورولا” في فندق هيلتون بنيويورك للحديث ذلك اليوم عن الهاتف الجديد، وفيه اتصل بمهندس في شركة منافسة اسمه جويل أنجل، فأدخله التاريخ كما دخل كافور الإخشيدي التاريخ من كلمات المتنبي، لأن أنجل كان من حاسدي كوبر إلى درجة أنكر معها بأنه اتصل به، حتى فضحته أول فاتورة بالتاريخ عن أول مكالمة من أول هاتف جوال. في 3 أبريل/نيسان 1973 وقف مارتن كوبر وسط صحافيين ومحتشدين أحاطوا به في الشارع ورأوه يضغط الرقم بعد الآخر، ثم أدهشهم بعد ثوان حين قال: “آلو..آلو جوي. أنا مارتي، وأتحدث اليك من تليفون جوال.. من واحد حقيقي بلا أسلاك” ثم أقفل ما كان اسمه DynaTac8000x ووزنه كيلو و130 غراما، وبه قام بتغيير عادات واحتياجات مليارات السكان على كرة أرضية يقول العلماء إن وزن كتلتها 5972 وإلى يمينه 24 صفرا.