"فائق الذكاء، صارم، كتوم، جدي وذو خبرة. يستمد قوته من الثقة التي يمنحها له الملك، يقف عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، على جميع الجبهات الأمنية للمملكة". هكذا قدّمت أسبوعية "جون أفريك" الشرطي الأول للمملكة في بورتريه خاص. يقول عنه مدير الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، عبد الحق الخيام "إنه نموذج أظهر العديد من المميزات، وحقّق العديد من الإنجازات الكبيرة، كما أنّه نموذج تحسدنا عليه العديد من الدول الأخرى". عند تعيين الحموشي سنة 2015 على رأس الإدارة العامة للأمن الوطني، قال العديد من المتتبعين للشأن الأمني إنه لن يقدر على التوفيق بين الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني وأنه "سيقع يوما ما"، لكن القدرة الخارقة للحموشي كذّبت جميع التوقعات، ذلك أنه اشتغل لمدة 20 سنة بشكل متواصل دون الخلود إلى أية عطلة، غير أنه استغل فترة قصيرة قبل دخول شهر رمضان الجاري لأداء مناسك العمرة رفقة أسرته "بسرعة". ويقول محمد الدخيسي، مدير مركزي للشرطة القضائية، في عدد جون أفريك إن عبد اللطيف الحموشي حقق خلال 4 سنوات فقط ما لم يتم تحقيقه خلال عقود من تاريخ الإدارة العامة للأمن الوطني مضيفا أن الرجل "قام بتغيير جذري مع مناصفة نزيهة وإنسانية رائعة، وفي صمت". في سياق متصل، أوردت "جون افريك" نبدة عن مسار الحموشي. وذكرت أنه ولد عام 1966 وتابع دراسته في الحقوق بفاس. واشتغل في إطار الخدمة المدنية بديوان السكرتارية العامة لوزارة الإعلام. هو ملم جدا بشؤون حركات الإسلام السياسي والمنظمات الجهادية. فحين كان حميدو لعنيكري، المدير السابق للإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني، يلتقي بمسؤولين كبار ورؤساء الاستخبارات الأجنبية، كان الحموشي حاضرا دائما. كانت له ذاكرة قوية، وقدرة فائقة على ذكر أسماء أعضاء خلية ما، ومساراتهم وعلاقاتهم مع جماعات مقاتلة أخرى. وأوردت المجلة المذكورة أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي اي" حاولت استقطابه. ويحكي أحد مقربيه لجون أفريك أن المدير السابق لسي آي اي (ما بين 1997 و2004) اقترح عليه الجنسية الأمريكية وعرض عليه منصبا كبيرا، إلا أن عبد اللطيف الحموشي رد عليه بالقول: "ولدت مغربيا وسأبقى مغربيا وسأموت مغربيا".