قال علماء من ألمانيا إن الكتلة الحيوية الحية الموجودة على سطح الأرض أقل بواقع الثلث عما يعتقد، وتوصل الباحثون تحت إشراف “ينز كالماير” من معهد أبحاث الأرض والبيئة التابع لجامعة بوتسدام الألمانية إلى هذه النتيجة بعد تحليل رواسب في قاع البحر، بحسب ما أوضحه الباحثون في دراستهم التي نشرت الاثنين 27 غشت المنصرم في مجلة “بروسيدنجز” التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم. وفي بيان قال معهد “جي اف زد” للأبحاث الجيولوجية الذي شارك هو الآخر في الدراسة إن التقديرات المتوفرة حاليا عن حجم هذه الكتلة الحيوية الحية كانت تذهب إلى أن هناك نحو 30 مليار طن من الكربون مختزن في جميع الكائنات الحية الدقيقة، منها حوالي 30% كائنات دقيقة وحيدة الخلية موجودة في قاع البحر “ولكن تقديراتنا تشير إلى أن حجم الكربون الموجود في الكائنات الدقيقة في قاع البحر يبلغ نحو أربعة مليارات طن وليس 300 مليار طن”. وقامت الدراسات السابقة على أساس تحليل عينات من رواسب في أطراف البحار أو من مناطق بحرية غنية بالمواد الغذائية” ولكن نحو نصف بحار العالم بالغة الفقر في المواد الغذائية، لذلك فإن هناك اعتقادا منذ نحو عشر سنوات بأن الكتلة الحية الموجودة في قاع البحر تعطي حجما أكبر من حجمها الحقيقي بشكل مبالغ فيه”، حسبما نقل البيان عن كالماير. وللتدليل على هذه الأرقام بالبيانات، حلل الباحثون 57 عينة أخذت بآلات تنقيب من مراكز البحار بعيدا عن الجزر والسواحل، وبعض الأماكن التي أخذت منها هذه العينات فقيرة جدا في الغذاء لدرجة جعلت العلماء يطلقون عليها وصف “صحراء البحار”. تبين من خلال ذلك أن هناك تنوعا واضحا في حجم هذه الكائنات الدقيقة من منطقة إلى أخرى، وصل في بعض الأحيان إلى خمسة أمثال في عدد الكائنات الحية الدقيقة وحيدة الخلية بصرف النظر عن المكان الذي أخذت منه العينة وأنه كلما ابتعد العلماء عن اليابسة كلما قل عدد الميكروبات بشكل عام. كما تذبذبت كمية هذه الكائنات بتغير معدل الرواسب في منطقة واحدة، ويبين هذا المعدل حجم الرواسب التي تراكمت على مدى فترة محددة. وقال الباحثون إن إجمالي عدد الخلايا الموجودة في رواسب قيعان البحار يبلغ 9ر2 مضروبة في 10 أس 29 وهو ما يساوي العدد 29 على يمينه 28 صفرا، ورغم أن أطراف البحار والمحيطات الموجودة على عمق أقل من 150 مترا لا تمثل سوى 7% من إجمالي مساحة البحار والمحيطات إلا أنها تحتوي على 33% من إجمالي الخلايا الحية في رواسب تلك المناطق في حين أن المناطق البحرية الهائجة تمثل نحو 42% من إج