كما عودتنا جماهير الدوزي التي لاتفوت أي فرصة للقاء فنانها ، حجت الجماهير بكثافة، وسرقت غير ما مرة الضوء بتفاعلها المبهر المنقطع النظير. منذ اعتلائه المسرح، لم تعرف الحفلة ولا لحظة سكون، وكأن حال الجماهير تقول "سنستمتع بهذا الحفل إلى آخر لحظة "، فقد رافقت الجماهير المتحمسة الدوزي في كل أغانيه ، فترى الحفلة أشبه ب"دويتو غنائي" بين الفنان المغربي وجمهوره الذي غصت به جنبات الساحة، في تأكيد قوي على مدى شعبية هذا الفنان الشاب. ورغم الأجواء الباردة التي طبعت هذه الليلة الصيفية ، استطاع ابن مدينة وجدة، أن يلهب حماس الجمهور، في واحدة من أقوى سهرات موازين إيقاعات-العالم لهذه السنة، والتي تعيد بنا الذاكرة إلى الحفل الذي أحياه خلال مهرجان موازين في دورته ال15، الذي حقق نسبة حضور كبيرة، تحدثت عنه الصحافة والمعجبون كثيرا. وفي ظل هذا الحضور، والتفاعل الكبير، لم يوفر الدوزي أي جهد في إسعاد الحاضرين وامتاعهم بأجمل الأغاني والإيقاعات، توزعت بين أغاني من روبيرتو اره الخاص، مثل "مريامة"، و"دوني لبلادي"، و"شوف شوف"، "حسدوا ولا غيروا"، بالإضافة إلى أغاني لفنانين آخرين، على رأسها "مزال مزال". ومن بين اللحظات المؤثرة خلال هذا الحفل المتميز، تقاسم الدوزي المسرح مع إثنين من معجبيه ذوي الإحتياجات الخاصة، في لفتة محبة ووفاء وهو أمر ليس بغريب عن هذا الفنان ، فصفق له الجمهور طويلا . وفي تحية للمنتخب الوطني، وللشعب المغربي بكل مناطق المملكة، اختتم الدوزي هذا الحفل الذي سيبقى في الذاكرة، بأداء أغنية "العيون عينيا"، في وصلة فنية من القلب إلى القلب حركت كل الجمهور الذي توقع أن يغني فنانهم المحبوب هذه الأغنية الوطنية ، فحملوا معهم العلم المغربي فغنوا ورقصوا وزغردت النساء وتناثرت الألوان ، فتحولت الساحة المقابلة للمنصة إلى احتفال حقيقي . والمغني الموهوب عبد الحفيظ الدوزي، نشأ بين أزقة عروس الشرق المغربية وجدة، تعرف عليه الجمهور المغربي ، لأول مرة وعمره لا يتجاوز الثمان سنوات، من خلال برنامج استوديو 5، وكان قد تمكن قبلها من حصد لقب أصغر مغني راي عند مشاركته بإحدى المسابقات التي نظمتها إذاعة وجدة. بعد سنوات من العمل والكد والنضج الفني ، حصد الدوزي نجاحات متتالية، في المغرب وخارجه، حيث حققت ألبوماته أعلى المبيعات بأوروبا خاصة أغنية "ماني زعفان"، و"مريامة"، وغيرها من الأغاني التي كان لها الفضل في انتزاعه الأسطوانتين الذهبية والبلاتينية سنة 2005. وقبل اعتلاء الدوزي المسرح، كان الفنان المصري أحمد شيبة، قد افتتح الحفل على إيقاعات الأغاني الشعبية المصرية الحماسية. وفي أول مشاركة له في مهرجان موازين إيقاعات-العالم، بصم الفنان المصري، على حضور متميز بمنصة النهضة، حيث تعرف عليه الجمهور الحاضر وعلى أغانيه ذات الإيقاعات الشعبية. وقدم المغني المصري، مجموعة من الأغاني ، على إيقاعات الطبلة البلدية، أشعلت حماس الجمهور وحولت منصة النهضة إلى ساحة رقص متواصل، على رأسها أغنيته الشهيرة ، "آه لو لعبت يا زهر"، وأغنية "6 وشوش"، بالإضافة إلى كشكول مصري متنوع ضم على الخصوص، "اللي شبكنا يخلصنا" لعبد الحليم حافظ، و"زي العسل" للشحرورة صباح، بالإضافة إلى "يا بنت السلطان" للفنان الشعبي عدوية. يذكر أن أحمد شيبة هو مطرب شعبي مصري من مواليد مدينة الإسكندرية، كانت بداية مشواره الغنائي في سن الثامنة عشر، لكن شهرته لم تبدأ سوى سنة 2012 ، من خلال طرحه لعدة أغاني على اليوتوب، لاقت نجاحا كبيرا، خاصة أغنية "اللي مني مزعلني"، و"هذا جناه ابي". كما شارك المغني الشعبي، في التمثيل بعدة أعمال، من أبرزها، مسلسل "النابت"، والفيلم السينمائي "أوشن 14 "، حيث أدى أغنية "آه لو لعبت يا زهر" التي حققت نجاحا باهرا، وحصلت على أعداد مشاهدة كبيرة على اليوتوب. ولايزال الجمهور المغربي على موعد اليوم السبت، في ختام الدورة ال17 لمهرجان موازين، مع حفلات متنوعة تعد بالكثير من الحماسة والتشويق، مع فنانين من أهم الأسماء على الساحة الفنية المغربية، والعربية، والعالمية. وهكذا سيلتقي عشاق الأغنية الشرقية بمنصة النهضة، مع حفل الديفا الإماراتية أحلام، فيما سيكون جمهور سلا على موعد مع كشكول شعبي فريد مع نجوم الأغنية الشعبية، الستاتية، وسعيد الصنهاجي، والستاتي، كما سيحل لويس فونسي ضيفا على منصة السويسي للمرة الأولى، وستقدم الفنانة المتألقة مروة الناجي عرضها بمسرح محمد الخامس، على أن تستضيف منصة شالة الفنان صبري مصباح، وبمنصة أبي رقراق، سيكون محبو الأغنية الإفريقية على موعد مع الفنان تيكن جاه فاكولي.