عاشت مدينة الدارالبيضاء، خلال سنة 2016، على إيقاع نهضة تنموية شاملة همت مختلف الميادين، وعكستها الأوراش التنموية الضخمة التي دشنها أو أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس و التي جاءت لتترجم من جديد حرص جلالة الملك الراسخ على تمكين الحاضرة الاقتصادية للمملكة من بنيات تحتية حديثة بمعايير دولية، بوسعها إعطاء نفس مستدام لانبعاث المدينة والاستجابة للتطلعات المشروعة لساكنتها و الارتقاء بها إلى مصاف العواصم العالمية. فمند مطلع سنة 2016 والى غاية نهايتها، شهدت العاصمة الاقتصادية ميلاد عدد من مشاريع الخير والنماء وإعطاء الانطلاقة لمجموعة أخرى من البرنامج التنموية متخلفة الأبعاد والتي تنسجم، تمام الانسجام، مع المخطط الملكي لتنمية حاضرة الدارالبيضاء (2015- 2020)، الرامي إلى إيجاد عوامل التنمية المتناغمة والمستدامة، عبر تحسين ظروف عيش الساكنة وتعزيز الخدمات والبنيات التحتية الأساسية، وجعل المدينة وجهة سياحية مميزة. والواقع أن هذا التوجه شهد، في سنة 2016، وتيرة متسارعة و غير مسبوقة، حيث أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في شهر يناير من هذه السنة، بعمالة مقاطعات عين السبع-الحي المحمدي، على إطلاق عدد من المشاريع المهيكلة للنقل والطرق تروم، على الخصوص، تحسين إطار عيش الساكنة المحلية ومصاحبة النمو الديموغرافي والحضري الذي تشهده العاصمة الاقتصادية للمملكة. وتعكس هذه المشاريع التنموية، التي رصدت لها استثمارات تفوق قيمتها 5ر8 مليار درهم، العزم الموصول لجلالة الملك محمد السادس على تمكين الحاضرة الاقتصادية للمملكة من بنيات تحتية حديثة بمعايير دولية، بوسعها إعطاء نفس مستدام لانبعاث المدينة والاستجابة للتطلعات المشروعة لساكنتها، والاسهام بالتالي في تحقيق تنمية محلية سوسيو-اقتصادية مستدامة ومنسجمة والنهوض بالسلامة الطرقية، في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى النهوض بالنسيج الحضري لمختلف مدن المملكة، وذلك وفق رؤية متناغمة ومتوازنة تمكن من تعزيز جاذبيتها على مختلف الأصعدة. وتواصلت هذه الوتيرة التنموية في شهر فبراير مع إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بعمالة مقاطعات مولاي رشيد، على إعطاء انطلاقة مشاريع تهم إعادة الهيكلة والإدماج الحضري لحيي "الهراويين الشمالية" و"سيدي أحمد بلحسن"، وهما مشروعان يتميزان بحمولتهما الاجتماعية القوية، وسيعودان بالنفع على نحو 12 ألف و200 أسرة، ويعكسان مجددا العناية الموصولة التي يحيط به جلالة الملك الفئات الاجتماعية الهشة، وعزم جلالته الراسخ على تمكينها من إطار عيش أفضل والولوج للخدمات الأساسية والبنيات الاجتماعية للقرب في ظروف من المساواة والكرامة. وتسمح مشاريع من هذا القبيل بمواكبة توسيع النسيج الحضري للعاصمة الاقتصادية من خلال تحسين ظروف السلامة الصحية لساكنة بعض الأحياء ناقصة التجهيز، والارتقاء بجاذبية المدينة، وتعزيز أمن الأشخاص والممتلكات، وحماية البيئة، ضمن تنمية سوسيو-اقتصادية مستدامة ومتناغمة على مستوى جهة الدارالبيضاءسطات. وتعزز هذا المسلسل التنموي، في شهر مارس 2016، بإشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على إطلاق عدد من المشاريع المندرجة في إطار تفعيل الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة للدار البسيضاء، الذي رصد له غلاف مالي قيمته 300 مليون درهم، حيث أعطى جلالته انطلاقة أشغال بناء فضاءين مخصصين للصناعة التقليدية، وتأهيل المعبد اليهودي "التدغي"، وترميم ضريح سيدي علال القرواني، وإعادة تأهيل "دار الاتحاد"، وبناء المركز الصحي "9 يوليوز". وتميز متم هذه السنة بإشراف جلالة الملك على إعطاء الانطلاقة لعدد من المشاريع وتدشين أخرى، خصوصا تلك المدرجة في اطار برنامج اعادة تهيئة مدينة الدارالبيضاء، كان في مقدمتها إشراف جلالته على إعطاء انطلاقة أشغال إعادة تهيئة كورنيش عين الذئاب، المشروع المهيكل الذي سيساهم في تعزيز جاذبية ساحل العاصمة الاقتصادية وتحسين الحركية بالموقع. ويندرج هذا المشروع، الذي يعد تجسيدا بليغا للعناية الخاصة التي ما فتئ جلالة الملك يوليها للعاصمة الاقتصادية للمملكة وساكنتها، في إطار تنفيذ الاتفاقية المتعلقة بتثمين ساحل جهة الدارالبيضاء-سطات، الموقعة بتاريخ 26 شتنبر 2014 بين يدي جلالة الملك. كما أشرف جلالة الملك محمد السادس، خلال نفس الشهر، على تدشين المركز الصحي "9 يوليوز" و"دار النسيج"، المشروعان المنجزان في إطار الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء، وذلك باستثمار إجمالي قدره 11,6 مليون درهم. كما قام جلالة الملك بزيارة المعبد اليهودي "التدغي" وضريح سيدي علال القرواني، الموقعان اللذان يتميزان بهويتهما المعمارية، التراثية والتاريخية القوية، واللذان خضعا في إطار نفس الشطر من برنامج تأهيل المدينة القديمة، لأشغال الترميم التي كلفت استثمارات بقيمة 3,1 مليون درهم. وتحمل مختلف هذه المشاريع وغيرها في طياتها طموحا جديدا بالنسبة لمدينة الدارالبيضاء، تماشيا مع الانتظارات المشروعة لساكنتها في المجال الثقافي والسوسيو-اقتصادي والعمراني، وذلك بهدف تحسين ظروف عيش الساكنة، والارتقاء بجمالية المشهد الحضري للمدينة، والحفاظ على موروثها التاريخي، المادي واللامادي.