دينامية جديدة، منتجة وفاعلة، تعرفها العلاقات الثنائية بين المغرب والسويد، نابعة من الإرادة الراسخة لجلالة الملك محمد السادس لتعزيز التطور المطرد لعلاقات التعاون بين المملكة وهذا الشريك الأوروبي. ففي رسالة إلى صاحب الجلالة الملك كارل كوستاف، عاهل مملكة السويد، بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني، أكد جلالة الملك، حرص جلالته القوي على "تسخير كل الجهود الكفيلة بتمكين حكومتي بلدينا، من مواصلة عملنا المشترك من أجل تقوية هذه العلاقات وتوسيع مجالاتها، وذلك سواء على المستوى الثنائي، أو في إطار الوضع المتقدم الذي يجمع المغرب بالاتحاد الأوروبي، لما فيه خير شعبينا الصديقين". وعلى المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، عكست كل من الرباطوستوكهولم بشكل واضح هذه الرغبة بالمضي قدما على "أسس جيدة" بدأت منذ بداية السنة الجارية من خلال ضرورة الحفاظ باستمرار على فتح قنوات الحوار والتشاور حول كافة القضايا. ومكن قرار الحكومة السويدية عدم الاعتراف ب"الجمهورية الصحراوية" الوهمية الذي ينسجم مع الموقف الثابت لهذا البلد الاسكندنافي لفائدة حل تفاوضي بين أطراف النزاع الإقليمي حول الصحراء، من تجاوز الخلاف الدبلوماسي الذي وضع، في أحد الأوقات، على المحك العلاقات مع المغرب، الشريك الهام في إفريقيا والعالم العربي. ومن خلال الإشادة بالجهود التي تبذلها المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وعلى الخصوص في مجال الإصلاحات الهيكلية الكبرى، أبرز العاهل السويدي قدرة المملكة على الحفاظ على استقرارها وعلى مسلسل التنمية في منطقة مضطربة. وتعتبر ستوكهولم أن المغرب ملاذ للاستقرار وبلد يساهم بشكل فعال في محاربة التطرف والإرهاب إلى جانب شركائه، وعلى الخصوص في أوروبا. وينظر إلى المغرب أيضا على أنه مركز ونقطة انطلاق للصادرات السويدية نحو إفريقيا بسبب القرب الجغرافي من الأسواق الأوروبية، وتوفره على الإمكانات القوية للتنمية والبنيات التحتية الحديثة مثل ميناء "طنجة المتوسط". من جهة أخرى، وعلى غرار العديد من البلدان الأوروبية، يعتزم هذا البلد الاسكندنافي الاستفادة من التجربة المغربية في مجال محاربة مختلف أشكال التطرف والإرهاب ومن مقاربته التي تمت الإشادة بها عبر العالم، في تعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش السلمي. وأظهرت المملكة، تحت قيادة جلالة الملك، على أنها دولة جعلت من انفتاح اقتصادها خيارا استراتيجيا لا محيد عنه، ترافقه إصلاحات سياسية شجاعة وأخرى اجتماعية عميقة، وهي خيارات تدعمها الجهوية المتقدمة لضمان تطور أقاليمها بشكل شامل ومتوازن. وتم إبراز تجربة المغرب على نطاق واسع أمام المسؤولين السويديين من قبل كل من رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، وكذا الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية، محمد عبو، بالتعبير عن التزام الرباط بتعزيز الحوار والتعاون الثنائي على جميع المستويات مع السويد وجيرانها من بلدان الشمال الأوروبي. ولا يمكن أن تظل هذه المجالات، التي تميز التفرد المغربي، دون أن تحظى بالاهتمام من قبل هذا البلد المزدهر الذي يواجه أكثر من أي وقت مضى موجة غير مسبوقة من اللاجئين الفارين من الحرب وعدم الاستقرار والإقصاء، مما يغذي مشاعر كراهية الأجانب والتطرف، في الوقت الذي انتخبت فيه ستوكهولم مؤخرا عضوا غير دائم في مجلس الأمن لمدة عامين.