عقد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الاربعاء مؤتمرا استثنائيا للمصادقة على تعيين وزير الخارجية احمد داود اوغلو على راس الحزب والحكومة خلفا لرجب طيب اردوغان الذي سينصب رئيسا للبلاد وصباح الاربعاء تجمع اكثر من 10 آلاف من انصار الحزب الحاكم في ستاد رياضي في انقرة من اجل المشاركة في المؤتمر الاستثنائي، حيث من المتوقع ان يشارك فيه اكثر من 40 الف شخص. وفور وصوله لخص اردوغان رهانات هذا اليوم الذي وصفته الصحف الموالية للحكومة ب"التاريخي". وقال اردوغان في خطاب في انقرة "هذا ليس تغيرا في المهمة، ولكن مجرد تغير في الاسماء". وتابع "هذا ليس الوداع. سنستمر في خدمة شعبنا من ادرنة (غرب) الى هكاري (شرق)". واردوغان (60 سنة) الذي تولى رئاسة الحكومة منذ 2003 انتخب رئيسا لتركيا في العاشر من غشت وحصل على 52% من الاصوات في الدورة الاولى التي جرت هذه المرة بالاقتراع العام المباشر. وسينصب رسميا الخميس لولاية من خمس سنوات خلفا لرفيق الدرب في حزب العدالة والتنمية عبد الله غول. واكد اردوغان منذ اشهر انه ينوي الحفاظ على زمام السلطة من منصب الرئاسة لانه كان سيضطر الى التخلي عن منصب رئيس الوزراء في يونيو 2015 بسبب قاعدة في حزب العدالة تحظر على اعضائه تولي اكثر من ثلاث ولايات. وهو ينوي بالتالي اصلاح الدستور لتوسيع صلاحيات رئيس الدولة على حساب رئاسة الوزراء. وهذا الهدف الذي انتقدته المعارضة على انه دليل جديد على "التجاوزات السلطوية والاسلامية" لاردوغان رهن بالفوز الكبير لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية في 2015. وغالبية الثلثين (367 مقعدا من اصل 550) لازمة لتعديل الدستور. ولا يملك حزب العدالة والتنمية سوى 313 صوتا حاليا. وفي هذا الاطار لم يحدث خيار داود اوغلو لرئاسة الوزراء اي مفاجأة لدى المحللين الاتراك. وقال صحافي في صحيفة جمهورييت المعارضة لوكالة فرانس برس "اردوغان يريد الفوز بالانتخابات التشريعية باي ثمن لتصبح السلطة في تركيا بيد الرئيس ويعتمد لتحقيق هذه الغاية على داود اوغلو الذي لم يرفض له طلبا يوما". وداود اوغلو البالغ من العمر 55 عاما هو منذ 2003 احد اقرب معاوني اردوغان. كان اولا مستشارا دبلوماسيا ثم وزيرا للخارجية (2009) وقد طبق هذا الاستاذ الجامعي دبلوماسية ناشطة جعلت من تركيا دولة لها ثقلها على الساحة الدولية. الا ان هذه السياسة "العثمانية الجديدة" التي "لخصت بتفادي اي مشكلة مع الدول المجاورة" واجهت نكسات مع ثورات الربيع العربي وادت الى مواجهة انقرة مشاكل في النزاعين في سوريا والعراق. وفور اعلان تعيينه رئيسا للوزراء اكد داود اوغلو الاستمرار في نهج اردوغان. واكد الاسبوع الماضي "ساستمر في النهج الذي اطلق قبل 12 عاما (...) لن يتمكنوا اطلاقا من زرع بذور الفتنة بيننا". وسيتم الخميس المصادقة رسميا على تعيين داود اوغلو رئيسا للوزراء على ان يشكل الحكومة الجديدة الجمعة. ووفقا لمعلومات نشرت في الصحف التركية على الفريق الوزاري الجديد ان يحتفظ بالمسؤولين الحاليين لسياسته الاقتصادية لطمأنة الاسواق. وقال درمس بالي الناشط في حزب العدالة والتنمية لوكالة فرانس برس "انه يوم تاريخي +لتركياالجديدة+ (شعار اردوغان الانتخابي)". واضاف "سيستمر رئيسنا في تغيير بلادنا والى جانبه داود اوغلو".