قرارات مؤتمر رؤساء الدول في الاتحاد الإفريقي تكرس اعتبار ملف الصحراء اختصاصا حصريا للأمم المتحدة    الدريوش: فخورة بالانتماء إلى "الأحرار" وراضية عن أداء ونتائج وزرائه    اكتشاف أثري يغير التاريخ.. كتابات أمازيغية في إسبانيا    بنك المغرب يخفض سعر الفائدة الرئيسي    الذهب يبلغ ذروة جديدة مع تزايد التوتر بسبب غزة والرسوم الجمركية    بنك المغرب يتوقع إنتاج 35 مليون قنطار من الحبوب واعتدال التضخم    "العدالة والتنمية" يستنكر بشدة استئناف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني بغزة    وسط صمت رسمي.. هيئات مغربية تندد بتجدد المجازر في غزة ودعوات للاحتجاج    المغرب يعزز دفاعاته بنشر وحدات للحرب الإلكترونية قرب سبتة ومليلية    لقجع يكلف إسماعيل الفتح بإجراء خبرة شاملة لمنظومة التحكيم المغربي    وزارة التربية الوطنية تطلق مباراة مهنية لتعيين 6 آلاف أستاذ للثانوي في السلم 11    تسجيل هزة أرضية قوية بالجارة الشرقية الجزائر    التمني في زمن التفاهة.. بين الحلم والواقع    مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط يحتفي بذكراه الثلاثين ويكشف عن أعضاء لجنتي التحكيم    حماس تعلن أسماء قياديين قتلوا بضربات إسرائيل على قطاع غزة    الجزائر ترفض قائمة بجزائريين تريد فرنسا ترحيلهم إلى وطنهم الأم    "حلق لحية السرباية" يثير خلافات أرباب المقاهي والمطاعم المغاربة    "الرشيدي" يترأس اجتماعا يَهٌمٌ النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة    مقتل المتحدث باسم "سرايا القدس"    وداد برطال: أهدي التتويج ببطولة العالم للملاكمة إلى الملك محمد السادس    أيوب كريطع يتوج بجائزة أفضل أداء تمثيلي في مهرجان مونس السينمائي    الناظور.. العثور على بقايا حمار يثير مخاوف من تسويق لحوم غير صالحة للاستهلاك    دعوات في المغرب إلى احتجاجات تضامنية مع الفلسطينيين بعد غارت إسرائيلية أودت ب413 شخصا في غزة    نسبة ملء السدود بالمغرب تتجاوز 35 بالمائة    الكاف: وليد الركراكي حقّق إنجازا تاريخيا رفقة المنتخب المغربي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    اضطرابات النوم في رمضان: البحث عن التوازن بين الصيام والراحة    أولمبيك خريبكة يعلن تعيين التونسي منير شبيل مدربا للفريق    المكتب الوطني للفضاء المغربي للمهنيين يناقش تحديات التجارة والاستثمار ويدعو لإصلاحات عاجلة    ما هي ظاهرة النينيا التي تؤثر على طقس المغرب؟    مجلس الحكومة يتدارس مدونة السير    بورصة البيضاء تفتتح التداول بالأخضر    الرئاسة المغربية لمجلس السلم والأمن: المملكة تدعو إلى العمل على استعادة الاستقرار والسلم والازدهار بجنوب السودان    الكونغرس البيروفي يحث الحكومة على دعم مغربية الصحراء    أربع ميداليات للمغرب في الألعاب العالمية الشتوية - تورينو 2025    مدرب رينجرز يشيد بإيغامان: "موهبة كبيرة ويمكنه الوصول إلى مستويات عالية في عالم كرة القدم"    الركراكي يصر على قدوم لاعبه الطالبي إلى التدرايب رغم الإصابة والصحراوي يلتحق مصابا    ميلاد رسمي لنشاز سياسي    روبنسون الظهير الأيسر لفولهام الإنجليزي: "حكيمي أفضل ظهير أيمن في العالم"    أكثر من 350 قتيل بعد استئناف اسرائيل عدوانها على قطاع غزة    الانتقال الرقمي.. دينامية جديدة للتعاون بين الرباط وواشنطن    الجزائر ترفض قائمة بجزائريين تريد باريس ترحيلهم وتندد بهذه الخطوة    مختصون يناقشون راهن الشعر الأمازيغي بالريف في طاولة مستديرة بالناظور وهذا موعدها    "إفطار رمضاني" في العاصمة الرباط يُنوه بتوازن النموذج الحضاري المغربي    "التراث الإسلامي في طنجة: بين ندرة المعطيات وضرورة حفظ الذاكرة"    الشيخ أبو إسحاق الحويني يرحل إلى دار البقاء    شراكة استراتيجية تحول جهة طنجة تطوان الحسيمة إلى مركز استثماري أخضر عالمي    الترجمة و''عُقْدة'' الفرنسية    "طنجة تتألق في ليلة روحانية: ملحمة الأذكار والأسرار في مديح المختار"    التوتر الأسري في رمضان: بين الضغوط المادية والإجهاد النفسي…أخصائية تقترح عبر "رسالة 24 "حلولا للتخفيف منه    الرياضة في كورنيش مرقالة خلال رمضان: بين النشاط البدني واللقاءات الاجتماعية    دراسة جديدة تربط بين الطقس الحار وأمراض القلب في أستراليا    شهر رمضان في أجواء البادية المغربية.. على إيقاع شروق الشمس وغروبها    حادثة سير خطيرة قرب طنجة تسفر عن وفاة وإصابات خطيرة    الأدوية الأكثر طلبا خلال رمضان المضادة للحموضة و قرحة المعدة!    لا أيمان لمن لا أمانة له ...    أبرز المعارك الإسلامية.. غزوة "بني قينقاع" حين انتصر النبي لشرف سيدة مسلمة    ظاهرة فلكية نادرة مرتقبة فجر يوم غدٍ الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصطفى عبد الله الغاشي المنقب والباحث والمحقق والدارس
نشر في أكورا بريس يوم 19 - 07 - 2014

يقاس ثقل الأمم بمدى عمق جذورها التراثية وبمدى تفاعل تلك الجذور مع الواقع الحضاري المعيش من أجل التكيّف والمعاصرة ، دون أن يكون ذلك على حساب هويتها المتميزة . فمن لا تراث له لا يستطيع التكيّف مع المصير التّاريخي ، ولا تكون لديه مناعة للحفاظ على الذات من الانجراف مع التيّارات الحضارية العارمة .
والمغرب من الدول التي تزخر بتراث ثقافي ضخم لازال في حاجة ماسة إلى نفض غبار النسيان عنه، و من المؤسف أن ما يوجد من هذا التراث لا يشفي غليل الباحث لأن جله مازال مخطوطا فوق رفوف المكتبات العامة والخاصة ، ومع ذلك يلاحظ اهتمام من طرف بعض الباحثين المغاربة الذين يعملون على تحقيق هذا التراث و دراسته .
و الدكتور "مصطفى عبد الله الغاشي" باحث أكاديمي متخصص في التاريخ الحديث ، يعتبر من الذين استهواهم هذا التراث ، فغاص بين ثناياه منقبا و باحثا و محققا و دارسا ، فاحتل مكانة بارزة إلى جانب الباحثين والمحققين الكبار في المغرب حيث مكنته مكانته هذه من الحصول على جائزة الحسن الثاني للمخطوطات عام 2006.
ولازالت لديه أعمال كثيرة في ضوء الإنجاز أو في المراحل الأخيرة من الإنجاز، و ينتظر الدكتور الغاشي الفرصة لتقديمها إلى النشر، مثل: "وثيقة نادرة عن دفاع عبد الله كنون عن اهالي طنجة عام 1950 م". "والتعليم ومؤسساته بباريس مطلع القرن العشرين من خلال تمثلات مثقف مغرب الحماية، أحمد ابن المواز 1862-1922م".
وحول هذا الموضوع الأخير أي - التعليم ومؤسساته بباريس مطلع القرن العشرين - نجد الدكتور "مصطفى الغاشي" قد ركز في دراسته على نموذج كانت له جرأة كبيرة في الدعوة إلى الاستفادة من فرنسا الدولة الحامية (فترة الاستعمار) وفي مجال دقيق وحساس يتعلق بالتربية والتعليم، وهو الفقيه العلامة "أحمد ابن مواز" أحد رموز الحركة الإصلاحية لمطلع القرن العشرين، والذي ترك كتابا بعنوان : " خطوة الأقلام في التعليم والتربية في الإسلام"، توجد منه ثلاثة نسخ منها نسخة مؤسسة علال الفاسي التي اعتمد عليها الأستاذ الغاشي. وقد ألفه ابن المواز بطلب من رئيس المدارس العلمية بفاس في تلك الفترة، مما يعكس مستوى ونوع العلاقة التي كانت لابن مواز مع المسئولين الفرنسيين خاصة أولئك الذين تبنوا سياسة أهلية تحترم الدين والثقافة الإسلامية.
ويؤكد الدكتور الغاشي على أن ان كتاب "خطوة الاقلام ..." ليس برحلة إلى فرنسا بل هو كتاب في التربية والتعليم إلا أن أحمد ابن المواز سبق له أن سافر إلى باريز ضمن وفد سفاري زمن السلطان الحسن الأول ، حيث أتيحت له فرصة زيارة باريز ومشاهدة معالمها التي تحدث عنها في خاتمة كتابه كما أنه اعتمد على بعض ما ذكره المؤرخون حول باريز وكذلك رحلة رفاعة الطهطاوي " تخليص الابريز في تلخيص باريز " التي لخص ابن المواز الكثير من فصولها ونقل بعضا من تفاصيلها المتعلقة بالتعليم ودور العلم والطب والخزانات والمكتبات والمتاحف والمختبرات والمجمعات العلمية. ويضيف الأستاذ أن ما كتبه ابن المواز حول باريز لا يقف عند الوصف العام بل يتعداه الى التفصيل الدقيق لمؤسسات التعليم والعلم وتخصصاتها ومجالات اشتغالها وهذا ما يتميز به ابن المواز عن باقي الذين كتبوا عن باريز في تلك الفترة .

وقد ركز الأستاذ الغاشي في مقاله على خاتمة هذا المخطوط، التي سماها ابن مواز ب "الخاتمة الإنصافية في فضل التعاليم الفرنسوية" حيث وضح لنا الأستاذ الغاشي على أن ابن مواز اعتبر باريس عاصمة العلوم والمعارف المدنية، لما تتوفر عليه باريس من مؤسسات تعليمية وكيفية الدراسة فيها والحضور المكثف للخزائن والمكتبات وتعدد الأكاديميات والمتاحف بمختلف أنواعها، والمختبرات التجريبية سواء للإنسان أو للحيوان أو النباتات، بالإضافة إلى المجمعات العلمية المتخصصة والمعاهد الحرفية والمهنية والجمعيات المؤطرة للعلم وأهله وكذا مؤسسات الاعتناء بذوي الاحتياجات الخاصة...إلخ.
كما أشار في مقاله على أن ابن مواز لا يتردد في جعل باريس عاصمة الحضارة والأنوار وأصل الاكتشافات وتفوقها المطلق في هذا الشأن على باقي الأمم والشعوب، ففرنسا بالنسبة إليه قوة عظمى فاستعمارها للمغرب إنساني أي الاصلاح والنهضة.
وفي الختام أكد الأستاذ الغاشي على أن ابن مواز نجح في رسم صورة موضوعية لمدينة باريس مطلع القرن العشرين، لكنه لم يستطع الحفاظ على المسافة الضرورية بينه وبين فرنسا الدولة الحامية، فقد لمع صورة الاستعمار وبرر سلوكاته القائمة أصلا على نهب خيرات ومقدرات الشعوب..
وفي الأخير نشير على أن الدكتور "مصطفى الغاشي" سيقوم بالتطرق لهذا الموضوع بكل تفاصيله وحيثياته من خلال مشاركته في ندوة علمية دولية عما قريب إن شاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.