بات فيليبي السادس منتصف ليل الاربعاء-الخميس ملك اسبانيا وسيؤدي اليمين الخميس خلفا لوالده خوان كارلوس الذي وقع الاربعاء في احتفال قرار تخليه عن العرش بعد حكم استمر 39 عاما. واصبح فيليبي (46 عاما) ملكا مع نشر القانون في الجريدة الرسمية اثر موافقة البرلمان عليه بغالبية كبيرة، ما اتاح تخلي والده عن العرش في حدث غير مسبوق منذ عودة اسبانيا الى الديموقراطية العام 1978. والاربعاء وبعد 39 عاما من الحكم، وقع خوان كارلوس (76 عاما) الذي بدت عليه علامات التأثر الشديد، قانونه الاخير، قانون تخليه عن العرش، وذلك امام افراد الاسرة المالكة ونجله فيليبي الذي عانقه خلال حفل في القصر الملكي في مدريد. وبعدما اضعفته مشاكل صحية وانهكته الفضائح ترك خوان كارلوس العرش لابنه الذي اصبح مع نشر القانون في الجريدة الرسمية فيليبي السادس، ملك اسبانيا الجديد، واصبحت زوجته ليتيزيا (41 عاما) اول ملكة اسبانية غير متحدرة من سلالة ملكية. وسيؤدي الملك الجديد اليمين الدستورية الخميس في العاصمة التي ازدانت بالزهور لهذه المناسبة لتبدأ بعدها مهمته الصعبة في إعادة تلميع صورة عائلة ملكية فقدت مصداقيتها. وفيليبي الذي يعتمد اسلوبا معاصرا والبعيد عن الاضواء، اكمل دروسه في الخارج كما تلقى تدريبا عسكريا. والملك الجديد ذو الملامح الجدية رغم ان ابتسامة تعلو وجهه على الدوام، يبدو اكثر تحفظا من والده، وكانت تجري على الدوام المقارنة بينه وبين والده. والملك الجديد رجل انيق طويل القامة (1,98 متر) حرص طيلة السنوات السابقة على ارساء صورة ولي عهد قريب من الشعب مع اسلوب عصري. وما ساهم في تعزيز هذه الصورة زواجه العام 2004 من الحسناء الانيقة ليتيزيا اورتيس، وهي صحافية من عامة الشعب ومطلقة، ما شكل سابقة في تاريخ الملكية الاسبانية. وترك خوان كارلوس الذي اكد انه يريد افساح المكان "للجيل الجديد"، لابنه مهمة حساسة تكمن في احياء ملكية فقدت مصداقيتها والحفاظ على وحدة وطنية مهددة باندفاعة الانفصاليين في كاتالونيا. وكان الديكتاتور فرنشيسكو فرانكو اختار خوان كارلوس وليا للعهد في 1969، وجلس الملك على العرش بعد يومين على موته في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1975. والخميس يؤدي فيليبي السادس ببزته العسكرية وحزام الحرير الاحمر العائد للقائد العام للجيوش الذي سيتسلمه من والده، قسم الولاء لدستور 1978 المؤسس للديموقراطية الاسبانية. وستجري المراسم امام النواب والشيوخ معا فيما اعلن غياب النواب الجمهوريين والمدعوين الاجانب، في مسعى لدمج الرزانة المطلوبة في فترة ازمة والتقرب من سكان مدريد. وستكون المراسم علمانية صرفة، في قطيعة مع التقاليد الكاثوليكية. وبعد القاء كلمته الاولى كملك البلاد وترؤسه عرضا عسكريا امام مدخل مجلس النواب سيعبر فيليبي مع زوجته ليتيزيا بالسيارة المدينة التي زينت الاربعاء على شرفهما. وتم تزيين شوارع مدريد بحوالى 16 الف زهرة ومئات الاعلام الحمراء والذهبية التي تمثل اسبانيا فيما وزعت 10 الاف علم صغير على سيارات الاجرة وحافلات النقل في المدينة. ووضعت شاشة عملاقة في ساحة متاخمة لطريق عبور الزوج الملكي الجديد، لنقل المراسم مباشرة لعشرات الاف المشاهدين الذين يتوقع حضورهم. وسيخرج الزوج الملكي الى جانب خوان كارلوس وصوفيا وابنتيه اميرة استورياس الجديدة ليونور البالغة 8 سنوات وصوفيا 7 سنوات، الى الشرفة الاساسية للقصر الملكي بحضور الفي مدعو وسفير اجنبي. واكد البيت الملكي ان هذا كان "قرارا شخصيا" اتخذه الملك نفسه من اجل "منح دور اكبر" لفيليبي. ويمثل فيليبي الامل لملكية بات يعارضها نصف الاسبان بحسب استطلاعات الراي. وهو ما زال يحظى بشعبية لكنه لا يملك هامش مناورة كبير في بلاد ادت فيها الازمة الاقتصادية مقرونة بنسبة بطالة بلغت 26% الى فقدان الثقة في المؤسسات. غير ان التظاهرات التي طالبت بالجمهورية ورافقت اعلان التخلي عن العرش صمتت، فيما اعلن عن تجمعات صغيرة محظورة الخميس في مدريد.