في سبق صحفي مهني، نشرت يومية "صحيفة الناس"، التي يديرها الزميل مصطفى الفن، حقائق جاءت على لسان الصحافي علي المرابط، يكشف فيها معلومات، تُنشر لأول مرة، حول العلاقة بين الأمير مولاي هشام ومجموعة من الصحافيين ذكرهم المرابط بالاسم وكيف استفادوا من "أموال" الأمير بعد أن حرر بعضهم طلبات خطية مازال الأمير يحتفظ بها إلى حد الآن. وتضمنت لائحة الصحافيين الذين استفادوا من "كرم" الأمير، حسب المرابط، كلا من حسين مجدوبي ورضا بنشمسي وخالد الجامعي وتوفيق بوعشرين، والراحلة لطيفة بوسعدن وعبد اللطيف حسني، مدير مجلة "وجهة نظر". الأمير والصحافة.. علي المرابط يكشف المستور (الحلقة الثانية):
فبماذا أجاباني؟ أقسم لي مجدوبي أنه سدّد قسطا من المال، دون أن أعرف كيف استطاع ذلك، وهو الذي يتحدّر من أسرة متواضعة في تطوان ولم يكن له من عمل سوى تعاونه مع اليومية اللندنية "القدس العربي" ومع يومية "العلم". لقد تفاجأت لاحقا أكثر عندما علمت أنه اشترى شقتين: واحدة في غرناطة والثانية في تطوان، وسيارة من النوع الرّفيع، إضافة إلى شرائه أسهما في أسبوعية "الأيام"، التي يمتلكها نور الدين مفتاح..
وفي ما يتعلق بتوفيق بوعشرين فقد اشترى -بدوره- أسهماً في أسبوعية "الأيام"، كما أطلق عدة صحف ناطقة بالعربية لم تنجح جلها، قبل أن يساهم في إنشاء يومية "المساء"، ثم بعد ذلك "أخبار اليوم".. وأعرف أن بوعشرين حاول، مراراً، التخلص من سيطرة "مولاي هشام".. وذات يوم، كنت عند مجدوبي داخل شقته في غرناطة فتعمّد إطْلاعي على صورة لبوعشرين يظهر فيها مرتديا سروالا قصيرا ويحمل بندقية صيد وهو يقف إلى جانب "مولاي هشام". وأوضح لي مجدوبي، لاحقاً، أن بوعشرين لم يعد يجيب على الاتصالات الهاتفية للأمير..
لقد كان بوعشرين، الصّحافي الجيد والذي يتمتع بقدْر من الدهاء، يعي أنّ ربط مصيره ب"مولاي هشام" سيكون انتحارا حقيقيا له.. وتعدّ قضية الفيلا التي اشتراها وألغت المحكمة عقد شرائها مجرّد مثال عمّا يمكن أن يفعله المخزن في حق أتباع "الأمير المنبوذ".. ويعرف مجدوبي هذا الأمر، بدوره، ففي سنة 2003 جرى إيقافه وإحالته على الفرقة الوطنية للشّرطة القضائية في الدارالبيضاء، حيث تم "طبخه" على مدى ثلاثة أيام بخصوص قصّة غامضة مُختلَقة من أساسها.. وحكى لي مجدوبي، في ما بعد، أنه عندما كان يُستنطق من قبَل الشّرطة، حضر الجنرال حميدو العنيكري إلى مقرّ الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لتولي الأمر.. لقد كان إيقاف مجدوبي رسالة موجّهة للأمير، لأنه جرى إطلاق سراح مجدوبي دون أي متابعة قضائية.
لا بد أن أشير إلى أن "مولاي هشام" هو الذي طلب من مجذوبي وبوعشرين المساهمة في رأسمال "الأيام"، ولا أستسيغ كيف يمكن أن يجهل نور الدين مفتاح مصدر التمويل، لكن عندما أصبح حضور مجذوبي مزعجا في "الأيام" أجبره مفتاح -بطريقة غير لائقة- على بيع حصته. وقد أثار هذا غضب مجدوبي والأمير "مولاي هشام" أيضا..