تبخر حلمهم في الوصول إلى الفردوس المفقود ، وتنقطع بهم السبل في « لحريك » عبر قوارب الموت إلى الضفة الأوروبية ، وبعد رحلة شاقة من جنوب الصحراء الإفريقية واستقرارهم بإحدى الشقق السكنية بمدينة الدارالبيضاء لمدة طويلة ، لجأ أربعة أشخاص من جمهورية ليبيريا إلى عملية الاحتيال والنصب على عشرات المواطنين وإسقاط مجموعة ضحايا عبر الطريقة الإفريقية . تمكنت صباح أمس الأحد مصالح الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية المحمدية من إحالة أحد الأفارقة على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء ضمن شبكة تضم أربعة أفارقة تورطوا في عملية النصب والاحتيال على المواطنين ، بتوهيم الضحايا في غسل مجموعة أوراق نقدية تم طلاؤها بمسحوق أبيض وتحتاج إلى إزالته بمادة سائلة قصد تحويلها إلى عملة نقدية أوروبية . الشبكة الإفريقية تمكنت الأسبوع الماضي من إسقاط أحد الضحايا وهو تاجر بمدينة فاس عمدوا على استدراجه إلى العاصمة الاقتصادية والادعاء بأنهم مجموعة رجال أعمال ومستثمرين من جمهورية مالي ، وبحكم المشاكل والحروب الأهلية التي تعيشها بلادهم تمكنوا من إخراج كمية كبيرة من العملة الصعبة الأوروبية ، والتي تصل إلى مليار ونصف مليار أورو وتم إدخالها إلى المغرب بطرق غير شرعية . الشبكة الإفريقية وللمزيد من الحبكة أخبرت الضحية أنها في حاجة إلى مبلغ مالي قدره (48) مليون سنتيم قصد اقتناء قارورة لمادة سائلة تساهم في إزالة المسحوق الأبيض عن الأوراق النقدية الأوربية ، ليسقط التاجر في شباك الشبكة ويسلمهم مبلغ خمسة ملايين سنتيم كدفعة أولية ، ليقرر الطرفان في الأخير ضرب موعد يوم الخميس الماضي بشارع الحسن الثاني بمدينة المحمدية لتسليم المبلغ المتبقي ، قبل أن يستفيق الضحية من وهم الخيال ويربط الاتصال بمصالح الشرطة القضائية للمنطقة الأمنية المحمدية وإطلاع العناصر الأمنية في بوقوعه عملية نصب واحتيال بيد الشبكة الإفريقية . بحر الأسبوع الماضي نصبت مصالح الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية المحمدية كمينا للشبكة الإفريقية بتنسيق مع الضحية ، وذلك خلال عملية تسليمه المبالغ المالية المتبقية للشبكة بشارع الحسن الثاني لتتم على إثرها عملية مداهمة المكان واعتقال المتهم الليبيري ، قبل أن تنتقل إلى شقة الظنين وتحتجز مجموعة معدات وأدوات مخصصة في عملية غسل الأوراق النقدية المزيفة . سعد داليا الأحداث المغربية