رغم الانخفاض المستمر في أسعار النفط بالأسواق الدولية، إلا أن المواطن المغربي لا يزال ينتظر تأثير هذا الانخفاض في محطات توزيع الوقود على المستوى الوطني. السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هي العلاقة بين أسعار النفط العالمية وأسعار الوقود المحلية في المغرب؟ ولماذا لا ينعكس هذا التراجع بشكل مباشر على المستهلك؟ أسعار النفط تهبط عالميًا سجلت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا اليوم الجمعة 20 ديسمبر 2024، حيث تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" إلى 69.17 دولارًا للبرميل، فيما انخفض خام "برنت" إلى 72.67 دولارًا. يأتي هذا التراجع بعد قرارات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة، إلا أن هذه القرارات لم تؤدِ إلى انتعاش الأسواق كما كان متوقعًا. الواقع المغربي ورغم هذه الانخفاضات في السوق العالمية، تبقى أسعار الوقود في المغرب مستقرة أو بالكاد تتحرك نحو الانخفاض، مما يثير العديد من التساؤلات. المواطنون يعانون من ارتفاع تكلفة المعيشة، وأسعار الوقود تؤثر بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات، مما يجعلهم أكثر حساسية تجاه هذه التغيرات. الأسباب المحتملة تتعدد الأسباب التي قد تفسر هذا التفاوت بين الأسعار العالمية والمحلية. أولاً، تعتمد أسعار الوقود في المغرب على تكاليف الاستيراد، والنقل، والتخزين، والتي قد تكون مستقلة عن التغيرات العالمية. ثانيًا، الضرائب المفروضة على الوقود تلعب دورًا كبيرًا في تحديد سعر البيع للمستهلك، وهي من العوامل الثابتة التي لا تتغير بانخفاض الأسعار الدولية. ثالثًا، السوق المغربية تتبع نظام تحرير الأسعار منذ سنوات، مما يعني أن شركات التوزيع تحدد الأسعار بناءً على تقديراتها، وليس بالضرورة تبعًا للانخفاضات العالمية. متى يشعر المواطن بالفرق؟ المغاربة يتساءلون: إذا كان التراجع العالمي في الأسعار لا يؤثر علينا بشكل مباشر، فما الفائدة من هذا الانخفاض؟ الإجابة تكمن في ضرورة وجود آليات رقابية واضحة وشفافة لضمان أن تستفيد الأسواق المحلية من انخفاض الأسعار الدولية. على الجهات المسؤولة العمل على تحسين الشفافية في تسعير الوقود، وتخفيف الضرائب على المحروقات مؤقتًا لتخفيف العبء على المواطنين، ومراجعة سياسات تحرير الأسعار لضمان العدالة. هذا، وفي الوقت الذي تهبط فيه أسعار النفط عالميًا، يعيش المواطن المغربي واقعًا مختلفًا حيث يبقى الوقود في محطات التوزيع بعيدًا عن متناول العديد بسبب أسعاره المرتفعة. يبقى الأمل في تدخل فعّال يربط بين الأسعار الدولية والمحلية، ويعيد للمغاربة الثقة في أسواقهم الوطنية.