بعد الجدل الدائر بين عصيد و الكتاني، أصدر الباحث عبد الله زارو مقالا في الموضوع تسائلخلاله: هل عصيد مفكر ؟هل عصيد باحث؟ و فيما يلي النص الكامل للنص الذي توصلت أكادير24 بنسخة منه: يروج هذه الأيام في الصحف ووسائل الاعلام ، بمناسبة المسرحية الهزلية بين الكتاني وعصيد، أن هذا الأ خير مفكر وباحث ، ناهيك عن كاتب وناشط.وهذه الصفات التي يقدم بها المدعو عصيد تحتاج منا الى وقفة ، اذ تدخل في باب الادعاء وانتحال الهوية ،فضلا عن كونها من مسستتبعات الفرية الأبريلية الكبرى التي قدمته ،قبل ذلك على أنه مناضل علماني. فمن هو المفكر ؟ اذا عدنا الى آخر طبعة للمعجم الفرنسي الشهير روبير ، سنجد التعريف الآتي للمفكر :منتج أفكار جديدة وأصيلة بشكل متواتر تندرج ضمن مشروع طويل النفس في الكتابة وتنتظم داخل نسق فكري شامل يحمل اسم صاحبه. اما الباحث في مجال الأ فكار ،دائما، فهو المفكر او العالم الذي كرس حياته للبحث المعمق ، أي المتقيد بضوابط البحث العلمي ومقتضاياته ،في مسألة فكرية أوعلمية محددة يتبين اسهامه النوعي فيها وأسلوبه المميز في تناولها ؟ فهل هذا متوفر في ما يدبجه عصيد ،هنا وهناك ،في الصفحات الأ خيرة لبعض الصحف البائرة ؟ قطعا لا.فهو لا يعدو أن يكون مدبجا لردود أو لردود على الردود تحت الطلب ، بمعنى أنه يعيش دائما في ظل المكتوب الأول ، أي ينتظر دائما حتى يكتب الآخرون شيئا عن شيء ما( أمازيغية ،اسلاميون ،ايركام..)لينبري ، فيما يشبه لغة النباح ، للرد عليه ،في زعمه ، ردا مفحما و دحضا قاصما . على هذا النحو ،عاش الرجل لردح من الزمن ، وما زال في وهم الكاتب الصنديد والمفكر النحرير والألمعي فريد زمانه. ولأن الضحالة الفكرية هي العملة الغالبة في وسائل اعلامنا ، وفي مقدمتها صحف الاثارة ، ولان المغاربة معروفون ببحثهم الدائم عمن يكتب نيابة عنهم ، أي عن شيخ فكري ، كولعهم بالأشياخ في كل المجالات تبريرا لكسلهم الذهني ، لهذا وذاك انتهى الأمر بعصيد الى تصديق هذه النكتة الاعلامية والاجتماعية التي تصفه بالمفكر والباحث ،وهلم بهتانا.ولاشك انه ينتشي بها ، أيما انتشاء ، في عزلته و ظهوراته ، كما في أحلام نومه وأحلام يقظته .لذلك ، اوحى له شفيق بالذهاب بعيدا في كفاحه الردودي ضد الاسلامين ومناصرة للحداثة والعلمانية ، خصوصا وأنه كان يتردد على أسايس وأهنقار ،فأوحى له بان الأهنقارية ممكنة أيضا في الثقافة من خلال حرفة الرد على الرد، وقبله فعل الشيء نفسه ابراهيم اخياط الذي انتشله من تارودانت ليكتب عن أمازيغيته ، أي عن أمازيغية أمريك :البنت الشرعية للداخلية و الاستخبارات المغربية. هذا قبل أن يقلب له ظهر المجن لما تفتحت عيناه على العرض المغري لشفيق.فشفيق ، في كل الأحوال هو الابن البار للمخزن ومن عجينته ،لذلك لا يستطيع أن يكتب جهارا نهارا،وبالوجه المكشوف، عن العلمانية والحداثة غير المشروطةووجوب تفكيك المخزن وتفجير عدته الأيديولوجية من داخله ، وغيرها من المفرقعات الكلامية التي يقصف بها عصيد آذاننا صباح ومساء والتي يلقيها له شيخه في روعه كلما تبرك بزيارته.قد يطول لسان شفيق ، وهو ما يفعله ،عندما يكتب عن هذه المفرقعات بلغة فولتير،لكنه يحجم عن ذلك اذا تعلق الامر بلغة الضاد خشية رد فعل علماء البلاط الذين سيتهمونه بتدنيسها ويؤلبون عليه المخزن ليطرده من رحمته ويجرده من نعمه وأفضاله.وهذه التقية الفكرية اللغوية عند شفيق ،سبق لي أن كتبت عنها، قبل سنوات في اسبوعية كوكاس “الاسبوعية،”مقالا بعنوان شفيق المتفائل ،شفيق المتشائل. وعلاقة المشيخة والمريدية التي تربط في الواقع ،عصيد بشفيق تعود الى بداية التسعينيات ، وبالضبط الى الفترة التي ظهر فيها كتاب منسوب كذبا الى عصيد وهو الأمازيغية في خطاب الاسلام السياسي ، وهو في الأصل مسودة كتاب لشفيق ، فوته الى عصيد ليعيد تبويبه واضافة بعض البهارات الفلسفية اليه من مستوى الثانوي التأهيلي.وهو مايتضح في طريقة هيكلته التي تغلب عليها طريقة تحليل النصوص الفلسفية لتلاميذ الثانوي :مقدمة اشكالية وعرض حجاجي وخلاصات مركزية،وهي الطريقة التي أدمنها عصيد في القسم ولا يعرف غيرها.فشفيق تصدق بهذا الكتاب لعصيد لأنه لا يستطيع أن يتحمل علنا مسؤولية بعض المضامين التاريخية الواردة فيه لان الابستيمي المخزني سيعتبر ذلك من باب الوقاحة والتجاسر على أولياء النعمة.على كل حال، الكتاب/المسودة ضعيف شكلا ومضمونا ورتيب وأحادي الا تجاه،يلتهمه القارئ الحصيف في هنيهات ،ولن يعود اليه مرة أخرى لأنه مضيعة للوقت ،لو قورن بما كتبه مؤرخون عرب قدامى ومستمزغين غربيين في هذا الباب.لكن هذا الكتاب أوقع عصيد في مشكلة أخرى ،اذ هو “كتابه”اليتيم أو بالأحرى الذي عرف به ،وهو مايؤكد انه ليس شخصا مندورا ومؤهلا للعطاء المتواصل في مجال الكتابة ولا بالشغوف بها ليواصل المسير.فقد كان الأمر أمر خدمة اسداها المريد لشيخه من خلا الجود باسم مستعار استعان به الشيخ ليشهر مخالبه في وجه الاسلاميين ولكن بواسطة قناع واق.كل ما دبجه عصيد بعد ذلك هي ردود مكرورة منتحلة من اركون والأخضر والقمني وفرج فودة، ومقتبسة من قفشات العامة في مجالسهم الخاصة، فضلا عن كتبيات يفرغ فيها منجزات الخير والنماء التي أنجزها الايركام من خلال استنساخه الحرفي للتقارير التتمجيدية التي يضعها بوكوس تحت تصرفه ، بطبيعة الحال لقاء تعويضات مجزية تدفع له تحت ذريعة المساهمة الوازنة في البحث العلمي الايركامي. هذا عن صفتي المفكر والباحث الموصوف بهما المدعو عصيد هذه الايام كذبا وزورا.فماذا عن صفة الناشطالامازيغي؟سأترك الجواب عن هذه المسألة الى الناشطين والمناضلين الأمازيغيين الحقيقيين الذين يناضلون في صمت وبنكران للذات نبيل ، وأكره مايكرهونه هو الثرثرة والهوس بالواجهة وخطاب الاثارة،وهم كثر.وبالمناسبة ،أنا لست لا مناضلا أمازيغيا ولا كاتبا متألقا ولا باحثا أصيلا ،لا أبحث عن جاه ولاثروة ولا شهرة ، وأكره البطوليات والعنتريات من كل صنف.فكل ما أعرفه عن مسألة النشاط هذه أن عصيد يصر على مرافقة خليلته الايركايمية الى كل انشطته الثقافية التي يدعى اليها محملا مصاريف تنقلها ومبيتها للجهة المنظمة لهكذا نشاط ،معطوفة على مصاريفه وتعويضاته،وهذا ،بطبيعة الحال ،نشاط من نوع آخر.