أحالت الشرطة القضائية بسلا، نهاية الأسبوع الماضي، على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالمدينة، شابا متخصصا في تصوير الفتيات انطلاقا من موقع إباحي، حيث يقوم بابتزازهن عن طريق التهديد بنشر صورهن على موقع «اليوتوب»، بعدما ينتحل صفة «ثري إماراتي»، كما حررت المصالح الأمنية مذكرات بحث في حق تقني يشتغل بميناء الدارالبيضاء، بعدما دل الموقوف على اسمه، وتوصلت المصالح الأمنية إلى وجود فتاة ضمن الشبكة، حيث تعذر عليها تحديد أوصافها. وكشف مصدر موثوق أن الشاب الموقوف تعرف على الفتاة الضحية، بداية الشهر الجاري، بواسطة تقنية «الشات» عبر موقع إباحي، حيث أكد لها أنه «ثري إماراتي» ويرغب في السفر إلى المغرب، كما وعدها بإرسال هدايا إليها عبر الطائرة، حيث دخلا في وضع مخل بالحياء عبر «الشات»، بعدما عرضت عليه الفتاة جسدها وهي عارية وتظهر بلباس شفاف، وبعدما تمكن من التقاط فيديو لها، أخبرها بأنه مغربي، حيث أمرها بإرسال مبلغ مالي قدره 8000 آلاف درهم، كما فرض عليها منحه الحاسوب الذي كانت تشتغل فيه، ومجوهرات ذهبية ظهرت بها، أثناء حديثها معه عبر تقنية «الشات» . وأكد المصدر ذاته، أن الفتاة طلبت من الشاب الموقوف التوجه إلى الرباط أو سلا، لتسليمه الحاسوب والمجوهرات، حيث نسقت المصالح الأمنية مع الشابة الضحية، وقامت الأخيرة بإرسال مبلغ 200 درهم إليه لتسهيل تنقله إلى سلا والحصول على رقم بطاقته الوطنية ومقر سكناه للاستعانة بها من قبل الشرطة القضائية. واستنادا إلى معطيات موثوقة حصلت عليها «المساء»، بعد وصول الشاب إلى سلا، ولقائه بالفتاة، استدرجته الأخيرة إلى مقهى، بينما كانت فرقة أمنية تتعقبهما، حيث داهمت المقهى، وقامت باعتقال الشاب، الذي تم وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية بأمر من ممثل النيابة العامة بمدينة سلا. وكشف التحريات الأمنية أن الشاب من مواليد مدينة مراكش ويقطن بالدارالبيضاء، ويتوفر على سوابق قضائية سنة 2009، حيث أقر بأنه نصب عبر هذه التقنية على مجموعة من الفتيات على الصعيد الوطني، مقابل الحصول على المال، بعدما فقد شغله، كما أكد أن هذه التقنية تعلمها من تقني في مجال المعلوميات يشتغل بميناء الداراليبيضاء، حيث التقاه الموقوف بالقرب من المحطة الطرقية أولاد زيان بالبيضاء، واقترح عليه التقني المعلوماتي الدخول إلى مواقع إباحية، وانتحال صفة خليجيين قصد الإيقاع بالفتيات عن طريق إيهامهن بالزواج منهن. وفي سياق متصل، قالت فاطمة بدومة محامية من هيئة المحامين بالرباط، في تصريح ل«المساء» إنه تم النصب على إحدى موكلاتها بطريقة خطيرة، كما تعرضت للتهديد والابتزاز، على الرغم من أن الضحية لا تتوفر على سوابق قضائية ومتزوجة، وشرعت الغرفة الجنحية بسلا، في محاكمة الشاب، الذي ينتظر أن يكشف عن حقائق مثيرة في القضية. إلى ذلك، كان مسؤول أمني رفيع المستوى أوضح في حديث سابق ل«المساء» أن موقعا إباحيا يعود إلى جزائري من أصل فرنسي، يلتقط فقط بسلا والداراليبيضاء ووادي زم، لم تتمكن المصالح الأمنية من توقيفه، لأسباب قانونية، وينصب هؤلاء بنفس الطريقة التي سقطت بها الشبكة الجديدة.