قم للمعلم وفه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا؛هي كلمات لطالما تغنى بها أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته الشهيرة؛لما لرجل التعليم من مكانة راقية داخل المجتمع؛فهو المربي والمدرس والأب القدوة؛الذي شهد له التاريخ برفعته وقداسته؛وقد شرفه الله تعالى بهذه المنزلة العظيمة وذلك لقوله تعالى"ربنا وإبعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم" *الأية129* سورة البقرة. فالمعلم ليس مجرد ملقن للعلم أو مربي؛لكن المعلم من يساعد على رقي المجتمعات بتكوين أجيال ناقدين مثقفين لا حملة شواهد جامعية فارغة؛أجيال تخدم المجتمع ثقافيا وفكريا وصناعيا وإقتصاديا. إلا أن المعلم والأستاذ اليوم عوض أن يحمل تاج الهيبة والوقار فوق رأسه أصبح رأسه يعيش تحت وطأة ورحمة عصا وزرواطة القوى المخزنية؛حيث إنتهكت حرمته ولطخت وزرته البيضاء فحل محل نصاعها إحمرار قاتم من جراء سفك دماء رجال ونساء التعليم ؛حيث أصبحوا اليوم يعيشون أسوأ أيامهم في ظل القمع والعنف الذي يطالهم من طرف القوات العمومية بشتى تلاوينها؛فبعد الهجوم الشريس الذي شنته الدولة على قطاع التعليم من خلال سن"الحكومة الملتحية وتجار الدين" لمجموعة من التشريعات؛التي تضرب في صميم الحق في التعليم والحق في الشغل؛من بينها المرسومين المشؤومين 2/15/588و2/15/589اللذان يفصلان التكوين عن التوظيف؛وكذا تقزيم المنحة من 2450 درهم إلى 1200درهم؛وأمام هذا الوضع خرج اليوم العديد من أساتذة الغد في شكل مسيرات ووقفات إحتجاجية سلمية؛للتنذيذ بكل هذه المخططات الذنيئة التي تنهجها الحكومة في حقهم خاصة بمركز إنزكان الصامد؛إلا أنها وجهت بتهشيم الرؤوس و كسر العظام؛ وإسالة الدماء في الشارع العام وأمام أعين الجميع لا لشئ سوى أنهم رفضوا الخضوع والخنوع ؛ فما وقع اليوم يأكد بالملموس أن المغرب مازال لم يستفيد من تاريخه المظلم تاريخ يكرس للسياسة القمعية "كم حاجة قضينها بقمعها" ؛فاليوم عوض أن يكون المعلم رسولا ؛كاد أن يكون مقتولا