على ضوء أحداث الاستنفار الأمني الكبير الذي شهدته منطقة أورير على مدى أسبوع كامل، والتي كان بطلها إبن حي بيخربيشن والمسمى "ع.أفخار "، الذي ينشط في ترويج المخدرات بجميع أشكالها ودخل في مواجهات عنيفة مع عناصر الدرك الملكي، أثناء محاولة توقيفه اضطرت معه رجال الدرك إلى إطلاق رصاصة أرغمته على الاستسلام، وحجزت سلاحه الأبيض الذي كان بحوزته ويهدد به عناصر الدرك الملكي في محاولة للإفلات مرة أخرى من قبضة الأمن. عبد الرحيم أفخار عاش وسط أسرة فقيرة وغير مستقرة فهو يتيم الأم، وتكفلت زوجة أبيه بتربيته وهو ما ولد لديه إضطرابات وعقدة نفسية منذ صغره. بعد حادث أول أمس، حكم الجميع على أن الظروف الاجتماعية التي مر منها أفخار، ساهمت بشكل كبير في توجيهه، بكونه ترعرع وحيد الهم دون توجيه، عشق الحرية وكانت هوايته تربية الحمام الزاجل، رغبة منه في تغيير نمط عيشه بنفسه، انقطع عن الدراسة في وقت مبكر، وفتح له الشارع أبوابه على مصراعيه، لينغمس في مساوئ الدنيا، وأولها تجارة المخدرات ثم عالم السرقة. ووفق شهادة أصدقائه ومعارفه فالمبحوث عنه والذي ألقي عليه القبض يوم الجمعة باقصري ، كانت له علاقات جيدة مع جميع من عرفوه، وكانت علاقته مع الساكنة يطبعها الاحترام المتبادل، وهو الشيء الذي جعل الساكنة لا تتعاون مع السلطات للقبض عليه. أفخار ارتبط اسمه بعالم السرقة، سبق له أن دخل إلى السجن قبل ست سنوات، بعدما ألقي عليه القبض بعد اقتحامه لإحدى محلات المأكولات بالحي نفسه، حيث قام صاحب المحل رفقة صديقه بإغلاق باب المحل وحجزه داخله إلى أن تم اعتقاله من طرف الدرك الملكي. وحكم عليه بعقوبة حبسية قدرت بست سنوات حبسا نافذا. انتهت عقوبة الست سنوات من شبابه في ألم وحسرة، وخرج من سجن أيت ملول على نية التوبة من بيع المخدرات وسلوكه الطريق الصحيح، لكن شتان بين القول والفعل، فطبيعة نشأته وتشبعه بالسلوك الإجرامي وامتهانه لتجارة المخدرات عكرت صفوة التوبة عليه. أكثر من ذلك توصلت المصالح الأمنية الشهر الماضي، بإخبارية من سجين كون المتهم أفخار بحوزته مسدس ناري، يهدد به زبنائه ويشهره كل من يشكل خطرا عليه.وهو ما استنفر قوى الأمن بكل مراتبه، ولحساسية الأمر، قامت عناصر الدرك الملكي بمداهمة أحياء عدة منها بيخربيشن وتفراط وإمي ميكي واعتقل فيها عدد من المتورطين في القضية، لكن فرار أفخار عقده نفسيا وعقد معه أمور مركز الدرك الملكي بتغازوت للقبض عليه ليمر أزيد من شهر على مطاردة أفخار دون اعتقاله. يوم السبت الماضي توصلت عناصر الدرك بتغازوت بإخبارية تفيد تواجده وسط دوار بيخربيشن، وكانت الإخبارية صحيحة وانتقلت العناصر إلى المكان المحدد حيث حاصرته من كل الجهات، لكن في لحظة من اللحظات انسل بين خمسة عناصر بأعجوبة ووجه طعنة سكين لدركي بتغازوت على مستوى اليد اليمنى. وبعد تفتيش منزله عثرت عناصر الدرك الملكي على مسدس يستعمل الخراطيش البيضاء بدون رصاص حي، يصدر الصوت فقط. و تشير المعطيات إلى أن المتهم حصل عليه في إطار عملية مقايضة المخدرات بينه وبيه أجنبي شاذ جنسيا. عثور رجال الدرك الملكي على المسدس، والطعنة التي كان ضحيتها عنصر من أفراد الدرك، كانت إيذانا بحرب شرسة ومطاردات هوليودية لم تعرفها المنطقة من قبل، من سدود قضائية ومراقبة من الجبال بعناصر إضافية معززة بعناصر الحرس الترابي وأجهزة مراقبة كشف عن بعد، كما استعانت قوى الدرك بالكلاب البوليسية المدربة لتمشيط المنطقة وخصوصا الجبال المحاذية لأورير. كما حشدت القيادة الجهوية للدرك الملكي جيوشا من العناصر بأورير بمختلف الألبسة والمراتب. مرت ثلاثة أيام عن الحادث الأول، تلقت عناصر الدرك الملكي يوم الأربعاء الماضي إخبارية بتواجد المتهم بإحدى المنازل المهجورة بحي تيهوارين، ولم تمض سوى دقائق معدودة حتى داهمته قوات الدرك وأغلقت جميع المنافذ تفاديا لأي هروب محتمل. ورغم تطويق المكان استطاع مرة أخرى الإفلات بالقفز على السطوح، ليختتمها بقفز سور دار الشباب باورير بعلو 6 أمتار أو يزيد عجزت واندهشت معه العناصر لتسلق المدعو (ع.أ) للسور . تم تلته المطاردة ما قبل الأخيرة بحي إكروفلوس، حيث أرغم سائق دراجة نارية بالفرار من قبضة عناصرالدرك الملكي. اللحظة الأخيرة واليوم الأخير من أسبوع الاستنفار الأمني بكل المقاييس كان هو يوم الجمعة الأخير، حيث أرغمته المضايقات للهروب نحو جماعة أقصري المجاورة، حيث الشخص الغريب سهل التعرف عليه، ودخل دوار تيزكي طالبا المأكل والمشرب، فرفضت الساكنة ذلك وأخبر شباب المنطقة السلطات بتواجده. بسرعة بالغة توجهت عناصر الدرك الملكي بقيادة القائد الجهوي بإلاتجاه شرقا نحو أقصري بمجموعة مكونة من عناصر الدرك بمركز إيموزار ، و عناصر الدرك الملكي لتغازوت معززة بعناصر الحرس الترابي إلى منطقة أقصري وهي تدرك أن كل شيء ممكن الحدوث، ومن بين الاحتمالات إطلاق النار على الجاني إن هو أبدى مرة أخرى مقاومة عنيفة عند محاولة اعتقاله. وبدت عناصر الدرك الملكي وكأنما حضرت بشكل جيد لعمليه اعتقال الجاني الذي دام هروبه أزيد من شهر، ورغم أنه كان يلوح بالسيفين في كافة الاتجاهات، مهددا بنحر كل من يقترب منه، تشجع احد الدركيين من إيموزار لإحكام القبضة عليه، فأضافه المبحوث عنه في عداد جرحاه بطعنة أصابته هو الآخر بجرح تحت إبطه وأخرى على مستوى وجهه. لكن يقظة عناصر الدرك الملكي هذه المرة كانت أسرع من الجاني ولم تكن لتدع فرصة القبض على المجرم لتضيع. قام قناص من الدرك الملكي بإطلاق رصاصة في الهواء وتوجيه رصاصة الخلاص نحو رجل الشخص المطارد فخرقت فخده الأيمن، ورغم ذلك قاوم وفر من جديد نحو الجبال المجاورة حيث تمت مطاردته والقاء القبض عليه ما بين دوار تغرات أنكريم و vallée de paradis، بعد أن نالت منه الرصاصة التي اخترقت فخده ليسقط أرضا وتم حجز سلاحه الأبيض الذي كان يتحوزه ويهدد به عناصر الدرك الملكي في محاولة للإفلات مرة أخرى من قبضة الأمن. وليسدل الستار عن قصة أكبر وأخطر "بارون" مخدرات في أكادير. نقل الدركي إلى المستشفى العسكري بالدشيرة الجهادية، وأكدت مصادر" جريدة أكادير 24 أنفو،أن حالته اليوم مستقرة، وغادر يوم أمس المستشفى. في نفس اللحظة، تم استدعاء سيارة الإسعاف التي هرعت إلى عين المكان ونقلت الجاني هو الآخر إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير. وبعد أن قضى المعتقل المصاب، ليلة الجمعة بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، رهن الحراسة الطبية بأمر من النيابة العامة المختصة، تم نقله في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت 13 يونيو من عاصمة سوس في اتجاه مستشفى ابن طفيل بمراكش نظرا لحساسية الإصابة. وأوضحت مصادرنا، أن عميلة تنقيل المعتقل عرفت متابعة وحراسة أمنية جد مشددة، شاركت فيها مختلف مراكز الدرك الملكي التي مرت منها سيارة الإسعاف التابعة للأمن الوطني التي كانت تحمل المجرم المصاب. كما يعرف محيط مستشفى ابن طفيل بمراكش حراسة أمنية مشددة من طرف مختلف الأجهزة نظرا لخطورة المجرم المذكور والمتورط في العديد من الجرائم الجنائية والصادرة في حقه مجموعة من مذكرات البحث على الصعيد الوطني. وأوضحت مصادر الجريدة، أنه بمجرد إدخال المصاب لمستشفى ابن طفيل بمراكش خضع صبيحة أول يوم أمس السبت لعملية جراحية قصد إزالة الرصاصة من جسده، وقد كللت العملية بالنجاح، وحالته الصحية حاليا في تحسن ويتماثل للشفاء، في انتظار إحالته على القضاء لمحاكمته.