مع ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات التي طالت نهاية الأسبوع المنصرم، مناطق بالجنوب المغربي وخاصة بإقليم كلميم، إلى 36 قتيلاً وتواصُل عمليات البحث على عدد من المفقودين، استنفرت السلطات المغربية مصالحها المختصة، لمواجهة اضطرابات جوية محتملة، خاصة بعد إعلان مديرية الأرصاد الجوية الوطنية عن توقع نزول تساقطات قوية قد تصل إلى ما بين 100 و200 مليمتر، خلال الأيام القادمة بجهتيّ سوس والحوز. وسارع مركز القيادة الإقليمي بكلميم، الذي أُعلِن عن إحداثه الأحد الماضي لمتابعة أوضاع المناطق المتضررة من الفيضانات الأخيرة، إلى عقد اجتماع أعضاءه اليوم الأربعاء، بغرض اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الانعكاسات المحتملة للاضطرابات الجوية القادمة، حيث أوصى الاجتماع بضرورة توخي الحيطة والحذر، و"عدم السفر والمخاطرة خلال الأيام المقبلة"، كإجراء استباقي للتأهب لمواجهة خطر الموجة الثانية من تلك الاضطرابات. وشدد المركز، الذي يضم في تشكيلته القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والوقاية المدنية والقوات المساعدة، على توفر جميع الإمكانيات وفرق التدخل "التي ستظل مجندة لحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم وتقديم الدعم اللازم لفائدتهم"، إلى جانب "الوسائل اللوجستيكية والبشرية لمواجهة الكوارث المحتملة ووضع نقط للمراقبة في عدد من المحاور الطرقية". الجهة ذاتها، أوصت بضرورة تحسيس ساكنة المناطق النائية بالاحتياطات التي يتعين اتخاذها، من أجل مواجهة التقلبات الجوية المتوقعة، وتجنب الأضرار الكارثية التي خلفتها الفيضانات الأخيرة، التي أوقعت 36 قتيلا وتدمير 150 منزلاً قرويّا وعدد من الطرقات والقناطر والضيعات الفلاحية. وفي اشتوكة أيت باها شدد عامل الإقليم عبد الرحمن بنعلي يوم الأربعاء على ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات لمواجهة خطر الفيضانات المحتملة المرتبطة بالتساقطات المطرية التي من المحتمل أن تشهدها مناطق اشتوكة آيت باها في الأيام القادمة. وكان عامل الإقليم خلال ترؤسه لاجتماع اللجنة الإقليمية لليقظة المنعقد صباح الأربعاء قد دعا جميع المصالح الإقليمية إلى ضرورة إعمال التدابير اللازمة للحفاظ على سلامة الساكنة بالدرجة الأولى مع تفعيل المدوامة بالمؤسسات الصحية بمختلف ربوع الإقليم ومكتب الماء والكهرباء والمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك ووكالة الحوض المائي وغيرها من المؤسسات الأمنية والإدارية ذات الصلة بانشغالات المواطنين خلال هذه الفترة ومن جانبه،عرج المدير الإقليمي للتجهيز والنقل باشتوكة إنزكان على المشاريع المنجزة الرامية إلى حماية عدد من المناطق من آثار الفيضانات " آيت باها نموذجا" وما حققته من أهداف جنبت ساكنة هذه المناطق كوارث محققة. وتشهد منطقة جماعة بويزكارن، التابعة لإقليم كلميم، التي طالتها أضرار فيضانات نهاية الأسبوع الماضي، حالة استنفار غير عادية، حيث جنّدت مصالح الوقاية المدنية، عددا من سيارات وشاحنات الوقاية المدنية وقوارب للإنقاذ، خاصة بعد أن سجل ساكنة المنطقة غياب تلك المعدات قبل أيام، مقابل تطوع مواطنين لإنقاذ عشرات جرفتهم الأنهار والسيول. وكان وزير الداخلية قد أعلن أمس الثلاثاء داخل مجلس النواب، عن تمكن فرق الإنقاذ، التابعة للمصالح الخاصة، من إنقاذ 432 شخصاً من الغرق، 94 منهم جرت نجدتهم عبر طائرات مروحية تابعة لقوات الدرك الملكي، في وقت سارعت فيه الحكومة الإسبانية، الاثنين الماضي، إلى عرض تدخّل جيشها، لأجل مساعدة عاجلة إلى المغرب، ضد تداعيات الأمطار الطوفانية التي ضربت عددا من المناطق بالجنوب.