دفع سائق حافلة نقل الركاب التابعة للشركة الإسبانية ألزا حياته ثمنا لشهامته، و هو يدافع عن راكبة من شخص حاول اختطافها وإجبارها تحت تهديد السلاح الأبيض على مرافقته لمكان مجهول. و تعود تفاصيل الحادث حسب مصادر إعلامية محلية، إلى صبيحة يوم الأحد حين غادر الضحية على جري عادته منزله الأسري بجمعة اغمات، ليستقل حافلته التي يعمل فيها سائقا و ينطلق في اتجاه محطة الوقوف بإثنين أوريكة لنقل ركاب أول رحلة ذلك اليوم اتجاه مراكش. و لم تكد عجلات الحافلة تشرع بالدوران حتى لمح سيدة واقفة في الخلاء تلوح له بإشارة الوقوف فسمح لها بالصعود، و لم يكد ينطلق بحافلته بعد ركوبها حتى فوجيء بمطاردة شخصين يافعين يمتطيان دراجة نارية من نوع"السي 90″ ، وهما يجاهدان كي يسدّا عليه منافذ الطريق الضيقة، قبل أن ينتصبا بدراجتهما أمام هيكل الحافلة ويترجل منها الشخص الذي يجلس بالخلف وهو في حالة هيجان شديدة وعلامة السكر الطافح تجلل تقاسيم وجهه وحركاته. و بسرعة اقتحم المنحرف الحافلة واتجه مباشرة صوب المرأة، محاولا إرغامها على النزول ومرافقته مهددا إياها بسكون كان في يده، في هذه الأثناء سارع السائق بدون تردد لإنقاذ الضحية من المهاجم ومنعه من اختطافها، ليتعرض لطعنات نافذة من طرف المجرم أردته قتيلا. و بعد ارتكابه لجريمة القتل، فر الجاني من مكان الحادث تاركا وراءه جثة السائق، و السيدة التي كان ينوي اختطافها و التي بدورها انسحبت دون الاتصال بالمصالح الأمنية. و لم يمر وقت طويل حتى اكتشف مواطنون جثة السائق، ليتم إخبار مصالح الدرك، التي حضرت على الفور لفتح التحقيق حول ملابسة الجريمة. و أفادت التحقيقات الأولية على أن المرأة تعمل ك"شيخة" و كانت أحيت للتو عرسا حضره الجاني بدوره، و الذي حاول لأكثر من مرة إغواءها لإشباع نزواته، غير أنها في كل مرة تواجهه بالرفض، إلى أن عزم على تتبعها بعد انتهاء العرس مستعينا بصديق له يملك دراجة نارية للإنطلاق في أثر الحافلة بعد علمه بركوبها من طرف "الشيخة". و تمكنت المصالح الأمنية من فك خيوط الجريمة حيث انتقلت إلى منزل الجاني لاعتقاله، مع انتداب فرقة أخرى للإنتقال لمراكش ومصاحبة صاحب الدراجة النارية و"الشيخة" للإستماع لإفادتهما في أفق تحديد المسؤوليات