نظمت دار الشعر بتطوان، مساء أمس الخميس، احتفالية خاصة تخليدا لليوم العالمي للشعر، الذي أصبح موعدا سنويا قارا في أجندة الدار، ينظم تحت إشراف وزارة الثقافة والاتصال. وافتتح اللقاء، الذي تميز بحضور ثلة من عشاق الشعر بمدينة الحمامة البيضاء، بقراءة رسالة المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، التي وجهتها بمناسبة اليوم العالمي للشعر، والتي أكدت فيها على "أن الشعر، بجميع أنواعه وأشكاله، يعد أداة قوية ووسيلة فعالة للحوار والتقارب، وتعبيرا وجدانيا حميما يفتح أبواب العقول والقلوب، ويثري الحوار الحافز لتقدم البشرية، وينسج أواصر المودة والتواصل بين الثقافات". وأشارت أزولاي الى "أن الشعر يعتبر أيضا وسيلة مهمة لصون لغات كثيرا ما تكون مهددة بالاندثار، فضلا عن صون التنوع اللغوي والثقافي، مضيفة أنه خلال العام الجاري يحتفل بالسنة الدولية للغات الشعوب الأصلية، التي تتولى اليونسكو ريادتها، من أجل تأكيد التزام المجتمع الدولي مجددا بمساعدة الشعوب الأصلية على صون ثقافاتها ومعارفها وحقوقها". وانطلق الاحتفاء الشعري بأداء لافت لرائد المسرح المغربي والشاعر عبد الحق الزروالي، والذي دمج في عرضه الأداء المسرحي بالغناء والشعر، وقدم خلال هذه الأمسية شذرات من قصائده التي يحتويها ديوانه "نشوة البوح". وتناوب على منبر الشعر كل من صاحب دواوين "مواويل للعشق والأحزان" و"علمتني بلادي" و"الإغارة" و"بسرعة أكثر من الموت"، الشاعر الجزائري بوزيد حرز الله ،وصاحبة دواوين "حين يتكلم الماء" و"قبل الإبحار" و"لايعنيني هذا العالم" الشاعرة المغربية ريحانة بشير، ثم الشاعر المغربي حسن مرصو، الحائز على جائزة اتحاد كتاب المغرب لسنة 1990 عن فئة الشعر والتي نالها مناصفة مع الراحل أحمد بركات عن ديوانه "قصائد المعشوقة والوطن". في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أكد مدير دار الشعر بتطوان، مخلص الصغير، أن "الاحتفال باليوم العالمي للشعر هو احتفال مغربي محض، على اعتبار أن المغرب بادر إلى مراسلة اليونسكو لاعتماد يوم 21 مارس من كل سنة يوما عالميا للشعر، ومن يومها أصبح العالم يحتفي بهذا اليوم". وأضاف مخلص الصغير أن دار الشعر بتطوان اختارت هذه السنة المزج بين الابداعات الشعرية والمسرحية، من خلال استضافة المسرحي الكبير عبد الحق الزروالي، اعتبارا لكونه شاعرا ومسرحيا، وكذلك اختارت دار الشعر إقامة حوار ثقافي بين المغرب والجزائر من خلال استضافة شاعر مغاربي من أصول جزائرية هو الشاعر بوزيد حرز الله والشاعرة ريحانة بشير وحسن مارصو. من جانبه، حيا الشاعر الجزائري بوزيد حرزالله، جميع الشعراء المغاربة في هذا اليوم العالمي للشعر، مشددا على "أنه لا يؤمن بالحدود والتسميات، ومعتبرا نفسه شاعرا مغاربيا أكثر منه شاعرا جزائريا". أما الشاعرة ريحانة بشير رئيسة بيت المبدع الدولي، فأكدت أنه "لا يمكن الاحتفاء باليوم العالمي للشعر إلا في الحمامة البيضاء، سيما وأنها تعتبر دائما أن ولادة القصيدة تكون بيضاء، وتتقاطر تقاسيمها وتراكيبها وكلامها الذي يعيد لنا حيوية التجدد". وأبرزت ريحانة أن "الاحتفاء بيوم واحد في السنة بالشعر لا يمكن إلا أن يعطي تلك الرمزية التي نبحث عنها طيلة 365 يوما، وبالتالي هو يوم لتذكير القارئ بأهمية القصيدة والنظم، معتبرة أن المجتمع عامة في حاجة لأكثر من يوم لاستطابة حلاوة الشعر في الحياة اليومية".