نظمت فعاليات المجتمع المدني بقلعة مكونة حفل تكريميا على شرف الزميل الصحفي والشاعر والقاص سامي دقاقي، اعترافا له بالجميل باعتبار انه قدم الشيء الكثير لتنمية المحلية على المستوى الإبداعي والإعلامي، بعدما تأكد انه استفاد من الحركة الانتقالية الوطنية، حيث سيحط الرحال بمدينة القنيطرة بعد أزيد من 13 سنة من العمل الجاد بالمنطقة، نجح من خلالها في إنشاء مشتل إبداعي متميز بطاقات إبداعية متفرقة بدأت تعطي أكلها في مجالات الكتابة القصصية والشعر والصحافة، كما شهد بذلك ثلة من المثقفين والجمعويين ممن حضروا اللقاء التكريمي الذي احتضنته قاعة الندوات بفندق تزاخت بقلعة مكونة مساء أمس الأحد. وتخلل هذا الحفل العائلي الذي حضرته أسرة الزميل دقاقي وزملاءه في مهنة المتاعب، إلقاء كلمات بلغات الشعر والقصة والصحافة في حق المحتفى به، حيث أجمع الحضور، الذي تجاوز 200 فاعل، يتوزعون على مجالات التربية والتعليم والإعلام و السياسة والفكر، على كون الأستاذ سامي مناضلا حرك المياه الراكدة في المجال الإبداعي بواحة دادس وامكون إلى جانب طاقات إبداعية أخرى، وساهم بشكل كبير في التعريف بالمنطقة إعلاميا من خلال المتابعة الصحفية وتغطيته لأهم الأحداث المحلية في المنابر الورقية والالكترونية التي عمل لها كمراسل من قلعة مكونة . وقدم الحاضرون خلال الحفل الذي جاء كبادرة من طرف بعض المثقفين بالمنطقة من بينهم الزميل عبد الله سدراتي والأستاذ لحسن فسكاوي والفاعل الجمعوي محمد بن تيزى، عشرات الهدايا للمحتفى به، بمتابة عربون محبة له كشخص ساهم بشكل كبير في إسماع صوت المجتمع المدني ومثل المنطقة في محافل وطنية ودولية، كشاعر وقاص حصد مجموعة من الجوائز على المستوى الوطني وبدول عربية كلبنان ومصر. والجدير بالذكر أن الأستاذ سامي دقاقي، شاعر وقاص وصحافي، وهو صاحب كتاب "الكتابة من نقطة التلاشي" الذي حاز على جائزة "شاعر لأول مرة" بالجمهورية اللبنانية، وله إبداعات قصصية أخرى، وعمل كمراسل صحفي لعدة مؤسسات إعلامية محلية ووطنية، من بينها بوابة أخبار الجنوب ودادس أنفو وأسبوعية شباب العرب الورقية وجريد الاتحاد الاشتراكي، كما سبق له أن عمل كعضو في هيئة التحرير بأسبوعية أصداء الجنوب. وشكر الزميل سامي في كلمة مؤثرة له قبل اختتام الحفل التكريمي، كل الفعاليات المحلية على كل المحبة التي حضي بها طيلة السنوات التي قضاها بالمنطقة كمدرس، وكفاعل جمعوي في إطار جمعية جسور للتبادل الثقافي، و نوه بالوفاء الذي لمسه في ساكنة منطقة قلعة مكونة ونبل الخصال التي تتسم بها، وبكرمها كذلك. وقال الكاتب والروائي لحسن ملواني في حق الأستاذ سامي دقاقي، كلمة بالمناسبة، أدرج جزءا منها: " تحية لأخينا سامي الذي التقيته يوما عبر جسور الإبداع وباحاته ، فقد كان الإبداع حقلا نحاول الإضافة إلى رونقه بعضا من شجيراتنا بين الحين والحين، في الجرائد تجاورت نصوصنا شعرا وقصة ومقالة، تبادلنا الحديث حول أسرار الإبداع وعذوبته وعذاباته، تطلعنا معا بحثا عن الجيد والأجود ...في مقرات الجمعيات تواصلنا بصدد الكتابة والثقافة وهمومهما ... لقد جمعتنا هموم الإبداع ومسالكه، ومن عاش في رحاب الإبداع لن يبرحه ولن يغادره، الإبداع جلاميد مضيئة تستعصي على العواصف والطوفان، الإبداع بكل ضروبه صروح نبنيها بما يعتمل في الوجدانات ...من هنا اقتسمنا حلاوة ومرارة القص والقصيد الناضح بعذوبة تشكيل العبارة موصولة بالوجدان، اقتسمنا رحابة الرؤيا حين ترسم بأقلام لا تعرف للحياة حدودا، نهيم في دنيا الله ونحتسي فيها ما يزيد في إلهاماتنا من أجل الإثمار واستنبات ألق العبارة الضامّة لنبضنا وفراشات وجدانات تتخذ من الطبيعة وما يعتريها ألوانها المتعددة . سامي أحييك شاعرا ممراح الكلمات فيلسوف الرؤيا، جميل الصياغة، أحييك قاصا يشذب الحدث ويؤقلمه كي يتواءم مع ما يراه جديرا بسمات جمال أتحفنا به إلى جانب آخرين ... سامي، أحييك حاملا مشعل التنوير بما يجود به قلمك الشعري الراسم لعوالم بديلة تنسف ظلال الرتابة الجاثمة على صدورنا، لقد أضأت الدرب فحاولت أن تشرك البراعم في صنع هاته المصابيح التي تجعلنا أقدر على صنع الفسيح بالأقلام بديلا عن ضيق الأفق ... أحييك صديقا شجعنا يوما على الكتابة والتواصل مع المنابر الأدبية هنا وهناك، وبالتضافر تمنينا معا أن نكون قد تركنا جزءا من بصماتنا على تربة العمل الثقافي بالمنطقة ... و الاعتراف بالجميل من شيم الأبرار والأحرار فشكرا لما بذلته مساهما في بناء الصرح بالمنطقة وبالوطن ... أخي سامي لقد قرأت نصوصك فوجدت فيها فرادة تجعلها راسمة لعوالم جميلة تنفرد بألقها وسط إخوتها من النصوص في كل العالم ...في نصوصك بعضا من خلاصات الوجدان الإنساني، والمبدع يفكر بيده وقلمه ووجدانه ، يفكر بكل كيانه ..."