أمرت النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالرباط مصالح الشرطة القضائية بإجراء بحث قضائي دقيق مع نور الدين مفتاح مدير نشر أسبوعية "الأيام" على إثر المقال الذي نشرته الأسبوعية في عددها 391 بتاريخ 4-10 شتنبر 2009 تحت عنوان "لغز إعلان القصر لأول مرة عن وعكة صحية أصابت عاهل البلاد.. حقيقة مرض محمد السادس". كما أمرت النيابة العامة أيضا بإجراء بحث قضائي مماثل مع إدريس شحتان مدير نشر أسبوعية "المشعل"، على إثر المقال الذي نشرته الأسبوعية في عددها 226 بتاريخ 3-9 شتنبر 2009 تحت عنوان "المشعل تكشف خلفيات بلاغ القصر حول مرض الملك الذي هز الرأي العام الوطني والعالمي.. هل يتعلق الأمر بمرض خطير أم بوعكة صحية عادية؟ قراءات أخرى حددت المرض في مشاكل التنفس والحساسية...والجامعي لا يستبعد أن يكون وراء تسريب الخبر أمر خطير". وأفاد بلاغ لوكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط، توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء به مساء اليوم السبت، أن المقالين "تضمنا وقائع كاذبة وأنباء زائفة حول صحة جلالة الملك خلافا للحقيقة التي تضمنها البلاغ الرسمي الصادر عن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة المذيل بتوقيع البروفيسور عبد العزيز الماعوني الطبيب الخاص لجلالة الملك ومدير مصحة القصر الملكي". وفي سياق متصل أخلى المحققون أول أمس (الخميس) سراح علي أنوزلا، مدير نشر يومية "الجريدة الأولى" وبشرى الضوو كاتبة المقال الذي ذكرت فيه أن الملك محمد السادس كان يتلقى، منذ مدة طويلة، علاجات طبية ضد مرض الحساسية والربو ما كان يضطره إلى تناول أدوية الكورتيكوييد التي يرجح أنها السبب الرئيسي وراء إصابة الملك محمد السادس بمرض روتا فيروس. وقال حسن السملالي محامي أنوزلا والضوو إن مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن الرباط أخلت سبيلهما حوالي الساعة السابعة والنصف من مساء أول أمس بعدما قضيا طيلة اليوم في ضيافة المحققين، مضيفا أن ذات المصالح طلبت منهما أن يبقيا رهن إشارتها كلما دعت الضرورة إلى ذلك. وانصبت التحقيقات بشكل أساسي على تحديد المصدر الطبي الذي تحدثت إليه بشرى الضو والذي تمت تصريحاته باسم "مصادر من داخل القصر الملكي". وفي خطوة غير متوقعة، أثارت استغراب واستهجان أوساط واسعة من الصحافيين المغاربة، أصدرت الفيدرالية المغربية للإعلام بيانا هاجمت فيه علي أنوزلا وبسرى الضو ودعت إلى "استحضار الرسالة النبيلة للصحافة التي يتيعن، من أجل الحفاظ عليها، الالتزام بقواعد وأخلاقيات المهنة". وأكدت الفيدرالية في بيانها أن المقال الذي نشره علي أنوزلا في صحيفة 'الجريدة الأولى' يضاف إلى "حالات سابقة مؤسفة تتوخى جعل شخص الملك موضوعا للمزايدة والاستغلال اللذين لا يمكن أن نجد مثيلا لهما في أي مكان آخر". واعتبرت الفيدرالية، التي يرأسها كمال لحلو صاحب إذاعات " إم إف إم"، أن "الحياة الخاصة لجلالة الملك أضحت، بالنسبة إلى بعض الصحف، أصلا تجاريا حقيقيا، لا تتورع في استغلاله لتحقيق الربح"، معربة عن "أسفها لهذا النوع من الارتزاق تحت غطاء الصحافة". وأضافت الفيدرالية أنه "في الديمقراطيات العريقة حيث حرية الصحافة تعتبر أمرا مقدسا، تم التخلي عن مثل هذه الممارسات المهنية منذ أمد بعيد".