نقترح عليكم في هذه الحلقة من "رمضان الوزراء" التعرف على عادات وزير سوسي متشبث بأصوله، مُصرّ على البقاء في "صباغته"، لم تُغيّر فيه الوزارة شيئا إلا الإحساس بثقل المسؤولية، ولم يُغره العيش والاستقرار في العاصمة رغم أنه قضى بها أزيد من ستة أشهر، أسرته الصغيرة كما الكبيرة ما تزال في قواعدها التي يصعُب أن تجد عنها بديلا. أنتم في ضيافة عبد الصمد قيوح، الروداني الذي نقلته حكومة بنكيران إلى الرباط ليتحمل حقيبة لها أهميتها الخاصة، ولها تحدياتها الخاصة أيضا. قيوح وزير الصناعة التقليدية تحدث ل"هسبريس" عن رمضانه وقال إنه يعيشه كباقي المغاربة، يجد فيه الفرصة لتحقيق توازن روحي وجسدي، إلا أنه لم يُخفِ أن رمضان هذه السنة يمر عليه بطعم غير الذي ألفه. وزير الصناعة التقليدية لطالما اعتبر الشهر الفضيل مناسبة يتحقق فيها الدفء العائلي، يجتمع فيها كل إخوانه وأخواته في "الدار الكبيرة" ويقضي الجميع بع بعض أياما سوسية لا يكتمل تميزها إلا "في حضرة" الحاج علي قيوح كبير العائلة. "نجتمع كبارا وصغارا، ومن عادتنا أننا نُفطر جماعيا وبعده نتوجه جميعا إلى أداء صلاة التراويح، ولا نفترق إلا في حدود الواحدة بعد أن نتناول وجبة العشاء"، يحكي الوزير عبد الصمد عن رمضان السنوات الفارطة، قبل أن يستدرك "هذه السنة أنا أعيش لوحدي في الرباط لأني تركت أسرتي في أكادير، ولا أزورها إلا نهاية الأسبوع كلما تيسر ذلك"، معتبرا أن من سلبيات الوزارة أنها حرمته الطقوس التي ألفها في الشهر المبارك، ومنها المأكولات التقليدية التي تزين عادة مائدة الإفطار. قيوح الوزير يحب الإفطار على التمر خاصة إذا كان من النوع الذي يأتي عبر أصدقاء لعائلته من زاكورة، و"الحريرة البيضاء" بنسمة "إيلان"، و"الزعتر"، وزيت العود الذي لا تخلو مائدة سوسية منه، وزير الصناعة التقليدية يعشق أواني الفخار المطهي التي لا تدخل عليها مكونات أخرى، يقول إنه مُغرم بشرب الماء في كؤوس الطين المطلية ب"القطران"، وينتشي برائحته "المنعشة"، كيف لا و"الوزير ابن وزارته" تماما كما الإنسان ابن بيئته ! وزيرنا في الصناعة التقليدية، أنهى حديثه للموقع بالتأكيد على أنه افتقد أجواء العائلة في رمضان، والتي اعتاد أن يؤجل كل شيء من أجل أن يقضي بين أفرادها لحظات ممتعة في الشهر الكريم.