تفاجأت مجموعة من الأسر بمدينة خريبكة، مع انطلاق الموسم الدراسي الحالي، بحرمان أطفالها من التسجيل في السنة الأولى من السلك الابتدائي ببعض المدارس العمومية القريبة من محل سكناهم، ما أثار حالة من الاستياء لدى آباء وأمهات وأولياء الأطفال المعنيين، مخافة ضياع حق فلذات أكبادهم في التربية والتعليم. وعن أسباب منع الأطفال من التسجيل، أشارت سعاد فيزادي إلى أنها انتقلت إلى مدرسة النهضة العمومية لتسجيل ابن شقيقتها في السنة الأولى، على غرار مجموعة من الراغبين في تسجيل أطفالهم، قبل أن تفاجئهم إدارة المؤسسة الواقعة بالحي السكني النهضة بعدم إمكانية التحاقهم بالمؤسسة التعليمية، بحجة الاكتظاظ وعدم توفر مقاعد شاغرة. وأضافت المتحدثة ذاتها إلى أن عددا من قاصدي المؤسسة انتقلوا، بعد منعهم من تسجيل أطفالهم بمدرسة النهضة، إلى المؤسسة التعليمية ابن الهيثم العمومية، لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم، نظرا لتبني إدارة المرفق التعليمي الحجج سالفة الذكر نفسها، من أجل وقف عملية تسجيل التلاميذ الجدد. واستنكرت فيزادي، في تصريح لهسبريس، حرمان الأطفال من الاستفادة من حقهم الدستوري في التعليم وولوج المدارس العمومية، وعدم السماح لهم بمتابعة دراستهم في المؤسسات التعليمية القريبة من مساكن أسرهم، مشيرة إلى أن قرارات من هذا النوع ستُساهم في ارتفاع نسبة الهدر المدرسي. الفاعل النقابي ادريس السالك وصف المستجد ب"غير المقبول بتاتا"، مشيرا إلى أن المؤسستين التعليميتين النهضة وابن الهيثم صغيرتان نسبيا، وتقعان في حيّ سكني شعبي، مستدركا بأن ضعف الطاقة الاستيعابية للمدرستين لا ينبغي أن يتسبب في تضييع حق كل طفل في الدراسة بالمؤسسة التعليمية القريبة من مسكنه. وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن لقاء مُبرمجًا اليوم الجمعة سيجمع بعض النقابيين بالمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بخريبكة، ستتم فيه دراسة مجموعة من النقاط، من بينها ضرورة إيجاد حل للأطفال الراغبين في التسجيل بكل من مدرسة النهضة وابن الهيثم، حتى لا يضيع حقهم في التمدرس. أما المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بخريبكة فأكّد أنه "من واجب المديرية الإقليمية توفير مقعد لكل تلميذ بالتعليم الابتدائي، غير أن خريطة التوقعات التي توضع من طرف مصالح المديرية قد لا تتناسب في بعض الأحيان مع الواقع المرتبط بحركية الأسر والعائلات"، مؤكّدا في تصريحه لهسبريس أنه "فور توصل المديرية بهذه المستجد، ستعمل على إضافة قسم جديد بالمؤسسة المعنية، أو إحالة التلاميذ الجدد على أقرب مؤسسة تعليمية تتوفر على مقاعد شاغرة"، حسب تعبيره.