بعد أزيد من 6 أشهر من العمل المتواصل وصلت رحلة المستشفييْن العسكريين بكل من مجاط بإقليم شيشاوة وإيغرم بإقليم تارودانت إلى نهايتها، وذلك بعد أن ظلاّ خلال هذه الفترة المنصرمة في خدمة آلاف السكان القاطنين بعشرات الجماعات الترابية الواقعة بنفوذ المركزين الترابيين المذكورين، تزامنا مع برودة طقس فصل الشتاء. وجاء تشييد هاتين الوحدتين الاستشفائيتين بداية شهر أكتوبر الماضي، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ولتعزيز العرض الصحي بجهتي سوس ماسة وجهة مراكشآسفي بعد إقامة مستشفييْن آخرين بتافنكولت وآسني، وفقا لما ذكره بلاغ سابق للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية. وأمام نهاية فترة ستة أشهر المحددة للتواجد بالدائرتين الترابيتين، أثنت الساكنة المحلية على "الدور الهام الذي اضطلعت به هاتان الوحدتان الطبيتان، بالنظر إلى تمكينهما الآلاف من الأفراد من الاستفادة من تدخلات وفحوصات طبية بشكل مجاني، في ظل ضعف العرض الصحي"، لافتين إلى "ضرورة التمديد لفترة زمنية إضافية أو الحرص على جعل هذا النوع من المبادرات سنويا". في هذا الصدد قال عبد الرحيم متفائل، فاعل جمعوي بجماعة أداسيل، إن "المنشأة التي تم إنشاؤها بمركز دائرة مجاط مكنت الساكنة المحلية من الاستفادة من خدمات طبية عديدة، بما فيها العمليات الجراحية المجانية، فيما كانت تضطر للانتقال إلى مراكش من أجل العلاج"، وزاد: "هذه المبادرة أتت في وقت حساس تزامنا مع فصل الشتاء ومرور فاجعة الزلزال". وأضاف متفائل، في تصريح لهسبريس، أن "الساكنة استفادت بدون استثناء، إذ عرفت الخدمات التي ظلت المنشأة الصحية تُوفرها إقبالا مهما من كل الوحدات القبلية التابعة لدائرة مجاط، خصوصا أن شرائح مهمة بهذه المناطق الجبلية عادة ما لا تقبل على الاستشفاء الدوري، نظرا لإكراهات الجغرافيا وقلة ذات اليد". وبيّن المتحدث ذاته أن "المنطقة بحاجة إلى مثل هذه المبادرات، حيث تطالب الساكنة بتمديد فترة إقامتها بمركز مجاط، أو أن يتم الحرص على إقامة المستشفى الميداني كل سنة، ما من شأنه أن يساهم في تعزيز العرض الصحي بالمنطقة، خصوصا أنها تأثرت بشدة بفاجعة الزلزال". من جهته قال لحسن أيت عبد الله، من الفعاليات المدنية بدوار إيبارداتن بجماعة أداسيل، إن "الساكنة بالمنطقة على العموم وجدت خلال الأشهر الستة خدمات صحية متنوعة وفرتها الفرق الطبية التي تمت تعبئتها من قبل القوات المسلحة الملكية، فتمكنت من قضاء أغراضها والاستشفاء بدون تكاليف إضافية، مع تجنب عناء الانتقال إلى المراكز الصحية، إقليميا وجهويا". وعلى منوال عبد الرحيم، لفت أيت عبد الله، في تصريح لهسبريس، إلى أن "مطالب استمرار هذا المبادرة قائمة وتتشبث بها الساكنة بشدة، إذ سُجل تأثير إيجابي على مستوى العرض الصحي بالمنطقة بإنشاء هذا القطب الصحي الميداني بها"، موردا أنه "تمت الاستجابة بنسبة كبيرة للطلب المحلي على الاستشفاء وفي ظروف جد ممتازة". وإلى دائرة إيغرم بإقليم تارودانت، حيث أكد عبد الله الحوسي بدوره أن "المنشأة الميدانية الصحية التي تم توفيرها بالمنطقة منذ أكتوبر الماضي مكنت من تقريب الخدمات للآلاف من الأفراد، خصوصا إذا استحضرنا أن حوالي 17 جماعة قروية ظلت معنية بالخدمات الطبية التي تم توفيرها، لاسيما أن المستشفى المحلي لا يمكنه الاستجابة لهذا الطلب". الحوسي، وهو رئيس جمعية بنفوذ الجماعة الترابية إيماون، بيّن أن "المستشفى الميداني كان بمثابة فأل خير على المنطقة والساكنة المحلية ككل، بالنظر إلى الجهود التي تم بذلها في إطاره لمعالجة عدد من الحالات، خصوصا في ما يتعلق بطب العيون والطب العام، إذ استفادت حالات مختلفة من فرص إجراء عمليات جراحية بشكل مجاني"، خالصا إلى أن "الساكنة المحلية تراهن على استمرار مثل هذه المبادرات للفترة المقبلة، أو إطلاق مثيلة لها في المستقبل القريب، ما سيكون في مصلحة الصحة العامة بالمنطقة".