أثارت نسبة الرسوب "غير المتوقعة" في الامتحان النظري الخاص بنيل رخصة السياقة وفق بنك الأسئلة الجديدة التي أعلنت عنها الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا) يوم أمس الاثنين، غضب عدد من المترشحين، على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى أرباب مدارس تعليم السياقة الذين انتقدوا طبيعة بعض الأسئلة التي طُرحت على المترشحين، معتبرين في الوقت ذاته أن طريقة تنزيل هذا النظام الجديد تُضر بالمهنيين، إذ أصبحت بعض المدارس "مهجورة"، بحسبهم، منذ اعتماد الأسئلة الجديدة. نسبة الرسوب 99 في المائة وحسب معطيات تحصلت عليها هسبريس من مصادر مهنية، فإن نسبة الرسوب في امتحان رخصة السياقة بلغت 100 في المائة في بعض المدن المغربية، على غرار برشيد والقنيطرة والمحمدية والصويرة وورززات وخريبكة، فيما لم يتجاوز عدد الناجحين في بعض المدن الأخرى مترشحا أو مترشحين. في هذا الصدد، قال دحان بوبرد، رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات وأرباب مدارس تعليم السياقة وقانون السير والسلامة الطرقية بالمغرب، إن "نسبة الرسوب في امتحان رخصة السياقة أمس الاثنين قاربت على الصعيد الوطني 99 في المائة"، مشيرا إلى أن "مهني القطاع كانوا من أوائل المطالبين بتجديد وتحديث بنك أسئلة الامتحان بحكم أن تلك التي كانت معتمدة أصبحت متاحة للجميع على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي". وأضاف الفاعل المهني ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "مداولات الاجتماعات التي تم عقدها مع الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية كان قد أتُفق خلالها على الرفع من أسئلة الامتحان من 600 إلى 1000، لكن مع تنزيلها بشكل تدريجي، كما تم الاتفاق على إلغاء الأسئلة التي يرسُبُ فيها أو ينجح فيها المترشحون بكثرة وتعويضها بأخرى، غير أننا فوجئنا بنسبة الرسوب هذه التي كانت غير متوقعة وتنطوي على آثار سلبية بالنسبة لمدارس السياقة بالمغرب". في السياق ذاته، أشار المتحدث إلى أن "مدارس تعليم السياقة أصبحت مهجورة منذ بدأ العمل ببنك الأسئلة الجديدة، بل إن بعض أرباب هذه المدارس واجهوا مشاكل مع بعض المترشحين الذين طالبوا باسترداد المبالغ التي دفعوها بعد ما عاينوا الأسئلة التي وضعت في امتحان أمس، والتي ستشجع مزيدا من ضعف الإقبال على التقديم لنيل رخصة السياقة وتنفير الراغبين في الحصول على هذه الرخصة". وشدد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات وأرباب مدارس تعليم السياقة وقانون السير والسلامة الطرقية بالمغرب على أن "تنزيل أسئلة هذا الامتحان كان يجب أن يكون بطريقة سلسة في إطار مرحلة انتقالية"، مسجلا أن "مدارس تعليم السياقة تشتغل ببرامج معينة تهم أساسا قواعد السير على الطرقات والتشوير الطرقي، غير أن بعض الأسئلة التي طرحت على المترشحين لا علاقة لها بتاتا بذلك وتهم السلامة الطرقية التي لا تُدرها مدارس السياقة، إذ إن الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية والوزارة الوصية عليها أفردتا لها مدارس خاصة تهم التربية عليها". تحسن نسبة النجاح من جهته، أكد مصدر مسؤول من الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية أن "نسبة النجاح في امتحان نيل رخصة السياقة عرفت تحسنا اليوم مقارنة مع النسبة المسجلة أمس الاثنين، وقد سجلنا ارتياحا في هذا الصدد من لدن المواطنين". وقال المصدر الذي تحدث لهسبريس: "صحيح أن الأسئلة الجديدة مختلفة عن السابق، لكن تم الاعتماد على المحاور الخمسة نفسها التي ينص عليها النص التنظيمي لمدونة السير، وهي محور المركبة والسائق والمخالفات والطريق وقواعد السير". وأضاف أن "بعض صور الأسئلة التي تم تداولها على مواقع التوصل الاجتماعي، غير صحيحة"، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة مواكبة تنزيل هذا النظام الجديد بتكوينات لفائدة مدارس تعليم السياقة.