قررت عائلة عموري مبارك نقل الاحتفاء بذكرى عموري مبارك من مسقط رأسه بجبال تارودانت إلى الرباط، حيث قضى الفنان الراحل سنوات من عمره تاركا إرثا موسيقيا متجددا. وحضر الحفل رواد من أصدقاء المرحوم ومن بينهم بلعيد العكاف وطارق المعروفي اللذين كانا من رفاق درب عموري في مجموعة أوسمان الشهيرة لدى الجمهور السوسي في السبعينات والثمانينات والتي غنى رفقتها عموري في الأولمبيا في باريس. عموري فنان أتى قبل زمانه وساهم في بروز القصيدة الأمازيغية العصرية وغنى لشعراء أمازيغ ومفكرين مثل صدقي علي ازايكو والمستاوي ونال جائزة الأغنية المغربية بعد أدائه الأسطوري لأغنية جانفيليي التي تحكي معاناة المهاجرين السوسيين وأمالهم في المدينة الفرنسية. وشكل الحفل مناسبة، لمحبي الفنان بالرباط للاستمتاع مجددا بالأغاني الخالدة التي أداها هشام ماسين ابن أخت عموري وتلميذه الذي رافقه في مختلف الحفلات التي أداها الراحل، هشام ماسين يضيف لمسته بصوته الأنيق رفقة إخوته عزيز وأماعي حاملين المشعل الفني لعموري. كما تخلل الحفل أداء رائع لمجموعة تافسوت بقيادة المثقف الأمازيغي الدكتور عبد الله بوزنداك مدعوما بموسيقيين لامعين بمن فيهم موسيقي من الكوت ديفوار أضاف لمسة إيقاع إفريقية ممزوجة بإيقاعات امازيغية. وبطبيعة الحال كان لأحواش إضافة نوعية خلال الحفل خاصة عندما قام عصيد بأداء شعر ارتجالي يسمى بتانضامت ذكر فيه خصال الفنان الفقيد. الفنان عندما يوارى الثرى لا يختفى ويبقى إرثه مصدر انشراح وبهجة وتأمل في مسار رجل مبدع أتى من عمق جبال تارودانت ليطور الأغنية الأمازيغية ويعطيها بعدا عصريا يلائم تطلعات الجيل الصاعد.