رست السفينة الشراعية الإسبانية الشهيرة "خوان سبستيان ديل كانو" , صباح اليوم الخميس في ميناء الدارالبيضاء , المحطة قبل الأخيرة في إطار جولتها التكوينية (88) بالمحيط الأطلسي , هذه الرحلة انطلقت من ميناء قادس (جنوب إسبانيا) مرورا بكل من لشبونة(البرتغال) و لاس بالماس بجزر الكناري و بيريا (الرأس الأخضر) و ريسيبي و سالفادور دي باهيا (البرازيل) و دكار (السنيغال) و سنتا كروز (جزر الكناري) ثم الدارالبيضاء قبل العودة الى محطة الانطلاق بقادس مجددا . هذه الزيارة تعد الرابعة من نوعها للسفينة التاريخية التي يبلغ طولها 113 متر إلى ميناء الدارالبيضاء و من المتوقع أن تغادر السفينة الميناء نحو قادس يوم 18 دجنبر الجاري , هذا التوقف في الميناء يعد فرصة كبيرة للمعجبين و المهتمين بالسفن الشراعية للإطلاع على مرافقها و التعرف عليها عن قرب لما لها من رمزية تاريخية و ما تزخر به من تحف. و قد أعرب قائد السفينة الكولونيل فيكتورونو خيلابر اوكوتي للصحافة عن سعادته و الطاقم المكون من 171 شخصا , بالرسو مجددا في ميناء الدارالبيضاء , مؤكدا أن هذه الزيارة تجسد التعاون المثمر بين البحرية الاسبانية و نظيرتها المغربية في مجالات التكوين و تقاسم التجارب , و أكد أن الهدف من الجولة رقم 88 للسفينة الشراعية (خوان سيبستيان ديل كانو ) يهدف الى تعميق التكوين البحري و العسكري و الانساني لعدد من الاطر التي توجد على متن السفينة . من جهته عبر سفير اسبانيا في المغرب السيد ريكاردو دييز هوشلتنير, في تصريح مماثل أن زيارة هذه السفينة الشهيرة مجددا للمغرب تحمل العديد من الدلالات و الرسائل , في مقدمتها تقارب الرؤى و الانسجام بين المملكتين الاسبانية و المغربية و مدى عمق التعاون القائم بين البلدين في مختلف المجالات, و أضاف أنه علاوة على الدور الذي تطلع به هذه السفينة في مجال التكوين , فهي تلعب دولر "الديبلوماسية الموازية" لكونها تشد الرحال لعدد من الدول الصديقة التي تجمعها و اسبانيا علاقات عريقة , مبرزا أنها تجدد الوصل بين الجاليات الاسبانية المتواجدة بهذه البلدان و وطنهم الأم .و قد سمية السفينة باسم (خوان سيباستيان ديل كانو) تخليدا للبحار الاسباني الذي قام بأول رحلة بحرية عبر العالم سنة 1522 منهيا الرحلة التي بدئها الرحالة البرتغالي الشهير فيرناندو دو ماغايانيس (ماجلان) الذي لقي حتفه في الفيليبين و كان يعمل تحت غمرة التاج الاسباني . وبالرجوع للكتابات التاريخية نجد أنه عند عودة (خوان سيبستيان ديل كانو) الى الديار الاسبانية و نجاحه في اتمام الجولة عبر العالم , خصص له استقبال شعبي حافل من قبل ملك البلاد كارلوس الاول و تم تكريمه بوسام الاستحقاق الذي جعله من المقربين للملك , و تم بناء السفينة في الورش البحري (اشيفريتا ولاريناغا) في قادس , و قد قطعت هذه السفينة على مدى 89 سنة مسافة مليون و 725 ألف ميل في مختلف بحار و محيطات العالم و رست في أزيد من 70 بلدا.