الاتحاد العام للشغالين بالحسيمة يشرف على تأسيس مكتب نقابي لأصحاب سيارات نقل البضائع    الرؤية الملكية في مجال النهوض بالاستثمارات الخارجية مكنت من تحويل التحديات إلى فرص    تقرير.. المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج وفرت 5212 سريرا إضافيا برسم سنة 2023    القناة الأولى تستحوذ على جوائز مهرجان مكناس    توقيع اتفاق تعاون بين الإيسيسكو وليبيا في المجالات التربوية    قوات الاحتلال الإسرائيلي تداهم رفح وتسيطر على المعبر الحدودي مع مصر    بوريطة يستقبل وزير خارجية مملكة البحرين    الحكومة تبرر وقف الدعم الاجتماعي المباشر ب"الغش" في المعطيات    شهر ماي ساخن: تصعيد واسع للجبهة الاجتماعية ضد الحكومة : إضرابات، وقفات واحتجاجات للعديد من القطاعات دفاعا عن مطالبها المشروع    طنجة.. ربيع جاكاراندا للمسرح المتوسطي يحتفي بتنوع الثقافات    الرباط: يوم تواصلي تحسيسي لفائدة مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي    توقيف شخصين بحي العرفان في حالة تلبس بحيازة وترويج المؤثرات العقلية    مطالب بتكافؤ الفرص في التسويات التعميرية بتطوان    السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية    كأس الكونفدرالية: تحكيم سنغالي لإياب النهائي بين نهضة بركان والزمالك المصري        توقعات أحوال الطقس غدا الخميس    هل له آثار جانبية؟.. "أسترازينيكا" تعلن سحب لقاحها المضاد ل"كورونا" من جميع أنحاء العالم    أسترازينيكا تعلن سحب لقاحها لكوفيد من الأسواق    وسط استمرار القلق من الآثار الجانبية للقاح «أسترازينيكا»..    الجيش الملكي يواجه نهضة الزمامرة لتعبيد الطريق نحو ثنائية تاريخية    السعودية تفرض عقوبات على مخالفي أنظمة وتعليمات الحج    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    سلا تشهد ولادة عصبة جهوية للألعاب الإلكترونية    مشروع قانون يتعلق بمناطق التسريع الصناعي يحظى بمصادقة مجلس المستشارين    لوحة الجمال والعار    ‮ ‬من أجل توفير الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية والعقلية، اتفاقية‮ ‬شراكة بقيمة ‮ ‬69مليون درهما    قرار تحويل "درب عمر" يصطدم بتمرد أصحاب "الطرافيكات"    التقنيون يواصلون احتجاجهم ويستنكرون تغييب ملفهم عن جولة أبريل من الحوار الاجتماعي    مشاركة البطل الطنجاوي نزار بليل في بطولة العالم للقوة البدنية بهيوستن الأمريكية    الركراكي مدربا جديدا لسريع واد زم    منتخب الصغار يواجه كرواتيا وإنجلترا وأمريكا    ياسمين عبد العزيز تصدم الجميع بحديثها عن طليقها أحمد العوضي (فيديو)    2026 هو موعد تشغيل محطة تحلية المياه بالدارالبيضاء    واشنطن تعلّق إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بسبب "مخاوف" بشأن رفح    تشكل موردا ماليا ل 13 مليون فرد وتشغل 40% من اليد العاملة.. الفلاحة في المغرب أمام تحديات كبيرة    النفط يتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية    تأهيل ملاعب فوق عقار تابع لصوناداك يثير الخلاف داخل مجلس جماعة البيضاء    سحب لقاح "أسترازينيكا" من جميع أنحاء العالم    مجلس الوزراء السعودي يوافق على مذكرة تفاهم مع المغرب في مجال الثروة المعدنية    نادية فتاح تبحث مع المدير العام لمنظمة العمل الدولية تمويل الحماية الاجتماعية بالمغرب    الصين: انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي في أبريل إلى 3,2 تريليون دولار    المعتقل السياسي نبيل أحمجيق يتضامن من داخل زنزانته مع انتفاضة الطلاب العالمية لنصرة غزة    نور الدين مفتاح يكتب: ثورة الجامعات    بطولة انجلترا: رفض استئناف نوتنغهام بشأن عقوبة خصم 4 نقاط من رصيده    بطولة انجلترا: ثياغو سيلفا ينضم إلى نادي بداياته فلومينينسي في نهاية الموسم    مجلس جماعة فاس يقرر إقالة العمدة السابق حميد شباط من عضوية مجلسه    "من المهم أن تفهم أن آخر شيء أريد فعله هو وضعك في السجن"    وقفة تضامن في الرباط تحذر من إبادة إسرائيلية جديدة متربصة بمدينة رفح    وفد من حركة "حماس" في "القاهرة"    غلاء دواء سرطان الثدي يجر "السخط" على الحكومة    حملة بيطرية تختتم "مهرجان الحمار"    وزارة الداخلية السعودية تعلن تطبيق عقوبة مخالفة أنظمة وتعليمات الحج    سيمانة قبل ما يبدا مهرجان كان.. دعوة ديال الإضراب موجهة لكاع العاملين فهاد الحدث السينمائي الكبير وها علاش    "العرندس" يتوج نفسه وينال جائزة الأفضل في رمضان    الدورة الثانية عشر لعملية تأطير الحجاج بإقليم الناظور    الأمثال العامية بتطوان... (591)    السفه العقدي بين البواعث النفسية والمؤثرات الشيطانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجيب طلال يكتب:قَصدية الإخراج الجمعوي في المسرح (01)
نشر في شمال بوست يوم 16 - 12 - 2022


بين العفوية والقصدية:
عمليا فالهدف من هذا المبحث؛ محاولة تحريك شبه المسكوت عنه في حقل الممارسة المسرحية ومدى وعلاقتها بالتيار اليساري الماركسي المغربي ؛ بحكم أنها تجربة غنية في النسيج الإجتماعي/ الثقافي، وللقبض على الخيط المحرك للفعل الجمعوي؛ في إطار الاخراج المسرحي. وأسباب انتشاره بين الجمعيات ؛ يدفعنا هذا للقفز عمليا عن بعْض التجارب السابقة لبعض الجمعيات؛ التي كانت فطرية إلى حد بعيد في العطاء وعفوية الممارسة . وهذا ليس بحكم قيمة بقدرما هي مسلمات معرفية .نظرا لقِلتها في الإخراج الجمعي. وهذا بحكم أنها غير مسنودة أو غير حاملة ؛ إما بتصور فكري/ نظري أو بأدبية حزبية (ما ) وقتئذ. وإن كان بعضها تابع بشكل أوآخر، للأحزاب الوطنية . فلا يعني أنها كانت تنهج أدبيتها وتموقفاتها السياسية بشكل صرف، وهَذا موضوع أكثر إشكالية ؛ باعتباره يهيم بنا نحو( المسرح والمقاومة الوطنية ) ؟ ولاسيما أن هنالك عدة محطات بعضها مضبب وغامض؟ وبعضها غير مؤشر عليه ولو شفويا ؟ علما أنه من الصعب فصل محطة أو مرحلة عن اللاحقة؛ وذلك فيما يتعلق بالتأثير والممارسة ايجابا أو سلبا . فهذه الصورة التي سنقدمها؛ سيعتبرها البعض خارج السياق؛ لكن إذا ما تم التدقيق فيما يلي: …ويتدخل المراقب كذلك في الحملات التي كانت تهدف إلى جمع الأموال لدى الفقراء إنجاز مشاريع فَخْفخيَّة ، فمواقف الكومندان" نيفيل" مشهورة في نواحي مكناس سنة 1922؛ وذلك بمعارضته في جمع الأموال لدى الفقراء لبناء مسجد باريس مثلا….وكان المراقبون يحاربون بكل ما في الكلمة من معنى الرشوة على حساب الفقراء والضعفاء في المدينة وفي البوادي؛ وبالخصوص ضد اعضاء المخزن الطامعين. فهناك عدة محاضر لازالت تشهد بذلك في الوثائق التاريخية (1)هنا فاللبيب سيفهم ما وراء السطور. وبالتالي فإذا حاولنا ربط الوضع الإجتماعي القاهر والبئيس، الذي كان عليه المغاربة أنذاك ؛ فأين هي نصوص المسرحي" ع الواحد الشاوي" التي كانت تدور في فلك القضايا الإجتماعية ؟ لنستوعب إجرائيا الوضع الإجتماعي/ السياسي/ المقاوماتي ( آنذاك)علما أنه ليست هنالك دراسات وأبحاث تجاه ممارسته وتجربته المسرحية؟ وتلافيا لكُل هَذا ! فالذي لم يكن عفْويا أمام ظاهرة الإخراج الجمعوي، ما ظهَرمِن لدن العَديد من الأندية والجمعيات المسرحية جوانية التظاهرات والملتقيات واللقاءات المسرحية التي انطلقت في مراكز حَساسة ابتداء من 1972؛ والمسألة ليْست مصادفة أو عرضية ، بقدرما كانت قصدية. ولا نُغالي إنْ أشرنا بأن الموضوع يُعْتبرشائكا بكل المقاييس؛ نظرا للإشكاليات التي تتناسل بين سراديبه واللامتوقع في طروحاته ؛ التي تصطدم بجِدارما هُو/ سياسي / طلابي/تنظيمي/ حزبي/ مؤسساتي/ يفرض تقنيا ومنهجيا الرجوع لأدبيات اليسار وللمجلات التي كانت تحمل حساسية يسارية ؛ والتي تعتبر (الآن) تراثا لمرحلة من الصعْب القفز عنها كذلك؛ ومن الجفاء نسيانها بالمرة؛ في إشراقاتها وإخفاقاتها وحركيتها في الفضاء الجامعي والتلاميذي، والإسهام ديناميكا في التحول الذي طرأ على البنيات المجتمعية؛ من خلال التيارات السياسية اليسارية ؛ وذلك : في بداية السبعينات خرج من داخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية تيار جذري يتبنى الماركسية الليننية وإسهامات ناوتسي تونغ كفكر تحرري ثوري بديل...فكون أعضاء هذا التوجه منظمة سرية عرفت فيما بعد باسم "حركة 23 مارس" و انتشرت أفكارها في أوساط الفئة المثقفة و عملت جنبا إلى جنب، مع منظمة" إلى الأمام" رغم الاختلاف التكتيكي بين المنظمتين، خاصة داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (2) فرغم أن حقبة "السبعينيات" من ( ق، م) كانت إلى حد بعيد ، حركية / دينامية ، فهذا لا يعني أن أغلب الجمعيات المسرحية كانت تعانق أو تتعاطف أو تؤمن أو تتبنى / خطا سياسيا / إيديولوجيا / راديكاليا، يساريا. أكيد أن أي عمل مسرحي هو في عُمقه مُسيّس؛ لكن الذين انغمسوا في عملية الإخراج جمعوي هي أعمالهم أكثر من مُسيَّسة ؛ ولكن في أي نسق كانت هي مُسيسة ؟ وأي توجه سياسي حقيقي كانت تتبناه ، وتوظفه توظيفا إبداعيا ومعرفيا وجماليا؛ لكي ينعكس على المشهد المسرحي ؟ طبعا فمفاتيح السؤال؛ يبقى حَسب المعايشة والتفاعل والمشاهَدة ؛ بحكم أنه لا وجود للأرشفة ووثائق تحلل وتقدم نقط ضعف الإخراج الجماعي وأين تكمن قوته؟ وكذا غياب النقد الإيديولوجي؛ الموازي للعروض المسرحية ؛ الذي بإمكانه أن يساعِدنا بتقييم شامل للتجربة ؛ وفهم وتأطير الجمعيات والأندية. بناء على أن العَديد منها تعاطف وتفاعل مع الحركة الماركسية اللينينية في شكلها السري، وكانت الذراع الخفي لليسار؛ منذ تأسيس أحزابها إلى حدود 1995. وهذا التاريخ له معناه في الحياة الحزبية ( حل المنظمة ووو/ ) فهاته الحقبة شبه مغيبة في طروحاتنا، وفي تحليل مدى علاقة المسرح باليسار الحزبي؛ علما أن الذين مارسوا الإخراج الجمعوي أغلبهم من اليسار، وبالتالي فهل كان الإخراج الجماعي مبادرات شخصية تقربا لليسار وتدعيمه ، أم بناء على قرارات حزبية صارمة ؟ باعتبار أن تلك " الحقبة " أصلا كانت تتسم بفوضى ومناورات واختراقات ، وطروحات سياسية وسِياسوية بين الراديكالية والشوفينية والطبقية والاختيارية والبروليتاريا… بين الأحْزاب اليسارية ؛ وتحالفات إصلاحية وعمليات القمع الممنهج والعشوائي ، ومظاهر النهب والإستغلال دون أن نغفل الخط النقابي؛ وكذا الخلط والصراع الذي كان سورياليا جوانية حزب ( ما ) وبرانيا عموديا / أفقيا (و) أفقيا / أفقيا ! وبالتالي فالجمعيات التي اشتغلت على الإخراج الجمعوي؛ وتبني التوجه البريشتي لكي : يقال عنها أنها "متقدمة" نجد طروحات معَينة تصعَد إلى مستوى المفاهيم لكنها تأخذ طابع المفاهيمية . نظرا لانعدام الابداع في هذا المستوى من جهة ، ونظرا كذلك لعدم توفر الشروط التاريخية/ الفنية التي تستلزم مثل هذه الطروحات… إذ نبحث لهاته المفاهيم على مبررات ولا نجدها، ونبحث لها عن فهم واضح فلا نجده . وأخذنا لمفهومية تجاذبها الهواة منذ (1974) (المسرح الملحمي، المسرح التسجيلي) يوضح هذه المعضلة (3)
عوامل مؤثرة :
فالمعضلة تكمن أساسا في الاندفاع الشبابي الذي تحكمت فيه عَوامل موضوعية ؛ ساهمت جدليا في انخراطه في العمل الجمعوي؛ من بينها (1) اختراق اليسار فضاء المؤسسات التعليمية ؛ وانخراط طلاب الجامعة في الجمعيات المسرحية ؛ ولاسيما أن : انغلاق نشاط الحركة الماركسية اللينينية في حدود الشبيبة المثقفة والتنظير لهذا الانغلاق بأطروحة الشبيبة المدرسية تشكل الطليعة التكتيكية للجماهير وأطروحة التلاميذ … لأن التجذر وسط الجماهير الأساسية يمر عبر التجذر وسط الشبيبة المثقفة. لأن هذه الأخيرة تشكل الطليعة التكتيكية (4) فهاته الأطروحة تلقت صراعات وردود طاحنة بين فصائل الأحزاب اليسارية كل في مطبخه (2) تأسيس الجامعة الوطنية لمسرح الهواة؛ التي اعتبرتها بعْض الاتحادات المسرحية ، والجمعيات. أنه مخطط سياسوي لتدجين مسرح الهواة ؟ وللعلم كما نشير دائما؛ بأن هذا الهيكل التنظيمي لم يناقش ولم يطرح على مائدة التشريح ؛لحد الآن ؟ بحيث لماذا تمظهرت "رابطة المسرح " كتنظيم مناوئ للجامعة ؛ وحاولت اكتساح المشهد المسرحي من خلال الجمعيات ذات ميول يسارية ؟ سؤال بدوره مسكوت عنه ؟ وبالتالي: فإننا نجد مواقف مثل هذه لم تكن كلها نابعة من حسن نية بل إن بعضها طبعتها خلفية الاستحواذ على الجمعيات المسرحية ودفعها بحكم الخصوصية التي تتميز بها في مخاطبة الجماهير إلى تبنى مواقف وطرح أمور لا تمت لها في الواقع بصلة ، بل تعبر عن وجهة نظر قوى اجتماعية معينة (…) إذ تفتقد هاته المواقف الى مستندات صلبة تنبع من وعي الجمعية نفسها ومن قناعتها(5) ولكن حاولت تلك الجمعيات إيجاد صيغة للفعل المزدوج بين المسرح/التيار اليساري؛ وتجلى ذلك في تنظيم ملتقيات مسرحية من لدن جمعية الضياء( مراكش) جمعية الستار( الدارالبيضاء) لقاء الشعلة ( البيضاء) جمعية الأسوار( الصويرة ) ملتقى (واد أمليل/ تازة) ملتقى (مكناس) ملتقى (أكادير) ملتقى الحمراء( مراكش) ملتقى ( فاس ) لقاء ( المحمدية) لقاء (ورززات)…..
حركية الجمعيات:
فأثناء تفكيك الأعمال المسرحية المشاركة (وقتئذ) نستشف نسبة حضور الإخراج الجمعوي يصل إلى( %89) أبرزهم وبشكل ملحوظ ؛ جمعية الضياء المسرحية من خلال ما قَدمته من أعمال ذات طابع جمعوي إخراجيا ؛ في سنة 1974 قدمت [ مسرحية القطار] وتم إعادتها [ سنة 1975 ] تم [الجنرال، الموت ،الميلاد – 1976] و [ صرخة وسط الاغتراب- 1976 ] و[ رحلة الرجل البسيط -1978 ] و [اللعبة والصمت- 1979] و [ المتشائل – 1991] وهذا الإشتغال ليس بريئا ولا عفويا؛ بقدر ما هو مقصود؛ من أجل استقطاب عدد لا يستهان به من الشباب لدعم الخط اليساري وتقويته ؛ وذلك من خلال الأنشطة الجمعَوية والملتقى المسرحي الذي يعتبر أول جمعية أنشأته مما: سيتضح لاحقا ارتباطها الوثيق مع حركة 23 مارس. وكان الشروع في تنظيم هذا الملتقى مؤشرا على درجة الانفصال التي حرص اليسار المسرحي على تسجيلها، مع المنتجات الثقافية "الرسمية"(6) ولا نغالي إن أشرنا بأن الملتقى المسرحي الأول أعطى أكله من حيث الاستقطاب ، وانخراط جمعيات في الخندق اليساري عن طواعية؛ ولأسباب نفسية وفكرية كذلك( ك) جمعية الرحالة التي قدمت [رحلة محال-1978]وأعقبتها أعمال أخرى ذات طابع جمعوي إخراجيا مثل مسرحية ( الدوار/الحصار/… ) وجمعية الانشطة الثقافية التي هي من روح جمعية ( الرحالة) قدمت[مذكرات جندي في الحرب الثالثة -1980] بحيث أضحت مدينة مراكش بؤرة لليسار جوانية الجمعيات المسرحية كجمعية الحياة المسرحية مثلا في ( رحلة الرجل الطيب-1988 ) وجمعية ابن بطوطة في( صهيل الذاكرة الجريحة- 1989 )أما جمعية نادي خشبة الحي؛ فهي من رحم (ج الضياء) ومنذ تأسيسها وهي تفعل الإخراج الجماعي؛ متمركزة على لغة الجسد في كل عروضها بالمنظور الذي طرحه بعض المخرجين الماركسيين وتقاطعهم مع مختبر "غروتوفسكي" وهذا كان يبدو جليا في [المفتاح-1985] و[الدجال والقيامة – 1987 ]و[الخرابة -1988] و[حكاية مسرحية- 1989] دون أن نغفل( هاهنا ) جمعية الشبيبة الحمراء؛ التي كان المد اليساري متغلغلا في فضائها ؛ رغم أنها لم تنخرط في عملية [الإخراج الجماعي] إلا في عمل واحد[البارح واليوم -1980]ولكنها انخرطت في[ التأليف الجماعي] والذي لا يعرفه العديد من المسرحيين؛ وخاصة الذين هم منخرطين في(- التوثيق-) بأن هاته الجمعية عاشت المطاردة واعتقال بعض أعضائها الذين كانوا ضمن((مجموعة 77)) فلا داعي لذكر أسمائهم ؛ وذلك احتراما لنضالهم .لأنه : تميز عِقد السبعينيات بمد نضالي قوي ، كان من أبرز الفاعلين في تغذيته ودعمه نخبة من المثقفين الذين عملوا على نشر المبادئ والقيم الانسانية النبيلة ، وشارك عدد كبير منهم في تأسيس تنظيمات اليسار التقدمي الذي حمل شعار الثورة على كل مظاهر استغلال الانسان لأخيه الانسان ، فالتقت إرادة المناضل الثقافي بإرادة المناضل اليساري في اختيار طريق بناء وعي التغيير نحو مجتمع العدل والمساواة … كما عرفت هذه الفترة سلسلة من الاعتقالات والمحاكمات والزج بالعَديد من المناضلين في السجون واستشهاد العديد منهم (7) ورغم الحصار و أساليب الترهيب، تماسكت العَديد من الجمعيات في نهج ممارسة ((إبداع محزب)) وتنظيم ملتقيات بدعم من جهات ذاتية ومجالس بلدية كان رؤساؤها يساريين أو متعاطفين، وينكشف هذا بتبني عملية الإخراج الجماعي ؛ كإشارة ضوئية بين الجمعيات ذات الطابع اليساري في مناطق المغرب؛ ولكنه ومعبر بشكل أو آخر عن خيوط التلاقي بين الفاعلين " آنذاك" في توظيف ماهُو سياسي على حساب ماهو إبداعي. بحيث: إن الجمعية الثقافية ستحَدد إذن كمجال حركة استقطاب قائمة على اساس إمكانية وضرورة الاسهام في تمكين الجمهور من ادوات التحليل والنقد من اجل بلورة فهم جديد ومتقدم للفعل الثقافي قادر على استيعاب فعل الابداع / التلقي استيعابا ديناميكيا . من شأنه أن يحرك و يحفز الطاقة الإبداعية للجمهور والدفع بها نحو توظيف فعلي ومنتج داخل حدود حرب المواقع الدائرة بين العاملين في المجال الثقافي (8) وهاته الورقة تسعى لمَنْطقة "الالتحام بالجماهير" كشعار الذي تبنته المنظمة واليسار بشكل عام. كتجذر وسط الشبيبة المثقفة . وتأكيدا بأن الشعار كان يغلف تلك الأفكار السياسية المعبر عنها؛ لكن لم تكن بشكل مباشرة عند التعبير عنها بل كانت في ثنايا الأحداث أو المشاهد أو معادل موضوعي لحدث أوفي الشخصية المحورية ، وبالتالي يمكن أن نعتبر بأن الإخراج الجمعَوي؛ بمثابة السياج الواقي، الذي يحمي ويصون ذاك العمل .لكي لا يخرج عَن غاياته وأهدافه المسطرة . وإن كانت العروض تختلف في متونها وجماليتها وتصوراتها للعالم؛ فإنها تتقاطع نحو العَدل والحرية والانعتاق ومسألة البطالة وقضية الشغل والصراع الطبقي كما ينظر إليه بريشت. ومن خلال أطروحة المادية الجدلية . بالتالي فالتأثير نحْو ممارسة الإخراج الجمعوي انطلق من مراكش؛ ليكتسح جمعيات متعَددة سنأتي على ذكرها ؛ وتأكيدا لازال العَديد ممن كانوا جوانية التنظيم اليساري وممارسة الفعل الجمعوي إبداعيا أحياء يرزقون. بإمكانهم تفنيد ما تم طرحه؛ ولا يمكن أن نفند بأن: مسرح المحڭور هو واحدٌ من العَديد من منظمات المجتمع الأهلي التي أنشأها نشطاء سابقون في الجناح اليساري العلماني لحركة 20 شباط/فبراير بعد مغادرتهم الحركة عندما بدأت بالانحسار(9). ….. يتبع
الإستئناس :
1) فاس في عهد الاستعمار الفرنسي لعبدالرحيم الورديغي ص 36/37 – ط1/ 1992 مطبعة
المعارف الجديدة- الرباط
2) تاريخ اليسار في المغرب لرشيد طلحة : صحيفة الحوار المتمدن- ع: 2409 – بتاريخ 19/09/2008
3) التركة والاستئناف في مسرح الهواة لمحمد قاوتي ص112 مجلة المدينة ع 4/5 – يونيو1979
4) إلى الأمام1980-1994 الخط التحريفي، تجميع الوثائق : فؤاد الهيلالي ص 6- في/ 2018 منشورات موقع
30 غشت
5) التركة والاستئناف في مسرح الهواة لمحمد قاوتي
6) الحياة المسرحية مدرستنا الأولى: لمحمد نور الدين بن خديجة الحوار المتمدن- ع: 7423 في 05/11/2022
7) حوار مع المسرحي: محمد الكاتي في" المسائية العربية " الالكترونية.بتاريخ – 14/01/2014
8) ورقة عمل من أجل العمل الجمعوي بالمغرب لجمعية النهضة الثقافية بالخميسات ص 25مجلة خطوة ع1/1984
9) يُعيد نشطاء مغاربة الأنشطة الثقافية بعيداً من المطالب السياسية العلنية- لدورثه إنجيلك * تُرجم المقال من
الإنكليزية في صحيفة صدى لتحاليل عن الشرق الاوسط – بتاريخ-07-01- 2016
تم نسخ الرابط


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.