شعب بريس- محمد بوداري فاجأ وزير الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، زملاءه وزراء الخارجية في دول الاتحاد المغاربي في اجتماع الرباط السبت الأخير، عندما اقترح عليهم تغيير اسم الاتحاد من المغرب العربي إلى الاتحاد المغاربي، باعتبار أن دول المغرب العربي فيها أمازيغ وأن إضافة العربي إلى اسم الاتحاد قد يفهم منه إقصاء لهذا المكون العرقي.
وزير خارجية تونس توفيق عبد السلام رفض هذا المقترح، وقال لسعد الدين الأمازيغي أن الصفة العربية للإتحاد وصف جغرافي ولغوي وليس عرقي.
مقترح العثماني لم يؤيده التونسيون ولا الجزائريون ولا الليبيون، وحدهم الموريتانيون أيدوا سعد الدين الذي اضطر إلى سحب اقتراحه بعدما اتضح أن الاتجاه العام لا يوافقه.
للاشارة فإن الحركة الامازيغية تطالب منذ مدة بحذف صفة العربي عن الاتحاد وتغييره بمصطلح محايد ك"الاتحاد المغاربي" أو "اتحاد المغرب الكبير".. وهو الاتجاه الذي حاول المغرب ان يسلكه عبر خطاباته الرسمية ومن خلال الدستور الجديد.
العثماني حاول في تدخلاته وفي لقاءاته مع الصحافة أثناء اجتماع وزراء الخارجية المغارب، عدم ذكر اسم المغرب العربي، وذلك في انسجام مع الخطاب الجديد للمغرب حول الهوية الثقافية والحضارية للمنطقة.
ويرى بعض الملاحظون أن اقتراح العثماني بغض النظر عن السياسة الرسمية للدولة في هذا الصدد، هو رغبة من حزب العدالة والتنمية لاستمالة الحركة الثقافية الامازيغية واستدراك لموقف الحزب من الامازيغية، وهي المواقف التي جرت عليه سيلا من الانتقادات وخاصة في عز الحملة الانتخابية، مما جعل عبد الاله بنكيران آنذاك يعتذر للامازيغ، في مهرجان خطابي بمدينة الناظور، على ما صدر منه من تهجم على الامازيغية حين قال عن حروفها تيفيناغ بأنها "شنوية" وذلك في لقاء خطابي بقاعة ابن ياسين بالرباط.