شعب بريس - خاص قالت روقية الدرهم، الشابة الصحراوية التي تخوض استحقاقات 25 نونبر، ضمن لائحة نساء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن عائلتها هي التي ألهمتها عشق الممارسة السياسية.
و أوضحت الدرهم في حوار خاص، أن الهدف من ترشحيها في هذه الانتخابات هو أن تساهم كصحراوية في خدمة وطنها المغرب الكبير.
ولم تنس هذه الشابة الصحراوية أن توجه نداءا إلى أبناء عمومتها الصحراويين الموجودين في مخيمات تيندوف، تدعوهم فيه إلى العودة إلى ارض الوطن، والمساهمة في بناء المستقبل في ظل الحكم الذاتي و الجهوية الموسعة.
أولا: من هي الشابة روقية الدرهم التي اختارت الوردة في انتخابات 25 نونبر؟
روقية الدرهم، من مواليد 1978 بالعيون، أنحدر من عائلة صحراوية عريقة، لست وليدة اليوم ولا البارح، وإنما أنتمي إلى عائلة الدرهم المعروفة بالنضال منذ زمان. والدي هو محمد فيضول الدرهم، كان مناضلا كبيرا منذ العقود الأولى من القرن الماضي، وله تاريخ معروف يشهد له به الجميع.
بالرجوع إلى التاريخ نجد أن عائلة الدرهم، هي التي جاءت بالحزب الوطني الاشتراكي آنذاك إلى الأقاليم الصحراوي، قبل أن يكون الاتحاد الاشتراكي بالجنوب. فعائلتي هي التي كانت تمول الحزب، لكي يقوم مع جيش التحرير بالنضال ضد الاستعمار الاسباني، وقد ساهمت هذه العائلة في تنمية الجنوب. فعائلة الدرهم دخلت عالم السياسة منذ عقود، وكان عمي سي أحمد الدرهم، أول من شارك في الانتخابات في الأقاليم الجنوبية عقب الاستقلال. و لم يقف النضال عند ذلك الحد، بل استمر مع مشاركة العائلة في المسيرة الخضراء. كما أن هناك محطات ثابتة في تاريخ المغرب، لعبت فيها عائلة الدرهم دورا هاما، واستمرت المشاركة والفعالية مع باقي أفراد العائلة وعلى رأسهم حسن الدرهم. وورقية الدرهم ستكون امتدادا لهذه العائلة التي أغنت وساهمت في بناء المغرب الحبيب، وظلت وفية لروح الوطنية والوطن.
أين نشأت وترعرعت روقية الدرهم؟ ازدادت روقية الدرهم سنة 1978 بلاس بالماس، لكن والدي المرحوم محمد فيضول الدرهم، رفض أن يسجلني في لاس بالماس، عند الاستعمار الاسباني. وقام بتسجلينا في مدينة العيون، وولدت في لاس بالماس لأن الأسرة كانت مستقرة هناك، بحكم عمل والدي كان تاجرا بالجزر المذكورة، ونحمد الله لأننا استقرينا بالعيون، ولم يكن والدي يرغب في أن تربطه أية علاقة بالمستعمر خاصة فيما يتعلق بعقود الازدياد.
أين درست وتعلمت روقية الدرهم أصول السياسة؟
دخلت المدارس هنا بالرباط، ودرست في أحسن المدارس خاصة المعهد الدولي للدراسات العليا بالمغرب، و اليوم أحضر للماجيستير بجامعة لندن ببريطانيا. أما السياسة فكنت دائما مولعة بها، وأعشق المشاركة في كل شيء يخدم مصلحة وطني وأرضي. وأتمنى ألا توقفني فترة مزاولة السياسة عن الدراسة، لأن الدراسة مكملة للسياسة. أما فيما يتعلق بالعمل الذي أزاوله، فهو مرتبط بقطاع التسيير، إذ أسير شركة في الداخلة تهم التجارة والتسويق بحكم تخصصي ودراستي.
ما هي انشغالات روقية الدرهم بعيدا عن التسويق والتسيير؟
الأكيد، هناك الأعمال الاجتماعية التي أقوم بها، فأنا عضوة وناشطة ومكلفة بالعلاقات العامة في "الجمعية الجهوية الصحراوية للثقافة والتنمية"، وهناك مؤسسة سي أحمد الدرهم وهي جمعية عائلية أتولى مهمة تنسيق العلاقات العامة بها. أما باقي اهتمامات روقية الدرهم، فهي المساهمة والكتابة ونشر مقالات صحافية في المواقع الإلكترونية حول قضايا سياسية هامة.
ما هي خطوات الشابة الصحراوية خلال هذه الحملة الانتخابية؟ وماذا ترغبين في إيصاله إلى الناخب المغربي؟
بحكم أنني صحراوية وأنتمي إلى الجنوب، والحمد لله، كما ذكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير ب"أن الصحراويين خاص لي يتكلم عليهم خاصو يكون منهم". ولهذا أنا من هذا المنطلق، قررت أن أنزل وأشارك في هذه الانتخابات، ولا أدع الفرصة لشخص آخر يلفق علينا الأكاذيب و يقرر مكاننا. ونهدف نحن أبناء المنطقة الصحراوية إلى أن نكون مساهمين بشكل فعال في بناء مجتمع مغربي موحد من طنجة إلى الكويرة.
وقررت أن أخوض غمار الانتخابات بالدائرة 20 بحي السويسي بالرباط، وشرعت منذ الأحد الماضي في حملتي الانتخابية من هنا بالعاصمة الرباط. بعدها، سأرحل إلى الأقاليم الصحراوية وغيرها من المناطق لحشد التأييد لحزب الاتحاد الاشتراكي، خاصة وأن الحزب له وزن بالأقاليم الجنوبية وله تاريخ بهذه المناطق.
و أنا أحرص جيدا على قضايا المرأة الصحراوية والمغربية بشكل عام والشباب، وغيرها من القضايا التي تهدف إلى تنمية البلاد والتغيير نحو الأفضل.
ماهي قراءتك للمستقبل بعد الانتخابات؟
أنا دائما متفائلة بالمستقبل، وبوجود الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أنا أتافاءل أكثر بتطور القضية الوطنية وقضايا المرأة واستقرار المغرب. والمستقبل سيكون زاهرا إن شاء الله، وستتحقق تطلعات المغاربة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كيف راودتك فكرة خوض غمار الاستحقاقات التي ستجرى يوم 25 نونبر؟
كانت لدي مشاركة بسيطة في انتخابات 2007 في إحدى الدوائر الانتخابية بالرباط، لكن بالرغم من أنني لم أفز إلا أنني لم استسلم. وقررت أن أعود وأخوض غمار استحقاقات 25 نونبر بتزكية وتشجيع من أفراد عائلتي خاصة حسن الدرهم، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فاقتنعت بالترشح في هذه الانتخابات. لأن هذا وقت يحتاج المغرب فيه كافة أبنائه، لخوض غمار التغيير وتنزيل الدستور الجديد.
كيف ترين مغرب ما بعد اقتراع 25 نونبر؟ إني أرى مغربا متحركا منفتحا على جميع الفئات الشبابية، ويجب دعم الفئة الفقيرة لتنتقل إلى مستوى الفئة المتوسطة، كما أرى مغربا كبيرا متقدما بفضل دستوره الجديد.
هل لديك أي نداء ترغبين في توجيهه إلى الصحراويين بمخيمات تندوف؟
بالتأكيد نعم: كوني صحراوية، أرغب في توجيه نداء إلى جبهة البوليساريو، وأقول أولا للصحراويات والصحراوين في المخيمات: إنكم لاقيتم من العذاب ما يكفي على أيدي عصابة البوليساريو، وكفى من هذا الاستغلال البشع الذي تتعرضون إليه منذ سنوات. وأقول لكم، عودوا إلى أرض وطنكم.. إن الوطن رؤوف رحيم.. فالأرض تحتاج إليكم وساهموا في بنائها قدر الإمكان. خصوصا وأن وهناك فرصة ذهبية في ظل الحكم الذاتي والجهوية الموسعة، لأن الأرض لبست حلة النماء والازدهار، ولم تعد كما كانت أثناء فترة الاستعمار.. أما ندائي إلى جبهة البوليساريو فأقول لهم: كفاكم من التعذيب والإرهاب واستغلال القضية، اليوم زمن آخر وواقع آخر، دعوا الناس وشأنهم، دعوهم يدخلون إلى وطنهم، وكفاكم من المتاجرة بالقضية.