سألت نفسي : لماذا قتلوه؟؟؟ هل حقا يدافعون على فكر يستحق هذه الجريمة أي فكر هذا الذي يبيح هدر دماء بريئة أم أن فكرهم مات و أرادوه إحياءه بالضجيج وهدر الدماء وغدر الرجال من وراء ظهورهم أليس الرجل الشجاع إذا أراد أن يحارب من أجل شئ يستحق يأتيك من الأمام وجها لوجه و لا يقاتلك إلا وانت حامل لنفس السلاح الذي يحمله لا يا سادة إنه الجبن إنه فكر يضمحل يوما بعد يوم ويبرهن على ضعفه بنفسه دون حاجة لمناظرة ولا محاضرة ولا ندوة أي فكر يعيش وشعاره العنف والقوة العضلاتية عن أي فكر يتحدثون و يتشدقون كل ثانية عن أي مفكر يستندون ولأي قدوة يمتثلون هيجل رب ماركس أم ماركس أم لينين أم ستالين أم ماو أم كيفارا يا سادة إن شعارهم مكتوب في جباهم السيجارة و كأس الويسكي هناك و هنا في بلادي كازا و الحشيش وماحيا "ماء الموت" والقرقوبي هذا سلاحهم هذا منهجهم السيوف والزبارات والسواطير كلا ليسوا حيوانات لأن الحيوانات قلوبهم رحيمة كلا ليسوا همج فالهمج لا يقتلون بعضهم بعضا بل هم بيادق في أيادي أسيادهم بل هم كائنات تمتص دماء الطاهرين الساجدين بل هم أوباش مجرمون إرهابيون بل هم "لم أجد بعد إسم لا أظلم فيه الحيوانات والهمج ويليق بمكانتهم الدنيئة " فكر ميت يعتقدون يحيونه بدماء نقية طاهرة فكر مشلول لا يقبله العقل والمنطق فكر معوق لا يقبله الطالب الحر ولا يقبله المجتمع نعم علينا احترام الأفكار و أي فكر كيفما كان و إن كان يدعو لعبادة الفأر لكن هل علينا احترام فكر يدعو لذبح المخالفين هل علينا أن نسكت على اراقة دماء طالب علم عذرا عذرا فهو ليس فكر فكر ميت لا يستحق ولا يرقى أن يسمى بفكر يسبون بالرجعية وهم أكبر الرجعيين يسبون بالظلامية و هم أكثر الناس عيشا في ظلمات الجهل والعنف يسبون بالشوفينية وهم أكبر المتعصبين لأفكار تتركل في لحظاتها الأخيرة وصفتهم بعصبة من الجاهلية فقال صاحبي لم يرتقوا أن يصلوا لوعي رفاق الجاهلية في فكرهم وقناعاتهم ففرق كبير بين من يؤمن بفكرة و من يُأجر على "فكرة" فرق كبير بين من يؤمن بفكر يُرحب بالإختلاف والتعددية في الأفكار والآراء وفكر شعاره الكبير "أنا ومن بعدي الطوفان" فرق كبير بين فكر يدعو للإصلاح وفكر يدعو إلى الخراب قد نختلف في المنهج لكن علينا أن نتفق على احترام حياة الإنسان فالفرق كبير بين فكر يدعو إلى الحياة وفكر يدعو إلى الموت والفرق شاسع بين فكر شعاره القلم و الكتاب والحوار و فكر شعاره السيف والمطرقة ليس هناك فكر صائب مائة بالمائة لكن لا أكاد شئ صائب عندهم ولو واحد بالمائة فكما يقول يقول المثل الروسي : إن لم يكن لديك سوى مطرقة فستتعامل مع أي شئ كأنه مسمار فمبدأ الفكر الميت العنف من أجل العنف وكما يعلوننها مواجهة كل ما يمكن مواجته في انتظار المواجهة الشاملة ربما نسوا أن من مبادئ أي فكر حي أن اساس النضال الحياة واساس الحياة النضال فإن كان القتل هو هدفهم فلماذا نضال يدبح و يدبح الفكر أساسا يبنى على عمل العقل وكلما عمل العقل بطريقة سليمة وبحرية تامة مبني على مبادئ سليمة ونبيلة كلما كان الفكر أقرب إلى الصواب و أقرب إلى الإنسان العادي والبسيط فانعدام الآدامية و انعدام الإنسانية في مبادى أي فكر فهو يتناقض مع سنة الحياة فالعنف لا يكون حلا إلى عند الجبان والرفق لا يكون حلا إلا عند الشجاع والجريمة في حق الإنسان تبقى جريمة ولا مبرر لأخد روح حياة الإنسان فما بالك بقتل إنسان إلا لأنه حامل لفكرة تخالف فكرتك وهذا ليس إلا استبداد و إرهاب لجسد الإنسان أما روحه فقد ارتقت بفكرتها النبيلة والفكر المبني على العنف فاليوم فكر يحتضر إذا فهو فكر ميت لا محالة والفكر الذي يدعو للحياة و احترام الإنسان مهما اختلفنا في الرأي فهو فكر حي إذا فالمعركة معركة بين فكر حي وفكر ميت و هي معركة حاسمة مبدئيا في انتظار محكمة عادلة وقضاء عادل. البقاء للأقوى فكريا و الأصلح منهجا