ألقتْ ظلال الليل عتْمتها على نفسي والحزن دثرني بجليده القاسي .. لا قلب للجدران يرثي حالة الولعِ لا حسّ للصخر الأصمِّ أبثهُ شغفي لا طعم في حلقي غير المُرار ونكهة الخشبِ يشتاقُ مائي للهوى الأوّلْ فيصدُّني بحرٌ من الوجعِ وأعود مكويَّ الفؤاد إلى نبع الصدى الأمثلْ وأعود مطرودا إلى نسغي .. وعلى جسور الحرف ألقى الفجْعُ زفرتهُ وعلى حبال الصوت ألقى الدمع جمرتهُ ، والأخضرُ المزهوُّ جفَّ من الرُّبى ، فمتى تصالحني الرياح مع الشجرْ ؟؟ ومتى أصوغ قلادةً لترابِ أرضٍ لم تُدنِّسْهُ سخافاتُ البشرْ ؟؟ ومتى أشيِّد خيمةً لنوارسِ الليلِ المقيمة في عُجاف الهامشِ ؟؟ بلغتْ سيول الوهم ما بعد الزُّبى ؛ وأُحاول السَّيرَ الحثيثَ تُجاه أحلامٍ غدتْ كالحنظلِ والسيرُ يقضمُ أرجلي ،، وأقولُ : فليتواصلِ السيرُ الشقيُّ إلى حدود الشهقة الكبرى ،، وليستكنْ خوفي إلى ضوءٍ هلاميٍّ في آخر الدربِ قد لا يُرى للناس طرّا مغْنماً من روضة أخرى .. وأرشني بشقائق النعمان والملحِ وأواصلُ الدربَ الطويلَ إلى لظى الجرحِ ، فلربما سُبُلي تصادفني بعزيمةٍ لم ترتحلْ عن نخوة العربِ ، فأرى وميضَ سيوفِ نسلِ أشاوسِ السَّلفِ وتعود للأرواح بعضُ ملامح النسبِ وتعيشُ إشراقَ المنى في زحمة التعبِ ؛ تسمو على تبريك جوقة الدّجَلِ ، تلقي القذى في عين من سرقوا شذى السَّعَفِ في عين من تركوا نخيل مرابعِ القربى بلا وَهَجِ . تعلو على مهوى الردى وتهيّؤُ المجرى لسنابك الألقِ وسبائك الذهبِ ..